احتمالات الريح / أقصوصات

خاص- ثقافات

*محمد فائق البرغوثي

~ الطفل ~

 

هناك طفلٌ على النافذة.

قلت إنّ هناك طفلاً على النافذة

فما الذي جعلك يا واسع الخيال

تتخيل عمارة من عشر طوابق

نافذة من غير حماية حديدية

وجارات ينظرن من شرفاتهن إلى ساحة العمارة ويصرخن.

كل ما في الأمر أن ثمة طفلا على النافذة يلعب،

ويدا لئيمة تدفعه .

 

~ حالة حب ~

 

الطائر يطير

وكذا الطيارة

يهتف الأطفال ” طيارة طيارة “

تاء التأنيث تجذبُ قلبَ الطائر الوحيد

فيتغاضى عن فارق الحجم

عن ضجيج الصوت

عن جسده الصغير

الذي

سيهوي

على الأرض.

 

~ وعود من العاصفة ~

 

ما الذي تفعله الريح في مثل هذا الوقت ؟!

– تنزعُ وشاحا أحمر عن رجل الثلج، وتضعه على كتف طفل المخيم.

– تخطف نسمة دافئة من فرن قريب، وتحمله إلى عجوز الجنوب.

تبتسمُ العجوز

يبتسمُ الطفل

وتبتسمُ الريح؛ قبل أن ترفعَ يدها عن حملٍ ينوء بها

وتقول للموت : تهيأ !

 

~ كلاسيك ~

 

رحاب الشاطرة الجميلة الأولى على صفها، رحاب الصغيرة محتارة؛ مهندسة أم دكتورة ستصبح حين تكبر، رحاب الصغيرة ينمو العنبُ على صدرها فيخرجها والدها من المدرسة، رحاب تبكي، رحاب الثائرة الآن في حضن عريسها الكهل، رحاب ينتفخ بطنها وتنجبُ مولودةً أنثى، يسمّيها أهلها عائشة، وأنا أسميها (رحاب).

رحاب الشاطرة الجميلة الأولى على صفها، رحاب الصغيرة محتارة، مهندسة أم دكتورة ستصبح …

 

 

~ أقدار~

 

كان الجو عاصفا، حين ناولهم آخر قطعة أثرية

قبل أن يرتخي الحبل فجأة

وقبل أن ينزلق بعنف إلى قعر البئر العميقة

– من يقنع هذا الأبله أنّ أصدقاءه لم يغدروا به

وأنه الناجي الوحيد، من بين أصدقائه، إثرَ صاعقة رعدية

ضربتْ الموقع. من يخبر هذا المحظوظ ابن المحظوظ أنه

سيصبح مليونيرا وأنّ كل هذه القطع الأثرية ستكون

من نصيبه ..

 

إذا خرج !

 _______
*كاتب من الأردن