وهي، وهج جمالٍ يكتنف الأرضَ ومن صلبِه وُلدت، فكانَ لها الصبا والعرشُ وللجمالِ بقيّة… ومن النزوحِ إلى النزوحِ أتت، فكانَ لها القهرُ والمنفى، وللّجوءِ قضيّة…
وهذا شاعرٌ يبيعُ الهوى في زقاقاتِ مدن الصمت الحزين، عند عتبةِ ماضٍ غابَ وانقضى، وذاك طفلٌ يبيعُ الورد للعاشقين، طمعًا في ودٍّ ورضى… والعجلةُ تدورُ وتدور.
وهو مغتربٌ شفّه الحنينُ لليالٍ خلتْ، وأحلامٍ ذوتْ قناديلُها، فاتّخذ من حقائبهِ وطنًا يعيش بظلّه، بانتظار بزوغ فجرٍ ربّما يطلّ، وذاكَ عاشقٌ حالمٌ تاهَ في عتمةِ الدّرب، عند ساقيةِ حلمٍ جفَّ ماؤها، فبقي هناك، عالقًا بين الحشائش والطحالب والزّمن. وآخر يرسمُ الحياةَ والموت، والصخبَ والصّمت، على جدرانِ فضاءاتنا الكونيّةٍ المتعبة، فينبثقُ منها قوس قزحٍ، يلوّن الآهات والتنهيدات بألوان الأمل والشقاء، فندور معه وندور وهو يدور.
وآخرهم يقبعُ هناك، في الزاوية الخلفيّة للحظّ، يبيعُ الحظّ للمقهورين والتعساء، يصرخ وينادي بأعلى الصوت: اشتروا الحظّ يا سكّان الأرض…