*غسان زقطان
ليتهُ لم يمُتْ،
الذي ماتَ في غارةِ الأربعاءْ،
كان يعرجُ في “نزلةِ البيرِ”
أشقرَ، مثلَ الذين يجيئون من أنهرٍ في شمالِ العراقْ.
كنت أحسبه من قرى الكرد، ضحكته ربما
وانحناء خفيف يميز أهل الجبال.
على مهلها، مثلّ أمٍّ “مخبّلةٍ”،
كانت الحربُ تغزل في ذلكَ الصيفِ مغزلها،
مثلما الآن!
ثمّة أغنيةٌ في الإذاعة تبدأُ: “يا بيرْ..”
أغنيةٌ تملأُ البيتَ،
بيتَ أبي في “الكرامةِ”
أو، ربما قبله، “بيتَ جالا”
التي كلّما زرتُها لا أجد بيتَنا.
ما الذي لم تقُله الأغاني لنا!
شارعٌ ضيقٌ مهملٌ
في الضواحي الفقيرةِ للحربِ
إلاّ من الصيفِ والطائراتْ.
فيما الفتى من شمالِ العراق،
الذي كان يحسبُني مغربياً من الريفِ
يعرجُ في موتهِ أشقرَ.
لم يبهّتهُ لونُ الفنارِ
ولا الذكريات.
___
*الأيام