رُفْقة لَعب قَديم

خاص-ثقافات

*سيومي خليل

هُنَاك كنّا نَلْعب
حيثُ مازَالت أثار أقدَامنا
ويُرَجّع الصدى صَيحَاتنا ؛
ارمهَا ولا تَخَفْ
ارمهَا وَفر
هنَاك مَازَالت الشَّتَلات التي زَرَعنَاها
لمْ تَكبر
ظَلَّت بِعُمر يَوم وَاحد
رغمَ أنَّنا كبرنَا وصَارَت لنا أعْمار
هنَاك تَلاقت أعيننَا
خلسةً منَّا
غافَلتنا وتَواعَدت
وغمزتْ للسَّماء
ولنَا غَمَزت السَّمَاء
حينَ كنَّا نُرَاقب طيورا
لا نَعرفُ اسمهَا
ونَتَخيلها طَائِرَات حرْبية
هنَاك ، بينَ سَاريتين ، وسقف ،
جعلناهمَا سلمَا لنتَخطَّى ارتفَاع مَدينة
رمينَا كُلَّ أَدْعيتنا البَسيطَة
لتَتَلقَفهَا أيادي المّتسولين
وتُحولها إلى مَنَاديل ورَقية
كنا هنَاك نَخيطُ
كرَات كثيرَة جدَّا لنُسَجلها
في مَرَامي أحلاَم كَثيرَة
نَضَعُ كرَةً أمَام أعيننَا
ونَقْذفُ جهَة شباك بَعَيد
يَقفُ علَيه أكثَر منْ حَارس
ليسَ هُنَاك أَي أب
أو جَار
يزْعجُه صوتُ الأمَاني
وهي تَهِسُّ لبعضهَا
ولا وُجود لضَوء شَديد
يَكْشفُ عَورتنَا لحَواء
هناكَ فَقط حَائطٌ من شُكولا
باردَةً ومُثلجة
حينْ نرَاه تَسْتلذ طعمه أعيننَا
ونَنْتظر أنْ تُذيبه شَمْس عابرَة
َستُشرق من علَى سقف اسمَنتي
حين كنَّا هنَاك
كان يُمكن للعَالم أنْ يَسْكن قَارورة
وانْ نُلَخصه فِي موجَة ضحك هستيري
ولعبة جمَاعية
فَقيرَة
فقيرة جدَّا .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *