خاص-ثقافات
*محيي الدين كانون
1
هأنا وراء الغسق كظِلّ كلبٍ شريد….
أرحل ُمع مَلْكِ الموت وجعاً كالعواءِ
وورائي بلادي نهبا للمغول والمَجُوس..
2
هويَّةٌ مؤقتةٌ وعمرٌ في قائمةِ الانتظارِ…
سجِّلْ فأنا لستُ عربياً..
وما زلت أبحث عن جوازٍ أجنبيِّ بختم مُذلٍّ..
كمظلّةٌ تأويني وصغاري…
3
حين مرقتْ فوق سنواتِ العمر
هي بمشيتهاً وخصلة من شعرها ..
صاح وهو يعبر الطريقَ ..:
كم أُحِبْكَ أيها العمر الجميل !
4
لست مذنبا سيدتي فأنتِ مدينة الروح..
ألجأ إليها يائسا من الحرب الغبية
فأُراقص العالم من حولك كطفل ضحوك..
وأنام….
5
أشعلتِ حرائقكِ بهذا القلب المتيِّم..
وغادرتيهِ…
كأنه لَمْ يَكُنْ ينبض لكِ يوماً..
فآهٍ من صقيع الروح ومآل الظنون
6
المطرُ ببدْلته البيضاء وبوَشْوشَته يغوي الأرضَ..
يرسمُ للبحيراتِ الزرقاء مروج خضر..
ينْثرُ فوْقَها عصافير الصّباح…
7
تساقطين كندف الثلج القطني من سماء رصاصية …
وحين التقطتكِ بيديِّ كحبّات لؤلؤة …
أصيرُ ماءاً ..
و أنتِ تتحولين إلى زهرةٍ ..
8
أتجمد ويذوب جبلُ الثلْج بيننا ..
لأغرق وأسقط مدوياً في بئر عميقة….
انادي يا زَهْرة …يا حبيبتي ..
ويرد الصدي : يا زهرة …يا حبيبتي ..
* شاعر وروائي من ليبيا