الحزن وشجو الزمن

خاص- ثقافات

فراس تاجي – البصرة

أنا لا أغني الحزنَ أو أشجو القلمَ

وردةُ السماءِ بابٌ تنتظر

غارقٌ العزفٌ في ترنيمةِ الهباء

مسرى غبار الزمن .

عارفٌ قلبي سرَّ الابجدية

يا هذا القدر

من قدَرِكَ أسرجُ أفكاري

وأكتبُ المستحيلَ

إنَّهمُ فتيةٌ غرقوا

بوادي العذابِ

ردّوا بأكفٍّ ساخرةٍ لسفنٍ

كانت تلوِّح لهم بكفِّ العشق .

فناراتٌ كانت قالتْ أنّها اصدقاءَ

لهمُ ودلالاتٍ .

أزيلي قمرَ تطلعاتِك الدنيئةِ

أيتُّها الغاطسةُ في جُبِّ ايذائي

حتميةٌ طعناتٌ تُصدرينها

للمدى

يا نافذةَ التطلعاتِ

هل احصيتِ جراحاتِ الفقراء

هل آويتِ يتيماً أعلنَ الوجعَ

المرَّ

هل كان اليتيمُ خيرَ عزيزٍ أُخرِجَ

من سجنِ الآهات ؟

يا نافذةً من تاريخٍ

يا أنتِ ، أوان غربتنا ،

اهدأي ،

فالمزنةُ كينونةُ طيفٍ

يمرُّ

وأنتَ يا قطارَ الوقتِ

ارسم محطاتٍ كي أدرِكها

زمني قدري ، تبعثري .

هذا الطالعُ من رَمضاءِ الكلمات

شعرٌ هو هويتي

والفقراء .

يا سوسنةَ النهرِ احطبي

هذا الجبلَ من الأوجاعِ

امنحي الوطن عطراً

أملاً

في ضياعٍ هوَ .

الهواءُ تراسلُنا نحو أبديةِ

حبنا

يحملُها إلى عشاقِنا

ما فتىء القلبُ يردِّدُ نارَه

ولظاه

هل تعلمين يا بابَ الاوجاعِ

شوقَنا للنسيان

لأنَّ ذكراهمُ تجرحُنا

وتُبكي الطفلَ فينا ؟!

هل يعلم طالعوا ليلَ

ليلى

عندما يطرقُ ذاكرةَ قيسٍ

لطمه شراعُ الحنين

لم يتبقَّ له غير الشَّعرِ

خمراً وصحراء ؟

إنَّها غزالةُ تأملاتِ من فَقدوا

بوصلةَ اصابعِهم

تبتغي فيوضَ الشِّعرِ

الجريحِ

براكينٌ هذي الجراحٌ

ترثي موتَ أمَّةٍ

اندثارَ قومٍ كانوا بساتينَ

أنظرُ الى السومريين والبابليين

واليونانيين.

أنظرُ إلى الفراعنة والاشوريين

أنظرُ .. وأنظرُ .

أراهم يفردون قلوبَهم ترحاباً

بأمتي القادمة .

أمَّتي ستموتُ كما ماتَ

مَن لمْ يفكِّر بالخلود

واكتفى بالضغينة انجيلاً له

وزبور .

5تموز2018

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *