خاص- ثقافات
*طلال حمّاد
صَبْرا نائِمَةٌ
تَحْلُمُ
حُلْمَها الأبَدِيَّ
بِفِلِسْطينَ
وَتَعْرِفُ قاتِلَها
تَعْرِفُهُ
تَعْرِفُهُ
تَعْرِفُهُ
صَبْرا تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِها
تَغْسِلُ كالأطْفالِ يَدَيْها
تَغْسِلُ أثَرَ النَوْمِ عَنْ عَيْنَيْها
لِتَرى جَيِّداً طَريقَها
وَهْيَ تَمْشي حافِيَةً
إلى قَرْيَةٍ تَعْرِفُها
اسْمُها فِلسْطينُ
وَهْيَ صابِرَة
صَبْرا رايَةٌ شارَةٌ عَلامَةٌ نَجْمَةٌ
مَنْ يَقْدِرُ أنْ يُطْفِئَها.. وَلوْ عَلتْ مَراكِبُهُ؟
كَنَجْمَةٍ تُضيءُ فَوْقَ تَلِّ الزَعْتَرِ
وَعَلى جِسْرِ الباشا
والباشا قاتِلٌ
والقاتِلُ هَلْ سَيَنامُ
مِلْءَ جَفْنَيْهِ
والقَتْلى حَمامٌ
رَفَّ في السَماءِ
وَجاءَ
يَنْقُرُ عَيْنَيْهِ الآثِمَتَيْن؟
وَشاتيلا لا تُخَبِّئُ الأسْرار
دَمٌ عَلى وَجْهِ المُذيعِ
في نَشْرَةِ الأخْبار
شاتيلا هِيَ مَصْدَرُ الأخْبار
وَصَبْرا تُوَزِّعُ المَناشيرَ
عَلى الثُوّارِ
في الخَنادِقِ والأحْراش
صَبْرا لا تَنَامُ
أنا النائِمُ في حُضْنِها
وفي حُضْنِها
دَمْ
وَشاتيلا
ذَبيحَةً عَلى الطَريق
تُرْسِلُ مِنْ جُرْحِها
إشاراتِ الألمْ
تلّ الزعتَرِ لم يَكُنْ
غَيْرَ مُخَيَّمٍ
للاّجِئينْ
لاجِئونَ في عُيونِهِمْ
تَوْقٌ شَديدٌ
إلى فِلِسْطينْ
هَلْ رأى القاتِلُ
في عُيونِهِمْ
فِلِسْطينْ؟
****
لم يبح أحد منّا بالسرّ
لكنّ السرّ شاع
قام القتيل في صبرا
فانهار القاتل في شاتيلا..
على وجهه
فإذا وجهه قناع!
لم يبح أحدٌ منّا بالسرِّ
لكن.. كم مرّةً
لم يكن الوجه
في تعدّد القتلة
قناع؟