ما يشد الانتباه في الطريق لجامعة كالكري الكندية الرابضة بناياتها المتعددة الاشكال والتصاميم على فسحة وسيعة والتي تضم أقسامها كل ميادين العلم والأدب، هو تلك الدور السكنية التي تجاور الجامعة المرصوفة كاللؤلؤ على شارع يدعى (جارلسووددرايف) والمصنّفة بأنها الدور الأغلى مبيعاً حسب سوق العقار لقربها الشديد من الجامعة، هذا المرفق الحيوي المهم الذي يضم سنوياً ما يزيد عن ثلاثين الف طالب وطالبة ولكونها ايضاً مجاورة لتلة ماموثية ضخمة بحجم ربع مدينة بغداد العزيزة، التلة التي تشبه الانف واسمها (نوز هل) كانت قد اتخذتها البلدية كمحمية بعد ان تبرع بها صاحبها بشرط ان لا يبُنى عليها حجرٌ واحداٌ، حافظت البلدية على عهدها لصاحب التلة ولم تنقضه بعد ان ودّع الدنيا وتركتها بيئةً بكراً يرتادها طلبة السفرات المدرسية وجماعة المشائين الاغريق والراغبين لنزهة كلابهم، يقطن تلك التلة خليط من حيوانات برية حيث تتقافز فيها الغزلان البيضاء وتعدو الضباع الحمراء وتحلق الطيور بأختلاف احجامها وتفاجئك الغزلان الحمر بجمال عيونها عندما تهبط وقت الغروب لتحدق بالمارة، او تمنحك مشاهدة مجانية لعموم القطيع فجراً، تزيد اعمار المنازل عن نصف قرن وهي بطابق واحد يسميه الكنديون (بنكلو) حيث الدار مفروشة امامك كسجادة شرقية لا سلالم ولا درجات، وثمة قبو يضم اجهزة التدفئة والتبريد وخدمات الدار الاخرى يستخدمه كثير من الكنديين كغرفة اضافية ولاسيما انه لا يختلف عن اي من غرف الدار الا بالتسمية…….كلما مررت من امام هذه الدور التي يلفها سكون راقِ يشي برقي ساكنيه وتظلله اشجار بلوط ضخمة، اتخيل بأن احد هذه الدور تسكنه الروائية العراقية المعروفة لطفية الدليمي
اتخيلها تسكن تلك الدار على يمين الشارع وترتيبها الخامس بين الدور جهة التلة والتي لها واجهة طابوق بلون الآيس كريم وسقف قرميدي أحمر ياباني الطراز، بابها خشبية يعلوها نقش من زجاج ملون ولصالتها شبابيك عملاقة تمنحك فضاءات حرة وتستقبلك شجيرة صغيرة قرب الباب تنفع لتعليق الزينة ايام عيد الميلاد او لوضع يقطينة حمراء ايام الهالوين او اصيص فخار مليء بقلوب حمراء مضيئة ايام الفالانتين او تركها لساعي البريد والكراج فسحة كريمة لاوراق الاشجار المتساقطة، الحديقة الخلفية مشمسة تصلح لجلسة صباحية ولا يحبذ استغلالها للزراعة لكثرة الارانب التي تلتهم الاخضر واليابس.
ستحتوي الدار حتما بغرفة جلوسها على مكتبة تزدحم بالكتب ولابأس ان يكون هناك صحن فضة او نحاس تم طرقه في سوق الصفافير البغدادية وجوده تأكيد ثبوتية انتساب و حنين او ان يكون على الرف آنية خزف منقوشة بموتيفات بابلية او سومرية تشير إلى أصولها الرافدينية.
سيكون هناك سماور فضي من بلاد النهرين يتخذ له موقعا في أحد الاركان معلناً عن طقس الشاي وستعج ادراج المطبخ بأكياس شاي بمذاقات عديدة نجدها بكثرة في مولات المدينة بعضها بطعم القرفة او التفاح او البابونج او التوت البري حتى نهاية قائمة المذاقات…يبقى الشاي دون غيره المشروب المفضل الذي ستكرم به كاتبتنا العزيزة ضيوفها لدى افتتاح الجلسة..
ستكون غرفة المكتب ذات الباب الزجاجي والتي تتوسطها منضدة عليها حاسوب عملاق يكفي لاداء مهمته الكبيرة، وتلف الجدران مكتبة حائطية برفوف خشبية تضم مؤلفاتها وكتبا ودراسات ناطقة بأكثر من لغة ولاتخلو الرفوف من البومات صور تحكي سيرة حياة حافلة استحقت ان تعاش.
ستكون ابتسامتي بعرض ملعب كرة قدم اذا ما طلبت مني كاتبتنا العزيزة ترتيب الكتب وتصنيفها، سيكون يمين المكتبة لمؤلفاتها وما عداه على يسارها…..حتماً ستكون مساحة للكتب المترجمة والجميل ان تكون للقواميس زاوية، اما من له صفة مجلة ستكون الادراج السفلى مكاناً له، ستشترك حتماً كاتبتنا العزيزة بالمجلة الشهيرة (ناشيونال جيوغرافيك) التي ستصلها في بداية كل شهر مغلفة بظرف اسمر سميك وسيمتلئ الرف بها سريعاً كإحدى المجلات ذات القيمة العالية معرفيا وفنيا
ستعود لي الابتسامة ذاتها اذا ما رافقتُ كاتبتنا العزيزة في طقسها اليومي بالمشي لنصف ساعة لما له من فوائد جسمانية وذهنية ونفسية، سيكون افضل وقت للمشي في الصيف هو السادسة صباحاً قبل تناول الفطور، عندها ستعرف طعم نقاوة الهواء صباحاً وطعم الرفقة مع لطفية الدليمي، كم هي الاحاديث والاسئلة التي ستهلّ والتي ستغمرنا بسعادة معرفة ثرية، سيأخذنا الشارع الى نهايته حيث سينفتح على مجمع محال تسمى (بلازا) وفيها محل ركني يبيع الصمون والمعجنات بأنواع لا تخطر على بال، سنأخذ فطورنا منه ونعود ادراجنا….اما شتاءاً فالوقت الأنسب سيكون عصراً لنعود على بهجة شرب الشاي.
غرفة النوم اتخيلها بفرش بيضاء و وسائد تركوازية، على يمين السرير ستكون هناك حتماً طاولة يغفو عليها كتاب وحسب التصميم الكندي ستكون الملابس في غرفة مجاورة تسمى (ووك إن كلوزت) ستبدو كرنفال اناقة بهجة، والحمام الملاصق سيكون مزيناً بأصداف البحر، هذا ما تحتاجه اللؤلؤة..
المطبخ على اناقته وزينته بباقات الزهور سيهجره طقس الطبخ اليومي، الحساء سيكون فيه الطبق الشهير، او شطائر اُعدت على عجل،لا طبخ ولا نفخ ولا عجن، حتى لا تضيع بركة زهو النهار في لقمة
ستعاونها (كولشن) في احتياجات الدار، الافغانية التي تقدم خدماتها من ترتيب وتنظيف والمعروفة بأمانتها وصدقها والتي تحشر كل المعدات التي تحتاجها وتجلبها معها من مساحيق التنظيف في سيارتها القديمة ولا تشعر بوجودها طيلة تقديم تلك الخدمات الا لحظة مرورها بالصدفة من امامك وستبقى رائحة الدار تفوح بعد مغادرتها ليومين بعطر الليمون
ربما ستظهر ثانية (كولشن) للمساعدة في ايام الدعوات عندما تعج الصالة بالضيوف من المعنيين بالأدب والذين يجدون ضالتهم وسعادتهم فقط في بواطن الكتب والحديث عن التيارات الثقافية ومشاكل الطباعة وتجارة تسويق الكتب و هموم الصنعة، سيتوسط الجلسة السماور واطباق من فطائر وانواع الاجبان ولحم العجل الذي تشتهر به المدينة حتى وصل صيته الى اليابان، ولا تخلو هدايا الضيوف من لفائف تضم كتباً ايضاً
سيقوم عمال شركة (تالاس) لخدمات الهاتف والانترنيت بزيارة للدار لتقديم خدماتهم وحتماَ سيسألون ماذا سيضيفون من قنوات تلفزيونية وستجيبهم حتماً كاتبتنا العزيزة بأن الموسيقى العالمية وقناة الصين والقناة اليابانية العالمية هي مفضلاتها لكنهم سيتركون لها هدية قناة (الهوكي) الرياضية التي يتزحلق لاعبوها على الثلج بقمصان يكفي حجمها لديناصور وسيظهر اللاعبون بوجوه تعتليها ابتسامة من بين اسنان تكسرت من عنف الاصطدام….. وستجد المدينة برمتها يوم المباراة ترتدي قمصان لاعبي الهوكي من سائق باص لموظف بنك او موظف شركة او عامل بريد او طالب وحتى محافظ المدينة الاسماعيلي الاصل خريج جامعة هارفارد الذي يفخر بوالده عامل المكوى الذي كافح ليوصله لهذه المرتبة، وهناك طقس اخر سيغيب عنه كل محبي الكتب، حيث ستشاهد المدينة كلها في عشرة ايام الاولى من شهر يوليو وقد ارتدى أهلها قبعات كاوبوي لرعاة البقر وقمصان كاروهات واحذية رعاة البقر ذات الكعب والنقوش تضامناً مع الاحتفال السنوي (ستامبيد) الذي يحج اليه ملايين الناس من كل مقاطعات كندا وامريكا للاشتراك بمسابقات الخيل التي تجر عربات تحوي براميل او اصطياد العجل من فوق الخيل او محاولة امتطاء ثور بري وعليك تصور الاجواء التي لا تختلف عن افلام الويسترن التي تعج بقطاع الطرق والمسدسات المتدلية على الخصر و ضجيج مرتادي الحانات..
سأتخيل كاتبتنا العزيزة تحاضر الأدب العربي في قسم اللغة العربية بجامعة كالكري وكيف سيتوارى خجلاً الاستاذ الموجود حالياً امام هذه القامة الثقافية البهية وكيف ستدير محاضراتها مبتدئة بأبتساماتها المعروفة وبانضباط له هيبة معرفة.
وسأتخيل ايضاً منظرها الانيق وسحابة عطر باريسي تسبقها معلنة قدومها وهي تمر من ممرات الجامعة الداخلية التي تشبه شبكة عنكبوتية لتفادي الوصول للقاعات من خارج الممرات لضراوة الطقس شتاءاً، سيتبعها طالبان او ثلاثة لتنقذهم من خيبتهم التي تركوها على ورقة الامتحان..
سأرشح لها صديقة مشتركة وهي طبيبة العائلة المصرية الاصل خريجة أدنبرة والتي تدل هيئتها على احد افلام زمن باشوات وهوانم مصر، شخصية رصينة وقورة، مستمعة جيدة عندما يدار حديث بعيد عن الطب ذلك المجال الذي ابدعت فيه مضيفة من الاهتمام والدلال والمتابعة صفات تغدقها على مرضاها…. حتى باتت شهرة اسمها مدوية كطبل عرس..
لا اظن كاتبتنا العزيزة من رواد المناطق العامة المكتظة كمباراة لعبة الهوكي او التفرج على فعاليات الستامبيد وقد تمت شرح اجوائهما الصاخبة، او التسوق لغرض قتل الوقت ومدخرات الجيب، ستكتفي (كولشن) التي تم الاشارة لخدماتها اعلاه بأخذ ناصية توفير ما تحتاجه الدار بقائمة شراء سيصفق لها كثيراً مختصو التغذية
لو احتاجت للتسوق فسيكون على بعد نصف ساعة متجر (هيدسون باي) الفخم بنوعية بضاعته بالرغم من اسعاره السياحية، زيارة واحدة له تغنيك عن الذهاب لميلانو او باريس او نيويورك حيث تكون الملابس النسائية والعطور في طابقه الاول وللرجال الطابق الثاني ولمستلزمات البيت طابق ثالث، والاسم مأخوذ من اسم خليج هيدسون باي الواقع شرق كندا الذي شهد اول تجارة بين الأوروبيين والسكان الاصليين حيث كانوا يجلبون لهم سلعا يحتاجونها ويأخذون منهم فراء الحيوانات كمقايضة، حتى غدا حيوان (البيبر) رمز كندا بأسنانه القارضة وذيله الشبيه بمضرب تنس وفرائه التي توسد اكتاف اغنياء اوربا.
سيتغير المزاج الشرقي من تذوق الفنون واللوحات حيث لا قباب أورفلية بعد اليوم ولا وشم لأجساد فكيكية ولا نساء آلوسية يكتظ بهن حوش الدار، سيظهر بديلاً عنه لوحات كبيرة شخوصها اما دب قطبي يحتضن وليده او ثعلب تجرحك نظرته او غزالة تتوسط عشيرتها او جبل كهل يعتليه ثلج او مرج سنابل حنطة حجمه يكفي لأن يختبئ فيه عسكر السلطان، ونصف الاهتمام موّجه طبعاً على فخامة الأطار وسعره، ستجد كل هذا في معرض (كلينبو) المختص بعرض وجمع لوحات الذوق الكندي والواقع في شارع طويل تنتشر على يمينه ويساره كافتريات ويُمنع فيه سير المركبات و ستجلس في احداها من تعب التجوال فيه لكثرة الوقوف امام معروضات المعرض.
تخيل نفسك ترافق الكاتبة الكبيرة لطفية الدليمي في سفرة سياحية واجمل مكان سيكون على بعد ساعة واحدة فقط من الدار حيث ستصل منتجع (بانف) جنة الله على الارض، يبدأ الطريق بسلسلة جبال وفيها الاخوات الثلاث وهي ثلاثية قمم تحمل الأخت الكبرى اسم (الإيمان)، الأخت الوسطى (الاحسان) والأخت الصغرى (الامل)، مكتشفها ألبرت روجرز، الذي سمى هذه القمم الثلاث في عام 1883 بالاخوات الثلاثة، وأشار إلى انه اطلق هذه التسمية ذات رحلة له حيث كانت هناك عاصفة ثلجية ثقيلة جدا في الليل، وعندما اراد الخروج من الخيمة لاحظ القمم الثلاث وكان عليها حجاب كثيف من الثلوج وقال لأولاده (انظروا إلى الراهبات الثلاث) كانت تسمى هكذا لبعض الوقت حسب الاسطورة التي تقول ان ثلاث راهبات ذهبن للنزهة في احد الايام و لم يعدن بعدها ابدا.ً ستكون على يمين الطريق سلسلة بحيرات، كل بحيرة يختلف لون مائها عن الاخرى، ستبدأ بالازرق ثم البلاتيني وبعدها الاخضر وبعدها التراكوازي ثم الزهري حتى تصل لمياه لونها اسود، سيعج المكان بكهوف مياه معدنية تدل عليها رائحتها الكبريتية كأنها رائحة بيض مسلوق.
احدى هذه العيون الكبريتية الحارة تم استغلالها ببناء حوض استحمام كبير ملاصق لفندق وتستطع ان تشاهد بخار المياه المعدنية وهي تتحدى برودة كندا في الشتاء واجساد قد غطست فيه تشارك في التحدي،
ما ان تصل المنتجع حتى تجد سلسلة فنادق اعدت لاحتواء فعاليات الشركات والجامعات والوفود من اجتماعات ولقاءات واقامة فاخرة الخدمات، مع صعودك الشارع سترتفع اسعار الاقامة في الفنادق، الى ان ينتهي مسلسل الفنادق بذلك الفخم المسمى (فيرمونت) الرابض اعلى المرتفع واسفل منه شلال زلال،
المتعة ستكون في المتاجر التي ترافقك طوال الطريق و تعرض هدايا تذكارية لتراث وفلكلور السكان الاصليين ويطلقون عليهم اسم (النيتف) وهم احفاد الهنود الحمر بريشتهم وخيامهم المثلثة…..الا ان الاحفاد تراهم مسالمين وقد تخلواعن الريشة والخيمة، ضخام الجثة في جذعهم الاعلى ولهم ضفائر ويجرجرون اقدامهم عند المشي، رافضين ان يوصفوا ب(ساكني الارض) بدلا من (اصحاب الارض) المكتوب في دستور كندا مما اثار غضبهم الذي تلاشى امام اصرار وعناد البيض.
تعرض المتاجر البسة من تراثهم صفتها الواضحة كثرة الالوان واكثر الاحيان تكون بألوان قوس قزح، الدمى باحجام عديدة ملابسها تعطيك فرجة عن قرب لازيائهم البديعة والفخار بنقوشه البسيطة له بصمة واضحة لتاريخهم مع تميزهم بصناعة احذية فراء منقوشة برموزههم واسعارها غالية جداَ لكونها تدوم مدى الحياة، و هناك محلات مختصة ببيع الاحجار الملونة التي تمتاز بها المقاطعة والتي تسمى (أموليت) وهي نوع من الأحجار الكريمة العضوية الموجودة اصلاً على طول المنحدرات الشرقية لجبال الروكي، وهي واحدة من عدد قليل من الأحجار الكريمة البيولوجية من صنف العنبر واللؤلؤ وملونة بألوان تبهر الناظر، وترى اصحاب المحال قد قاموا بعمل ديكورات منها كأن تكون قطعة حجر على شكل لوحة تعلق في مدخل الدار او قطعة منها كقاعدة لمصباح او نحت تمثال من تلك الاحجار عدا ما يشُكل كأكسسوارات تزين معاصم واعناق النساء من اساور وقلائد
المطاعم بكثرة المتاجر…..افضل طبق ستتناوله هناك هو ستيك لحم البقر الذي يشتهرون بإعداده، وبما أن جارتي وصديقتي الكاتبة لطفية الدليمي لاتتناول اللحوم فسوف أصحبها إلى مطعم يقدم سمك السلمون المشوي الطازج، هناك بوسعك التمتع بمنظر المتزلجين على الثلج وانت جالس في صالة المطعم المواجه للمنظر القطني وامامك طاسة الفوندو السويسرية وتحتها شمعة لتحافظ على ذوبان الجبن..
واذا كانت جولتك في ايام الربيع او الصيف فيمكنك ركوب الخيل والتنزه في الغابات وستتنعم ببيئة من النقاء تجعلك تردد الى مالانهاية عبارة سبحان الله.
للأمانة هذا ما تخيلته لو كانت كاتبتنا العزيزة لطفية الدليمي جارتي في كندا….الامر كله امنية اولاً و ومضة جنون ثانياً، فقليل من الجنون احياناً ينفع و به تخلق عالماً سعيداً بلا منغصات او نكبات نفسية او كآبات شرقية وكما قال الروائي اليوناني نيكوس كازانتزاكيس (قد يحتاج الانسان الى قليل من الجنون حتى يتسنى له قطع ذلك الحبل ليصبح حرا).
________
*المصدر: إيلاف