خاص- ثقافات
* ميمون حِرش
في البدء كان التقديس لمهنة التدريس، والآن هنا، و هناك ،وهنالك يحصد رجال ونساء التعليم إهاناتٍ شتى في الفصل، ومقرات العمل، والمكاتب، والشوارع، والنتيجة بُعْدُ الشقة بين المدرس وبين صفة الرسول بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى منها، كما قال أمير الشعراء “أحمد شوقي”.
المدرس الذي كاد أن يكون رسولا تضيق به السبل، ويضرب عليه الخناق والطوق من كل الجهات، أصبح مثل البعير الصريع، تكثر من حوله الخناجر، كل يريد نصيبه من النيل به، ألصقوا به كل الهَنات، حملوه كل أوزار المجتمعات، أفرغوا عليه كل اللعنات، قالوا إنه بخيل، ووسخ، ووضيع، ومتهور… بل وهناك من اجتهد فجعله بطلا لنكات بائخة تنقص من هامته.. فما أكثر النكت التي تستبيح شخصية المعلم وتسخر منه !، وما أكثر ما قيل عنه !، ولعلَّ النكتة المشهورة التي سارت بها الركبان لها نصيب في كل مكان، وكما الأطْيَبْين رسخت في الأذهان، يحفظها الوِلْدانُ في كل زمان، ويحكيها جاهـل وفلان وعلان..

ثقافات موقع عربي لنشر الآداب والفنون والفكر يهتم بالتوجه نحو ثقافة إيجابية تنويرية جديدة ..!