خاص- ثقافات
*حلا السويدات
وما الدهر إلا تارتان / تميم بن مقبل
كبَدٌ أن ننثر ورد النار على صخرة سيزيف فتشع عليه في قبره، ويُغرى بها مثل وليدٍ بزهو الغيوم، فلا يدرك أنها رغم هشاشتها لا تقدر أن تسقط.
وكبَدٌ أن لا تفتأ الغيمة تحاول كسر ضلعها وأن تنام في القبور حيث الظلمة في ضيق والضيق في المكان والمكان في الوجود والوجود في أن تتألم..
سيزيف.. زاويةٌ لغيمةٍ في النّص …
السماءُ.. جنةُ لسيزيف خفيفةٌ واسعةٌ .. هشة..
قالوا قبلًا.. الدهر تارتان، وجودان مختلفان.. الضد دومًا قوي كالأصل.. الرغبة تنطلق من الذات.. فلا بدّ من وجود مرغوب فيه، معارض تمامًا.
كتبوا في مادة الشغف بالسّيف، اعتلى فارسٌ خيلَه، عربي إغريقي.. كان السيف عينًا ترى مرادَها، ثمّ عرف العاجزون عن الرّكب القلمَ,, وأخضعوا لهم ما لم يخضعه الفارس لفرسه، ولا المتخيل لآلهته المعجَزة، ثمّ لم يبدُ العلو أسفلَ ولا الأسفلُ علوًا, تساوى كلُّ شيء، فتر الشغفُ، أخرج سيزيف قدمَه من مثواه، لإعادة الضدّ إلى مرآة السماء..
يقول: شعّي يا صخرة، ولو بورود النّار… ستكونين مسعاي بعد أن مات القوم عن المسعى.
أيُعقل أن تقومَ روحُ بن مقبل في يقظة سيزيف المفترضة؟ وتكون تارته الأخرى انقلابة الأضداد إلى ضدها، في السماء هم في الأرض، الغيم ومواده، في الأرض هم في السماء.. الشجر والبشر.. وصخرة تتمرس بينهما في أدم الموتى النادرين، المحبوسين في رغبة لم تنته، وتوقد نار الشغف تحت التراب.