أيّها الغياب المطبق
من آخر السراب
في العين سياج دخان
والقلب أرجوحة
بين صار…وكان
فنجان الانتظار
يجمع عمرا من أشجان
وسيل دمع يكفي
لغسل وجه الأمل
من غبار الزمان
مازلت مسكونة بالذكرى
بحبل أوجاع سري
يربطني إلى جذع لحظة
تكسرت فيها قيود المستحيل
عمود لفظة …
حرر النبض
من سجن المحال
غصن مودة انتشلني
من غياهب النسيان
ألبسني حرير القصيدة
وزفني عروسا
إلى حيث الذنوب مباحة
وارتكاب الجنون …فريضة
تفضي إلى انفراج العذاب
لا ترحل بعيدا
وتتركني مهرة مارقة
تركض في جهات فارقة
لا تمنح المسافات
فرصة اغتيالي
اعتقال ما تبقى مني
لن يصيبك هذياني بالضجر
جدائلي لن تجد غير
حضنك مستقر
و أحلامي الصغيرة
ستحبو نحوك
مهما تعثرت الصبوة
في منعرجات اللهاث
لن تمنعني دهشتك
من تسلق شعاب النأي
ولا عيونك الطافحة باليأس
ستثنيني عن
امتطاء صهو المستحيل
عنيدة كنت …ومازلت
لا تهزمني تكشيرتك المرسومة
على شاشة الأفق
ولا ابتسامتك المقدودة
من قبل ومن دبر
ما دمت مسكونة بما هو أعمق
من الأمل
ومن الحياة
مكتظة بصغار أفراح
تشاكس اضطرابي
كأجنة بريئة
ما رأيك لو نلتقي
فوق جبال الاولمب
ستجدني هناك
أفروديت الألفية الثالثة
فاردة ضلوعي
لقوس كيوبيد
لا بأس أن أموت
بسهم الحب
وأدخل الأسطورة
من باب العشق
لن أتوسل زيوس
كي يوقف رياح الهيام
فأنا الآن ممتلئة بالندى
بأحلام متمردة
تأبى الرضوخ
لأحكام الزمن المرتجلة
مهما عربد البحر
نزولا عند رغبة الريح
ومهما استشهدت المواعيد الملغاة
على حافة الصمت
وذبال الشمس
ستظل الروح محفوفة
بفراديس الدفء
متزملة بالقصيدة
وما أوتي الشعر
من قواف متكسرة
على صخر المكتوب !