القدس والمصالحة والتطورات الإقليمية والدولية محور العدد 113 من مجلة الدراسات الفلسطينية
ديسمبر 22, 2017
خاص- ثقافات
على غلاف العدد 113 من “مجلة الدراسات الفلسطينية” الذي يصدر ويوزع قبل وخلال فرصة أعياد نهاية السنة، فقط القدس. الغلاف الذي صممه الفنان حسين ماجد يرتبط مباشرة بافتتاحية العدد التي كتبها الياس خوري بعنوان: “القدس في زمن الثورة المضادة”، فلولا الثورة المضادة في الحيّز العربي والتي تعيد عقارب الساعة إلى ما قبل 2011، لكن بصورة “مهزلة”، لما تجرأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توقيع صك اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولما كان الرد الرسمي العربي بهذا القدر من الضعف!!
فـ “كل استبداد أصولي وكل أصولية استبداد، والمستبد كالأصولي هو المبشر باللأحد، أي بفراغ لا يملؤه سوى الخراب والدم.” و”زمن الانقلابيين وقادة الميليشيات وروائح الثروة المستباحة، صنع الثورة المضادة، وقام بتهميش المكانين الباقيين في ركام الأزمنة: هُمشت فلسطين بل هناك من يبشر بنهايتها في صفقة قرن لن تكون سوى قبلة الموت لمسار سلام لم يكن في الأساس سوى وهم.”
والمواجهة تقتضي عناصر قوّة ذاتية عديدة يفتقدها الفلسطينيون حالياً، وهي ضرورية لإسناد الحراك الشعبي الفلسطيني والتضامن الشعبي العربي والرأي العام الدولي والمواقف الرسمية الغربية التي جاهرت برفضها قرار ترامب، وعلى رأس تلك العناصر المصالحة واستعادة الوحدة؛ عنها يكتب، في باب مداخل، أحمد سعدات – الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسير في معتقلات الاحتلال – مقدماً لتثبيت المصالحة ومواجهة المخاطر المحيقة بالقضية الفلسطينية، مقترحات، في مقدمتها: “الكف عن وهم السير خلف المشاريع الأميركية، واستثمار الوضع القانوني الفلسطيني دولياً لخوض اشتباك سياسي ودبلوماسي مع سياسات الاحتلال، وتعزيز مصادر القوة الذاتية وفي مقدمتها المقاومة على الأرض، وإعادة بناء البيت الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية، وصياغة برنامج تنموي لتعزيز الصمود، وإعادة الاعتبار للبعد القومي للصراع مع إسرائيل، وكذلك البعد الأممي.”
وعن المصالحة أيضاً، يكتب معين الطاهر، في باب مداخل، تحت عنوان: “مصالحة متعثرة وانقسام طويل”، ويرى أن إرساء مصالحة حقيقية يحتاج إلى تطبيقات عملية من التفاصيل الصغيرة الميدانية، إلى “تفعيل الإطار القيادي الموحد، وإعادة بناء منظمة التحرير وفق مشروع وطني فلسطيني شامل، والخروج من دائرة عملية السلام الوهمية، وهي أمور تتجاوز هدف ورغبة من سعى للمصالحة الحالية.”
كل ذلك يجري وسط “تحديات نظام عالمي متحول” يكتب عنه ناصيف حتّي. وفي باب مداخل أيضاً، يتناول جنكيز تشاندار المسألة الكردية التي أعيد طرحها بحدّة بعد إجراء استفتاء على الاستقلال في كردستان العراق، انتهى بشبه كارثة للأكراد.
ولأن النكبة فعل مستمر، تعيد “مجلة الدراسات الفلسطينية” نشر خمس مقالات كتبها وليد الخالدي في صحيفتي “بيروت” و”الديار” البيروتيتين اليوميتين بين سنتي 1947 و1948. وفي باب مقالات؛ يكتب خليل الهندي عن “مقدمات لتفكير استراتيجي فلسطيني” لأن “هناك حاجة إلى إعادة توجيه الجهد الفلسطيني نحو الأجل الأبعد وربما التاريخي، من دون أن يستثني ذلك السعي إلى تحقيق أهداف وسيطة أو استيعاب تغيرات في المضمار الفلسطيني أو العربي أو الدولي قد تنشأ وتكون لها آثار استراتيجية.” كما يكتب زياد ماجد عن دخول السياسة إلى عالم كرة القدم تحت عنوان: “كرة القدم أموال وسياسة: ميدان للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي”. وتقطف بيان نويهض الحوت باقة جميلة من ذكرياتها في “‘شميدت’ زهرة المدارس على روابي القدس”، فيها الكثير من الفرح والشوق والألم ومرارة التهجير، وإرادة إعادة بناء الذات. ويتناول غادي ألعادي “قضية اللاجئين: بين نكبة 1948 وحرب 1967”. وتستعيد أولاّ موندينغر قرية يالو في مقالة بعنوان: “جمال طاغٍ في مكان بائس: القصة غير المحكية لقرية يالو”.
في باب دراسات، اثنتين: “الظلم البيئي ومشهد إنكار الوجود الفلسطيني”، لسري مقدسي، يتناول فيها استخدام الصهاينة البيئة لتغطية جرائمهم في هدم القرى الفلسطينية، عبر غرس الغابات فوق أنقاضها، وقد تم انتقاء أصناف الأشجار “بعناية، إذ إن أشجار الكينا والسرو تحجب الشمس عن التربة، فتقتل النباتات التي تنمو عادة في تلك الأرض، وتنبت مكانها نباتات أخرى لا علاقة لها بالبيئة الأصلية. إنها فضلاً عن كونها جريمة بحق الإنسان الفلسطيني، فهي جريمة إيكولوجية بحق الأرض الفلسطينية.” الدراسة الثانية هي عن انتفاضة الحجارة، للكاتب والشاعر الفلسطيني الراحل حسين البرغوثي، وهي نص بالانكليزية، ترجمه وقدم له عبد الرحيم الشيخ.
العدد 113 يتضمن شهادتين: لكمال بُلاطة بعنوان: “تجربتي في التصميم الفني لنصرة فلسطين” عن تجربته في تأسيس “دار الفتى العربي”. ولدلال البزري بعنوان: “كان صرحاً من خيال فهوى” وهي عن مشاعر الكاتبة، وهي لا تزال طفلة، عن هزيمة حزيران / يونيو 1967.
في العدد أيضاً: يرد عادل منّاع على النقد الذي وجّه بني موريس إلى كتابه “نكبة وبقاء” وذلك في باب مناقشات. وثلاثة تقارير هي: “باب العمود: أجمل أبواب القدس وموقع للمقاومة ومساعي التهويد” لعبد الرؤوف أرناؤوط، و”مصالحة “فتح” و”حماس”: الظروف والآفاق” لمهند عبد الحميد، و”‘القدس الكبرى’ كما تراها إسرائيل” لخليل التفكجي. وأيضاً قرائتين خاصتين: “عاموس عوز وسؤال الخيانة” لرائف زريق، و”شقائق النعمان ومجاز السنونو” لنسرين مغربي.