نافذتي البحرية

خاص- ثقافات

*محيي الدين كانون

كم جلسنا هناك …!
تحت شجرة التوت العتيقة ..
كم لعبنا هناك في منزلنا القديم …!
كان  بيتنا هو مسرحنا وملهانا..

2

حين  رفّت نسمةٌ  صباحية    هفهافة   …
عبر  نافذتي  البحرية  ….
تذكرت  موعدي  مع  الحبيبة …

3
موعد  فاته  ميعاده  سنين…

حين  طالت” بيتنا القديم  “صفقة جهنمية  مسحته من الوجود   …

4
من  يومها تبدل  الحال ….

صِرْتُ  أسوح  في   البراري والطرقات  …

بحثا عن عنوان  بيتنا القديم  ..

عن  شجرة التوت العتيقة  ..
عن  ذكرى  حبيبتي  ..

عن نافذتي البحرية ….

من  يومها لم  أنم …

ومن  يومها  الناس  ينادونني  :  يا بهلول !!

5

اتركوا  لي وقتي  هذا  هجيناً  يقفز  في مشيته  ككنغر

يحمل  في إحشائه  زمن افتراضي  صغير……هو بيتي!

اتركوني أهنأ قليلا بقيلولتي كي أنظر إليكم من  عالم  مفارق مختلف  عنكم …..

اتركوني بسلام أعيش  وأنا الشاعر أفتش عن صدف

كلمات  اللؤلؤ  في سماء  المعنى ….!
….
6
اتركوا  …ما تبقي لي  من  عمرٍ  ككأس شاي  أخضر …

أرشف  جرعاتٍ  متتالية من فوق سقف لا ترونه بعيونكم الكليلة …

أتذوقها جرعات   بسلام  وعلى مهل من  نكدكم …..

ونكد شوارب عنتر ابن زبيبة و لحي  كوز  الفشار …

7
دعوني  بعيداً عن مذيعاتكم ومطرباتكم اللواتي  يغيرن

كل شهر شكل أنوفهن وشفافهن   و أيضا

مؤخراتهن  ……!

8
بحث  عن   نظرتكِ _  تلك _  بين  كل العيون …

ولم أجدها ..!

وحين  يممتُ  أنظاري  بعيداً …

وجدتها  في  وجهكِِ   بين خصلة شعرك   ، و ضمْة شفتي الكرز ..!

* شاعر وروائي من ليبيا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *