كيف نكتب أدبا للأطفال

بغداد – في كتابه “أدب الأطفال بين الظاهر والمسكوت عنه”، يناقش الكاتب العراقي فاضل الكعبي جملة من القضايا العلمية والفنية والاجتماعية والموضوعية التي تدور في عوالم أدب الأطفال، متناولا إياها بالعرض والنقاش والتحليل بطريقة علمية لا تخلو من الجرأة والمكاشفة.
ويشتمل الكتاب الذي صدر عن دار بوابة الكتاب للنشر والتوزيع في أم القيوين بدولة الإمارات، على رؤى وانطباعات واستذكارات وملاحظات متراكمة وضعها الكعبي كخلاصة لتجربة طويلة وعميقة أثراها بمشاركته في العديد من المؤتمرات والمهرجانات المتخصصة في أدب الطفل وثقافته. ويركز الكعبي على القضايا الفنية التي تختص بالكتابة في هذا الفن الذي لا يدرك مدياته ومدى الصعوبات التي تواجهه إلّا مَن خبرَ الطفلَ وعوالمه، وتمكّن من الغوص في أعماقه وتدرجاته.
ويبحث الكتاب الذي صدر ضمن مبادرة “ألف عنوان وعنوان” المنبثقة عن مشروع “ثقافة بلا حدود”، في أبرز القضايا الأساسية في أدب الأطفال العربي، وبخاصة ما يتصل بالرؤية الانطباعية العامة لواقع أدب الطفل العربي، وما يواجه هذا الأدب من مشكلات وتحديات، وأهمية أدب الأطفال والحاجة إليه، والنقد وأثر حضوره وغيابه في أدب الأطفال، مُرجعا العديد من المشكلات والتحديات التي تواجه أدب الطفل العربي إلى غياب النقد والمعايير النقدية في أدب الطفل، ما أدى إلى فتح الباب على مصراعيه أمام مدعي إجادة الكتابة للطفل من دون وعي وإدراك وخبرة بحقيقة هذه الكتابة ومتطلباتها.


ويناقش الكعبي كذلك آليةَ الكتابة الإبداعية في أدب الأطفال، وإشكالية المفهوم ودلالاته بين أدب وثقافة الأطفال، ومسائل النشر في أدب الأطفال، وآلية تعامل الناشر العربي مع ما يُكتب للأطفال من أدب حقيقي ومن كتابات أخرى تدّعي انتسابها إلى الأدب الموجه للطفل وهي في حقيقتها لا تفهمه ولا تعي ماهية الأسس العلمية والفنية والنفسية والاجتماعية والتربوية في آلية مخاطبته.
ويتوقف المؤلف عند ما يسميه “النظرة الهامشية القاصرة” التي يتبناها بعض أفراد المجتمع تجاه أدب الطفل، وجدوى المؤتمرات والندوات التي تقام سنويا على امتداد الوطن العربي، وواقع المسابقات والجوائز العربية الخاصة بأدب الأطفال، موضحا أن بعض المسابقات لا يستند إلى أرضية علمية وإبداعية حقيقية عند منح الجوائز.
ومن المحاور التي يستعرضها الكتاب كذلك ما يتعلق بواقع الدراسات الفكرية والأكاديمية حول أدب الأطفال، وما يجابه هذه الدراسات من تحديات، وما أفرزه بعضها من ملاحظات وانطباعات تتعلق بالتدني الواضح في مستوياتها العلمية والفنية واللغوية.
ويناقش الكعبي العديد من التساؤلات التي طرحها أدباء عرب، كما يتناول بالسؤال والإجابة العلمية مسألة التكنولوجيا الاتصالية والمعلوماتية وعلاقتها بأدب الأطفال وتأثيرها فيه.
وقد اعتمد الكاتب في مؤلفه هذا، على آراء ووجهات نظر طرحها أدباء وكتّاب وفنانون متخصصون في أدب الطفل من سلطنة عمان ومصر والأردن والعراق وسوريا والسعودية ولبنان ودولة الإمارات والكويت والجزائر وتونس والمغرب. ومنهم؛ أحمد زحام، إبراهيم فرغلي، هيا صالح، فرج الظفيري، محمد جمال عمرو، هدى الشاعر، بيان الصفدي، علي جعفر العلاق، ماري مطر، طاهر علوان، أمامة اللواتي، فاطمة أنور اللواتي، زهراء بريطع، عدنان سلوم، سحر نجا محفوظ، كاظم جواد وغيرهم.
يُذكر أن فاضل الكعبي بدأ تجربة الكتابة منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، وأصدر أكثر من عشرين كتابا فكريا وعلميا في الدراسات والأبحاث المتخصصة في قضايا أدب ومسرح وثقافة الأطفال، كما أصدر أكثر من ثمانين كتابا للأطفال واليافعين في حقول الشعر والقصة والمسرحية والحكاية الشعرية. ونال جوائز علمية وإبداعية آخرها جائزة عبدالحميد شومان لأدب الأطفال في مجال الدراسات النقدية عام 2010.
_________

*العرب

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *