المنهج التقني في قراءات محمد البندوري

خاص-ثقافات

*رشيد مربوح

رصد الفنان والخطاط الدكتور محمد البندوري مجموعة من الأعمال الفنية في مجال الخط، واهتم بعدد من الخطاطين والفنانين في مختلف الأقطار العربية والعالمية، وقام بقراءات متعددة في اتجاهات نقدية مختلفة لأعمالهم، وعنى بجمالية ما قدموه من إنتاجات خطية وفنية فأصبغ عليها من آرائه النقدية وفق منهج تقني ما جعلها تصطف في المراتب الأولى على الصعيد العالمي. وبذلك يرجع له الفضل في تقويم المنحى الخطي والفني بالمغرب وفي مختلف البقاع العالمية من خلال منهج تقني فريد. ويعد محمد البندوري حسب العديد من المتتبعين أحد أعلام النقد الفني بالبلاد العربية. فمعظم نقداته وقراءاته تكتسي أهمية بالغة في المشهد الثقافي العربي والدولي. والجدير بالاهتمام أنه اعتنى بالخط ووضعيات الحروف والأشكال والرسوم، وقرأ الحروف والأشكال والرسوم في ذاتها وبحركاتها وفق معالم جديدة ووفق المجال التقني الذي لم يستطع أحد من النقاد الاقتراب منه. فمجمل القراءات النقدية التي يقوم بها النقاد للأعمال التشكيلية أو الخطية كانت تصب في اتجاه الأدب والفلسفة، بينما غيّر محمد البندوري هذا المنحى إلى قراءات تقنية أكثر نجاعة وأكثر مصداقية وأكثر موضوعية، فجعل من صياغة الأشكال الجمالية التشكيلية والأشكال الجمالية الخطية إيحاء مقصديا ودلاليا، وجعل من التشكيل البصري رمزا لكل ما تقتضيه الخطابات ويروم إليه التأويل. فوضع من خلال هذه التجربة التقنية مجالا واسعا للجمال المعاصر، جمال جديد للحروف العربية وجمال جديد للتشكيل العربي والعالمي. وشدد على الحركات الجميلة في الخط والتشكيل لأنها هي التي تعكس روح الجمال في الشكل وفي اللون وفي الحروف، وتشكل رمزيتها إيحاء ودلالات. وتفاعل محمد البندوري مع كل المواد والخامات والوسائل بوعي جمالي وفني، فاستطاع إخراج رمزية الحروف وخباياها، وإخراج دلالات الأشكال في مختلف المدارس الفنية. ورصد معظم التركيبات ذات الأشكال الهندسية المتنوعة، فعالجها وفق نقدات فنية وجمالية أثمرت دلالات وبلاغة ومعاني جديدة. وبما أن محمد البندوري كان قد جعل للخط العربي مساحة في النقد الأدبي العربي فإنه كذلك جعل للخط المغربي مساحة نقدية في التراث المغربي والعربي والعالمي وجعل للنقد التشكيلي إضافة  تقنية من حيث القراءة والتتبع.

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *