قراءة في رواية بروزاك لسيومي خليل

خاص- ثقافات

*صلاح مفيد

سيومي خليل
يوقع بروزاك
في جناح روافد A65
الدار البيضاء
اﻷحد 11 فبراير الرابعة عصر
————————

بروزاك.. رحلة نفس تائهة عن الوالد الذي اختفى في أعقاب انتفاضة الدار البيضاء في 20 يونيو سنة 1981، ولم يعرف له مصير منذ ذاك الحين. بعد مرور عدة سنوات وبالضبط 34 سنة أعقاب خروج حركة 20 فبراير، ستقوم الابنة بالبحث عن الأب مجهول المصير.
هذه الرحلة يتتبعها الروائي السيومي خليل من خلال خط دائري يبتدئ مع موت السيدة ميم وينتهي عند نفس النقطة. هذا بالنسبة للخط العام. وداخل هذا الخط نجد مجموعة من التنويعات في زمن الرواية استرجاعا واستباقا.. فيصبح الحكي لولبيا. هذا الشكل يتناسب مع مصائر الشخصيات التي تسيّدت الحكي، فهي شخوص بلا أسماء ولا ملامح ولا بروفيلات سيكولوجية واضحة. إنها شخوص تائهة، ذات مصائر مبهمة، شخصيات مسحوقة أو هي منسحقة تحت عجلة الحياة أو بالدرجة الأولى تحت ضغط المجتمع والدولة وجميع وسائل الإكراه المجتمعية.
هذا هو إنسان بروزاك. إنسان وجد نفسه داخل متاهة المونيتور، دون وجود لأي إمكانية للخلاص الفردي.
وكما اختار شباب 81 الانتفاضة كإمكانية للخلاص الجماعي، فإن شباب 20 فبراير احتلوا الشارع العام ناشدين نفس الحلم مع بعض الفروقات:
إن على مستوى الدوافع، فالذين خرجوا سنة 81 خرجوا إلى الشارع بعد أن عضتهم أنياب الجوع والبؤس، حتى أن أحد رجالات الدولة آنذاك سماهم تهكما أو سمى شهداءها ب”شهداء كوميرا”. أما شباب 20 فبراير، فكانت لهم بالأساس مطالب سياسية يمكن تلخيصها في شعار “ملكية برلمانية”.
أو على مستوى المآلات، فإذا كانت الأولى أجهضت من خلال ممارسة عنف فاضح ولاإنساني، فإن الحراك الأخير، يبدو أكثر إنسانية، فقد سمح للجماهير باحتلال الشارع، دون أن يكون لها (الجماهير) أي دور في صياغة الحلول التي أريد من خلالها أساسا امتصاص حركتها.
ليبقى الحلم ثابتا من ثوابت المغرب المأمول، مع بعض التنويعات التي يقتديها السياق العام.
خيبت أمل السيدة ميم من مآل حركة 20 فبراير، دفعها إلى البحث عن الوالد، كبديل عن الوطن المأمول. لكن الخيط الذي اتبعت لم يفض إلى نتيجة تذكر، لتنوجد السيدة ميم في الأخير مجردة من اللباس والحياة. الطبيب الشرعي سيخلص إلى أنها انتحرت، أو استسلمت بكامل إرادتها للموت، كصرخة في وجه كل من اضطهدها، ودفع بها دفعا لهذا المصير المخزي خاصة باعتبارها أنثى.

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *