خاص- ثقافات
*محمد فائق لبرغوثي
( البيت المسكون )
اللعنة، الأسطورة تحتل جدران غرفتي، أنا لست منتشيا أو أهذي .
لكني أراها؛ تلك الصخرة وهي تتدحرج نحوي من مرتفع في الجدار المقابل. أغمض عيني خوفا وحين أفتحهما ،أجد الصخرة تحلق تحت قدمي طائر العنقاء. فيما يجلس نارسيس مسترخيا أمام بحيرة الجدار الأيمن، ولا يعنيه مشهد الاقتتال الدائر بين الثور وجلجامش على حافة الجدار المقابل.
كل هذا لا يعنيني فأنا إنسان واقعي ولا وقت لدي لهذا الخيال. أنا فارس وقد حان الوقت لأن أخرج من هذا النزل المسكون لأتابع حربي الطويلة مع
طواحين الهواء.
( الثورة )
– من هذا الأبله الذي يحمل الصخرة كالبغل ؟!
* هو أنت إذاً، اسمعْ أيها البائس . سأخلصك من عذابك ، من هذه الصخرة التي تثقل كاهلك ، من الجبل كاملا إذا أردت .
– أوتقدر ؟
* سترى بأم عينك ؛ يا سانشو ناولني الرمح والدرع واتبعني .
شوهد سيزيف آخر مرة على جبل كالطود ، يحمل صخرتين ويتدلى من كتفيه قدمي طفل صغير ، قيل أنه ابن الآلهة ، ويبول عليه !
( ركوب الموجة )
عشبٌ ينمو على حجر،
و” على هذه الأرض ما يستحق النضال ” يصرخ سيزيف فرِحاً
حين يرى الربيع يمتد إلى زمن الأسطورة ؛
يلقي الصخرة في الواد
ويطير منشتيا
لكنه ينسى
ينسى أن يشتم الآلهة
وينسى معها أن يحلق
ذقنه !
( خليك في البيت )
لم يبق إلا هو ؛
كل زملائه أخذوا أدوارهم في المسرحية الجديدة التي تحاكي رموز الأدب وشخصياته ،
ولم يبق إلا هو ؛
ذلك الشاب الأخرق اللحوح ، كم كانت فرحته كبيرة ، عندما منحه الأستاذ دور
” جودو” .