خاص- ثقافات
*العربي شحمي
قالتِ المُذيعَة :
خبرٌ عاجلٌ أيها الطّيبون
رجلٌ تسَلل إلى مَآقي امْرَأةٍ
تحتَ جُنحِ الظّلام
وَعلَى الفَورِ
طَفِقَ يسْعى بيْن الخاصِرتيْن والقَدميْنِ
وٓبيْن ما دونَهما منْ مناطِقَ أخْرى
فأشعَل الحرَائق فِي فرَاشِها
واندَثر
…
خبرٌ عاجلٌ أيها الطّيبُون
خاضَ غِمارَ بحْرٍ يقفُ الأنبِيَاء بسَاحِلهِ
إيمانًا بأنّ ما للهِ للهِ وأنّ ما لقيْصَر لقيْصر
تبَخّر
قطَع المَنازلَ أوَّلا بأوَّل
قَطَع المَقامَاتِ مقامًا مقامًا
وَحينَ بلَغَ المُنتَهى، خرَج منْ رُكام الكَلامِ
رَعدًا
برقًا
زمْهرِيرًا
وَأناشيدَ، لا عربيّةً ولاَ عجميّةَ عَصيّة قُبّرةٌ تبْتلعُ غُولا ليْلٌ يمْتطي سبُعًا وسَمشٌ مفقُوءَةُ العيْنين دامعَةً تتَهَجّى رَواسِيَ راسيَةً على قَرنِ ثَوْرٍ ثائِرٍ مُنتَثِرٍ يحْمل بيمِينهِ كَأْس نبِيدٍ وبيسارِهِ كأس مَاءْ أنا سيّدكم أطيعُوني أجْعلْ براريَكم بِحارًا وبحارَكُم مَآوِيَ للمُتسَولينَ والمُتدروشينَ وللعُنّسِ والخُنّسِ ولقاطِعي الطّريقْ….
…
خبرٌ عاجلٌ أيها الطّيبُون.
رجُلٌ اغْتالَ غفْوةَ امْرَأةٍ
وَحينَ بلغَ المَرامْ
حَملَ عَقيرَتهُ
وامْتطَى سَبُعًا
وفِي لمْح البَصر انْدسّ في الظّلاَمْ.
…
قالَ المُعلقُونْ
لمْ يكنْ ليكونَ هَذا الذِي كَانْ
لوْ أنّ الزهْرة لبسَتْ خُلخالَها
فِي الوقْت المُناسِب
ووَضعَتْ على رأسِها إِكليلَ غَار
وعلى صَدرِها حبّاتِ ماسٍ
وَخيوطَ حَريرْ
…
وقالَ آخرُونْ
لمْ يكنْ ليكونَ هَذا الذِي كَانْ
لوْ أنّ شجَرةَ الزيتُونِ لبسَتْ قفْطانَها
فِي الوقْت المُناسِب
ووَضَعتْ علَى صَدرِها
حمَامةً
وسُبحةً
وصُرّةَ بارودْ
…
وَقالَ المَيّتُونْ
لمْ يكنْ ليكونَ هَذا الذِي كَانْ
لوْ آمَنَ الأحياءُ غيرُ العارفِينَ أنّ الغِواية حَقٌّ وأنّ العُروجَ حقٌّ وأنّ النّزُولَ حقٌّ وأنّ تَشَرُّبَ روحَ الحَبيبِ وتشَرُّبَ روحُه روحَ المُحِبِّ خمْرةٌ لا تُعطي عَسيلَتها إلاّ للأصْفيَاء منَ البَشَر ….
العربي شحمي – سيدي قاسم / المغرب