كي لا تُجرح روحي

خاص- ثقافات

*عمر ح الدريسي

كيف لي أن لا أحزن

وأنا الذي آثرت الهروب

من النّهر إلى البحر

لأتنفس بِـ “حرية” أكثر

فوجدت البحر “مُحتلاً”

والسماء فوقه “مرهونة”

والنّجوم “مُقرصنة”

والأنفاس “معدودة”

لأغرق “مخنوقا”

فآثرت إلا؛

أن أبحث عن نعش

لا يحمل الموتى عادة

ولا يعرفه الأحياء

لأحمل روحي في صمت

كي لا تُجرح روحي..؟

كيف يمكن لي أن أحمل روحي

على أكتافي وحدي

برقَّةٍ وحنو..؟

أُسمَعُها بصمتِ الصّمت

وأنشدُ لها

في الطريق إلى المقبرة

بهدوءِ الصّخب..

ونحن، نصرخ بلا دموع

عن كل أحلامنا

عن كل خيباتنا

عن وعن وعن..

وعن…؟

أسرد لها؛

الأجمل..

أثرى القصائد ألمًا

وأعمق الأبيات وجعًا

وأقوى القوافي حُرقةً

وأودِّعها..

أُودّعها في صمت رهيب

كما ودَّعت،

اليباب..

والنهر..

والبحر..

ولا أعرف ماذا هناك،

على النجوم..

وفي السماء..

لأن الرياح، أتت على غير عادتها

ولم تُمهلني..

وَحَمَلَتْها إلى حيثُ ما أبعد من المقبرة

بين أشياء ضائعة هناك

بعيدة عن نظري في العتمة

أخَذَتْها في غفلة مِنّي

 كما لم يُمهلني الحزن

وأخذ كل أحلامي

والتهم كل أحشائي

وسار بين أضلعي

كما تسري النّار في الهشيم

فتحملت كما يتحمل الفحم الحريق

وانبعثت من جديد

كما تنبعث العنقاء من تحت الرماد

أسمع مناجاة روحي، كل ليلة

وحيدة في مكانٍ يبدو هادئا

كهدوء البحر قبل العاصفة

لكن أحسه صاخب ومجهول

وأنا وحيدٌ، هنا

بين الصخب، أمشي

جسدٌ، بلا روح

جسدٌ، بلا قلب

هادئٌ، هدوء الغريب حين الصّخب

فبات الرّعب مقام الروح

وصار الهلع رفيق الأنفاس

والحُزن تزين بكل الألوَان

حيث أزاح الرُّوح وأقام

وصار سيَّدًا،

على رأسه “تاج”

يسكنُ القلب

ويتربع الفُؤاد.. !!

———————-

عمر ح الدريسي

drissi-omar1@live.fr

 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *