في الثقافة والتثاقف

خاص- ثقافات

*سعيد الشيخ

“تثاقف خادع”
– كيف عرفت ذلك؟
– عرفت ذلك حينما قشّرت الرمّانة التي كانت تلمع على الشجرة
***
أمزج الواقع بالعِجبة كي تولد المتعة في حشايا الدهشة، ربما صار الواقع أجمل، والأجمل أن تأتي بخيالك إلى تجليات الإبداع لإضاءة النص.
***
الكتابة عن مسجد لم يدخلوه، وكتاب لم يطالعوه، وحانة لم يرتادونها، ومنفى لم تمسّه أرواحهم.. هي كتابة تخاصم الواقع والجدوى.
***
الكلمات التي لم أقلها ستظل تلوب في خاطري مثل حوْم الفراشة حول الضوْء.
***
ليس الشعراء على روح واحدة
فيهم من الملائكة وفيهم من الشياطين
من كان من صنف الملائكة فهم المهمّشون
أما الشياطين فأنهم المكرّسون والمتبوّؤون
أمّا البارعون فهم الساطعون
في الليل والنهار
***
كتّابٌ تبلعهم الحانات
وكتّابٌ تبلعهم الأسطورة
الكلّ ساكن في طابقه
***
أفضّل أن يبقى الفراغ على حاله من أن نحشوه بالإسفاف الذي يسقم الثقافة العامة.
***
كيف يكون المشروع الثقافي مشروعاً
إن لم يكن فيه فكر ومعنى
وإطلالة على القمر من حديقة غنّاء
***
كيف وقفت أمامكِ متلعثماً أيتها اللغة
***
مثل ومضة تأتي الفكرة تحوم في فضاء العقل، وهناك إمّا تنطفئ وتذوب وإمّا تستعد للانتشار.
***
كل فكرة بنّاءة هي مولود جديد للعقل، له واجب الرعاية من حنان القلب.
***
لا أجيء إلى البدعة إلا إبداعاً يؤنس الروح
***
لا تسألوا الأسئلة السقيمة لكيلا تقع الثقافة في مستنقع من الرمال المتحركة.
***
كتابةٌ صاحبها بلا ضمير لا يعوّل عليها.
***
المعاني جواهر لا يستطيع الزمن إطفاء لمعانها وإبطال قيمتها.
***
الكاتب الواثق لا يسعى خلف النقّاد، بل يجعلهم يلهثون خلف معانيه ومغازيه.
***
ينبغي للغة أن توضح المقاصد التي يبتغيها النص، ولا مجال هنا للغموض.
***
يجب إعطاء لغة النص الضوء الأخضر لإبراز الهوية أيضاً.
***
لا معنى للمقاومة سوى المقاومة، وحين الإنشاء والخطابة يتدخلان في وصفها بوضعها في قوالب بالونية منتفخة فمعنى ذلك تفريغها من معناها الفعلي.
***
الكاتب الحقيقي من يصل المآلات قبل غيره.
***
أي مشروع ثقافي يجب أن يرتبط بنهضة الإنسان، وإن لم يحضر هذا الارتباط فهو مشروع ظلامي.
***
المجتمع الذي تكثر فيه البطالة يكثر فيه الشعراء.
***
حين يهاجر المثقفون من عسف، تخلق الأنظمة المستبدة متثاقفيها وتكرّس شعراء فاشلين.
***
لا يكفي أن يكون المثقف مشتغلاً بالحداثة وكأنها منفصلة عن الماضي لكي يكتسب صفة المثقف التنويري.
المثقف التنويري الجاد هو من يستند على التراث أيضاّ بتجديده برؤى وأفكار عصرية تفكك ظلمات الماضي لاستخراج النور ونشره بمعزل عن الغيبيات التي تعيق النهوض الإنساني.
***
لا أحد يذهب إلى الكتابة فهي تأتي لوحدها، مرة مبكّرة ومرة متأخرة.
***
الكتابة هذا العصفور الصغير المحبوس في قفصي الصدري، أطلقه للحدائق لكي يزقزق على سجيّته ولأتنفس أنا.
***
ما من مرة ذهبت إلى الكتابة بتحريض من سعادة، ما يحرّضني على الكتابة هو الحزن، هي النكبة.
تفكيك الحزن هو القضية، أمّا السعادة فهي الرجاء الداخلي.
***
لا ينبغي التخبط بالكتابة الإبداعية، كما التخبط بالسياسة!
***
تستطيع القصيدة أن تصير بيان انقلاب
وأن تصير رغيف خبز أو بندقية
تستطيع أن تصير قُبلة
فوق الأسلاك الشائكة
وعلى رصيف يهفو إليه الغرباء
***
ماذا نفعل بكل هذا الخراب بعدما تضع الحرب أوزارها، هل تظل الكتابة التي مجّدت القتل والعنف صالحة للاستعمال؟
وهل يظل الفلاسفة والمفكرون يتصدرون المشهد أم يجب إحالتهم إلى الخراب؟
***
في تجديد الخطاب.. كرامة الإنسان هي الأساس، هي القيمة التي تتجمع حولها بقية القضايا.
***
لا تعنيني لعنة الحاكم
طالما الصواب في كلمتي نوراً
يطلق أرواحاً من ظلمات الجهالة
***
مثقف السلطة المتقهقرة
هل يغسل وجهه في الصباح
هل ينظر إلى المرآة
***
ابتلعتْنا الحداثة حتى تاهت عنّا المرايا.
***
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر وكاتب فلسطيني
من كتاب قيد الإعداد

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *