وليس من يُحصي هنا صيحاتِ هذا الصمتِ في طُرُقٍ وغابَهْ
فتَحَ الفتى شباكَهُ ليرى نهارًا
مثلما فتَحَ الفتى شباكَهُ ألفًا من المرَّاتِ
لكنَّ الرَّصاصةَ أبصرتْهُ
تثاءبَ الجنديُّ
مِن ضجرٍ
تساءلَ.. في غباشٍ مثلِ هذا: هل أصابَهْ؟!
ستمرُّ نصفُ الساعةِ الأولى بلا قتْلى
تمرُّ الساعةُ.. السّاعاتُ
حَظْرُ تجوّلٍ؟ والوقتُ يحبو مطفأً فوقَ الرَّصيفِ
ومثقلًا ببكاءِ داليةٍ
وظلِّ سحابةٍ عمياءَ
… …
هل عبرَ الضُّحى.. هل انتصفَ النَّهارْ؟
2-
أسبوعُ ليلٍ
قَبْلَهُ عشرونَ أسبوعًا مضتْ
والنّهرُ يجري في الشوارعِ
داكنًا كدمٍ تجمَّدَ
… …
ذكِّريني باسميَ الأولِ
كي أنجو إذا النّسيانُ هبَّ
ولم أجدْ بين اللغاتِ ظلالَ مُفْرَدةٍ لمعنى الاعتذارْ!
خمسونَ جنديًّا، ثلاثُ مدرَّعاتٍ، حاجزٌ،
قناصُ حربٍ لم يخضْ حربًا،
هراواتٌ كثيرَهْ
وفتًى وحيدٌ نازفٌ
والموتُ يبتلِعُ الظَّهيرَهْ
3-
أسبوعُ ليلٍ شاسعٍ
أسبوعُ موتْ
وشهادةُ العُميانِ: صمتْ!
خط النار
المُدرِّسُ قالَ لنا قبلَ أنْ يتوارى هنالكَ في البهوِ مبتعدًا: اِحفظوا الدَّرسَ، لا تلعبوا دوْرَكَم كصغارٍ، مضى نصفُ عامٍ على أولِ السّنةِ المدرسيَّةِ، هيا اكْبَروا وبِسُرعَهْ!
ابنةُ الجارِ، تلك التي كَبِرَتْ قبْلَنا، التفتتْ نحونا من علٍ ثم قالتْ: إذا لم تطولوا على عَجَلٍ لن تروا كرزًا أو عذبةَ رُمانةِ الصّدر! فلتكْبَروا وبسُرعَهْ!
أُمُّنا وأبونا وصحنُ الطعامِ النَّظيفُ، أضافوا:
نريدُ يدًا لا فمًا، فاكْبَروا وبسُرعَهْ!
البلادُ التي اُقتِلعَتْ من أعالي الغناءِ وأعينِ أجْدادِنا همَستْ: