خاص- ثقافات
*محمد كريش- فنان تشكيلي من المغرب
حسن العلوي فنان متفرد. بقوة يشد بيده على اللون والفرشاة، وبداخله يلمع جوهر متنسك. يهوى خلوة العاشق والفيلسوف. سجيته سجية عرفاني ألمعي. يرى الأشياء والأمكنة بذاكرته وحنينه، قبل أن يراها بعينه. فنان شكل وما يزال، صائغا دقيقا حانيا لذاكرة مدينته الأم “فاس”، مسقط رأسه. حبله السري لم يزل مربوطا بها ربطا وثيقا، فلا انفكاك منها، ربطا أبديا… انطبعت فيه، كما انطبع فيها، ويسكنه هوسها الحاد. وفي ضلوعه وبقوة، يطوي عشقها الأبدي. هي تلك المدينة التي -فيها ومنها- ارتوى عشقه وافتتانه بالفن، عبر جمالها الأثري المشهود، وتعرف عن أشياء الوجود والألوان، وفي مراتعها وفضاءاتها اشتد عود موهبته ووعيه بمعنى الأصيل والبديع…
سنطوف الآن، ونتجول بتأن، نتأمل -من داخل الأسوار- أسرار مدينته الفاضلة تلك: “فاس” الفاتنة، والمعشوقة. جوهرة العلوم والفنون، أندلسية الهوى. مدينة تسكنه كما يسكنها. ذاته تنغمر في ذاتها، وهي كذلك. عشقها وافتتن بها حد الوله والولع. كتربة تحتضنه كلما حن اشتياقا لطفولته هناك. مدينة تستعيده صغيرا غضا طريا عبر روائح رطوبة أزقتها المتخمة بالذكريات. وصور متناهية الصغر تسكن تخوم ذاكرتيهما، هو كما هي. وعبر أصداء شفيفة لأصوات أطفال وهم يتسابقون ويتدافعون بمرح جنوني في زقاق ضيق، ذات يوم صيفي، عشية حلول شهر رمضان. وموسيقى “نفار تقليدي” تتناهى من بعيد، مثقلة بحنين جدة وهي تحتضن طفلة تبكي، وتربت على صدرها الصغير. جدة تحبك بلهفة عاشقة جدائل حفيدتها العروس… مع قبلات وعناقات حارة لا تنتهي. تلك هي ذاكرة “فاس العلوي” الحنون…
في فترة ليست بالقصيرة، تنطلق من الثمانينات إلى أواخر التسعينات أو تزيد، (وهي الفترة التي سنخوض فيها بالقول)… بحس حانّ متشوق، يستعيد حسن العلوي مدينته الغالية، انتزاعا عاطفيا من صدر التاريخ وتخومه. حيث يتبدد الزمن والمكان لفسح المجال أمام “الفن والإبداع” ليفعلا فعليهما في التاريخ مستجليان مشهديات من الماضي الدفين. جل اللوحات يستدعي فيها الفنان -فقط- فاس، عبر السطوح والأزقة الضيقة الداكنة، وعبر أرياضها وأفنية منازلها التقليدية، وأدراجها اللولبية الضيقة، المُتَلَفِّفة في عتمة شاعرية…
هنا، الاختزال الحاد على مستوى التأثيث الفضائي، ثم اللون واشتقاقاته المختلفة تتصدر اللعبة التشكيلية البصرية. عبرها -وباقتدار حرفي فني وتقني نادر- يمسك الفنان حسن العلوي بالإحساس الوجداني المنبعث “حيا نابضا”، من اللحظة “الزمكانية” الفاسية. ويقوم بتثبيت الصور والمشاهد، بواقعية تنخدع بها العين وتتوهم حقيقةَ “مرئية الآنية”؛ ويتجلى ذلك في إتقانه البديع، للإنارة الطبيعية التي تلف الأمكنة، إذ تنزلق ناعمة متخللة الفراغات الفضائية للغرف، حيث يتبعثر هباء متراقص تحت خيط رقيق من نور الشمس المتسللة. واستخراج تصويري دقيق لسحنة القديم والعتيق، الطافحة من القشور المتراكبة، ومن طبقات المواد “الجيرية” المتراكمة على الجدران المهترئة، المتهالكة لفرط مقاومتها الزمن وتقلبات طقس الفصول. ودقة الفنان في تمثيل وصياغة الزليج الخزفي التقليدي، والزخارف “العربيسكية” الجبصية والخشبية.
إنه لمن السهل على المشاهد إدراك مدى قوة هذا الفنان -التقنية والتشكيلية- في بلورة صوره وأشيائه تلك.
الأجواء الحميمية والإيحائية المنبعثة من السراديب والأدراج اللولبية التي تتميز بها دور المدينة القديمة، شكلت -دائما ودون انقطاع- الهم والهوس الرئيس عند الفنان. كما الأقبية والممرات (السطوان) الرابطة بين المدخل والفناء المنفرج على حلقة الدار، وبين “البرطال” و”المصرية” كما “الصقلبية” (وهي تسميات فاسية تقليدية لمرافق الدار) أبدا تغمرها عتمة داكنة أزلية أبدية، توحي وتومئ -حيثما كانت وحيثما تَوَجَّهْتَ- بالمفاجئات وبــ”غير المتوقع” وبالممكنات الطيفية، والأشباح الهيولية. عالم منفتح على الخيال المطلق، والتوهم والسياحة الافتراضية، في عوالم الأمكنة العتيقة المقفولة. إنه انطلاق للحلم والترحال…
هذه الفضاءات تسكن ذاتها بذاتها. فارغة، سكانها في غياب مستمر، عدا مرات، هناك أحيانا، قطة بلون الرماد تستقبل المشاهد بحفاوة وانتظار، وتشكل أساسا نقطة الإسقاط البصري للبنية التشكيلية للوحة… لكن، في المقابل المعارض، هناك حضور ظل رمزي، أزلي دائم للفنان حسن العلوي يلازم اللوحات قاطبة، إلا ما ندر. فظله الشخصي هذا والعالق دوما بالجدران، يسكن أبدا في هذه الفضاءات والأبنية لا يبرحها، كحارس مستميت في حراسة تاريخ وذاكرة هذه “الزمكانية الرمزية”… ربما، قد يكون ذلك تأكيد الفنان على حضوره وانتمائه لتلك الأمكنة، أمكنة طفولته الغائرة فيه. كما أن ارتباطه اللصيق هذا، قد يشي بنوع من الامتداد الذاتي والعاطفي، للذات باللذات. ذات الفنان وذات المكان. فهناك بدون شك، حنين أزلي يسكن ذواتنا ويربطها ربطا وثيقا بتربة وجغرافية مسقط رأسها، وهي تخوض البحث عنه دائما. وقد قيل: – الفرع يحن دائما وأبدا إلى أصله… وبصيغة أخرى؛ هو اجتماع واكتمال الذات بالذات، أي “ذات الجزء المريد” و”ذات الجزء المراد”، توقا لاستكمال وحدة “الإنيتين”… الفنان مريد، وبفنه يتوسل ذاك المراد.
ما من شك هناك ، فكلما استقبلنا لوحة من لوحات حسن العلوي قاطبة (المرتبطة بالفترة التي أشرنا إليها سلفا). إلا ووجدنا أنفسنا أمام عالم مبصوم بـــ”غرائبية ساحرة” يتفرد بها هذا الفنان، ننجذب إليها بانسياب عفوي وتشدنا إليها شدا حثيثا. وفي الآن نفسه؛ تجعلنا -بكثير من الإعجاب والانبهار والافتتان- متوجسين متوارين خطوة للخلف. ذلك؛ سوى للتأمل العميق، الحذر والطويل. هذه “الغرائبية” ليست ناجمة عن كونها تهدم منطق الواقع المنظور، وتعيد بناء وتركيب معالمه بتجانسات “لامعقولة” تتجاوز ناموس وسَنَن الطبيعة. كما عند “السورياليين” مثلا… وإنما تنبعث مشعة من ذاك الواقع المشخص بإبداعية تصويرية -فنية وجمالية- تنضح بكثير من التمكن والحرفية العالية. وبجودة خلاقة فريدة من حيث تدقيق متناهي للصورة… وضع إبداعي ينصهر فيه انصهارا تاما كل من: (الواقع والحلم والخيال المتقد والإبداع). الكل مسبوك بخيوط الانبعاث الجمالي ومرصوف بخيال شاعر رقيق محنك.
إنها حالة جمالية فنية فريدة، تذكرنا بالخصوص، بالفنان: “رانمرانت Rembrandt van rijn” وببعض لوحات الفنان: “فريدرتش David Friedrich”. فضلا عن فنانه المفضل الذي شكل لبنة انطلاقته الاحترافية الأولى: “فيرميرVermeer”. حيث من خلاله اكتشف حسن العلوي، ذاك السر الكامن خلف تلألئ المساحات اللونية، وذلك عبر عملية تنقيطها كحبات رملية…
الحرفية المحنكة (الفنية والتقنية التشكيلية) تتجلى في عشق هذا الفنان للتدقيق التصويري الحاد، والاعتكاف الطويل على التفصيل المجهري اللامتناهي لجزئيات الأشياء وتركيباتها. كما الملاحظة العميقة المستجلية للتأثير الضوئي الطيفي (من حيث الألوان. وبالخصوص الأزرق) على الأبعاد الفضائية المختلفة، إذ يتفتق عن ذلك توهم العمق الفضائي…
إجمالا، وفي الأغلب، فضاءه اللوني العام والمهيمن، ينزح نزوحا نحو الأزرق مرورا بالبني البرتقالي والأصفر الداكن. الأزرق يشكل عصب لعبته ومفتاح آلته السحرية في بلورة وهم العمق الفضائي البصري، وبه يخلق عالمه الحُلْمي المعتم، ومرائيه الغافية في الخلفيات، ومن خلال الأزرق تتسربل المشاهد بالمسحة الغرائبية. أما الألوان الأخرى، فتأتي طي هذا الأزرق بـــ”تفاوتات مقاماتية” تستدعيها الحاجة الموضوعية والشيئية. وتكون جلية وواضحة المعالم عند تموقعها ضمن البعد الأمامي والقدامي للمشهد، أي الواجهة، وذلك من حيث منطق “المنظور الهندسي” الخاص ببناء الفضاء البصري الفني حسب زوايا الإبصار.
المَشاهد تخضع دائما لاتزان هرموني يضفي على اللوحة طابعا جماليا/استتيقيا تتميز به أعمال حسن العلوي. عامة، لا يحيد هذا الطابع اللوني عن المسحة الزرقاء وتدرجاتها الرمادية الغامقة- إلا نادرا. وتظهر هذه الهرمونية اللونية بجلاء -بالخصوص- على مستوى “الطبيعة الميتة”.
الهيئة الضبابية التي تسم خلفيات مواضيعه (السراديب، والدهاليز، والأدراج القديمة الملتوية، والسطوح…إلخ) على مستوى الأشياء والمعالم الشبحية، المتوارية ضمن البعد الخلفي في الصورة- تخضع لحبكة تشكيلية تقوم على “تعتيم” و”تضبيب” معالم الأشياء، واختزال تفاصيلها، وتمويه شكلها العام في “عماء” لوني غامق تتحول فيه الأشياء إلى أشباح معتمة باهتة المظهر. تلك هي منبع ومحتد الغرائبية المشهدية التي أثرناها سالفا. والتي هي ذاك السر السحري الباعث للروح الجمالية والإبداعية في أعمال حسن العلوي. وهو ما يستحيلها إلى تحف بصرية تستمتع بها العين ويفتتن بها الوجدان. ينضاف إلى تلك الحبكة المتخصصة في “تعويم” التفاصيل في فضاء ضبابي للخلفيات- عنصر الضوء الذي يحيله إلى نور روحاني شفيف دافئ، إذ يتدفق من حيث لا ندرى، من “لامكان”. يمسح الأشياء والجدران والأبواب والباحات والأزقة، بلمعة نورانية خافتة، تبعث فيها من جديد حياة ثانية: حياة جمالية؛ في بعدها الروحي والإشراقي… هذا النور المهدهد للفضاء يمسك بزمام إيقاعية “الظل والضوء/المعتم والمضيء ” ويتحكم في إبراز الأشياء والملامح أو إخفائها، وإزاحة لثم المستترات والمتخفيات في ظلمة وسواد الخلفيات. وهو النور الناطق بصمته، والأخاذ بانسيابه الشفيف، المهيمن على ملكوت خفي تختزنه عتمة اللوحة. لا تتكشف موجوداته سوى عبر هذا النور الكاشف المباغت…
المكان الفضائي الداخلي “للدار البلدية التقليدية” الفاسية، له اعتبارية روحية وهالة “قدسية” في أعمال الفنان. في بعده الصوفي، يتحول إلى “محراب” للتعكف وتوسل الخلوة الإشراقية. هذا الفضاء المقتطع من مكانية مخصوصة بالمنزل، ومن زوايا معينة، غالبا ما تتسم بــ”الانغلاقية المكانية” حيث تكون -في كل الأحوال- مطوقة بجدار: جدار مادي طبيعي، وآخر من العتمة ومن سديم داكن بصري. وهكذا يجعل الفنان فضاءه مفتوحا عليه ومخصوصا به، مغلقا على غيره… الآخر. كأنه فضاء للخلوة والعزلة والتبتل. والبحث عن الذات ومساءلة الإنية ومخاطبة الكينونة. كذلك، إن الزمن في هذه الأفضية لا انسياب له، ولا حركية. ثابت متوقف متجمد، مند أمد بعيد. المكان وأشياؤه تشي بذاك التلاشي الزمني من خلال وضعية متشبعة بثبوت وجمود أزلي يحكم تلك الأشياء. فضلا عن توزيعاتها المكانية ضمن وضعيات واقفة عمودية مستقيمة، هي أساسية داخل التركيب البنيوي والهيكلي للوحة، ومع تقاطعات خطية أفقية، مما يكرس ويفصح عن هذا الخمول الحركي. الكل في حالة “لاحركية”: الفوانيس، المرايا، الأبواب، الستائر، الشبابيك، الإنارة، كما الغياب التام للإنسان…إلخ. إنها “كائنات بصرية” رست متجمدة في تساقط معلق متصلب، من “الفوق” إلى حيث لا تصل… فحتى الظل الشخصي لحسن العلوي، عالق دائما وأبدا في الجدار، لا خلاص له منه… هكذا تكون الصورة هنا قد تحللت من قانون الماديات والعناصر وزمكانيتها، لتعبر إلى حيز التجرد الزمني المطلق… إلى نقطة البدء. إلى الاستشراف الروحي.
فضلا عن هذا وذاك، فإن الطريقة التقنية التشكيلية التي تبناها هذا الفنان، هي الأخرى، تقتضي ثبوتا زمنيا آخر، حيث عملية التدقيق وتعميق التفاصيل لمكونات الصورة لا يتأتى سوى عبر حضور وتركيز عميق، يغيب معه الوعي بالزمن وباللحظة، وبالتالي يتلاشي الزمن في غياب الرسام عنه، واستغراقه في عملية “الخلق الإبداعي”. ثم ينتفي إلى حين عودة الفنان من استلابه الوجداني. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تمثل تلك الساعات الطويلة والممتدة أياما وأياما، بل سنين. اعتكافا فنيا آخر؛ يربط الفنان بذاته الوجدانية والروحية… حيث ثمة تُسْتَكْمل المتعة ولذة الانتشاء والنشوة، وتتحقق لحظة تلك الاستلابية الفنية الإبداعية المتصوفة…
هي إذن، كذلك لحظة متوقفة (لازمنية)، لحظة نشوة يأخذ الوجدان مأخذه من لذة الغربة والاغتراب عن السّوى، بنفي الذات (فناء) عن الوعي بالوجود، و بالسهو الغافي عن الواقع وأشياء المشهود والمحسوس، وبالاستغراق في تواجدٍ روحاني/وجداني تستدعيها وتستطيبها تلك التجربة العجيبة، عبر الخوض في حدث الخلق والإبداع وصياغة “الذات” في كنه جديد. كينونة تتدفق شيئا فشيئا من حيز “اللامرئيات” لتشهد وجودها العياني (مرموزة وملغزة) تتخلل بعمق معالم الصورة/المشهد. إنها لحظة انتقال من الجمع إلى “المُفَرّد/الإنية”، فيه تتحول اللوحة/الصورة أداة سحرية لتجاوز وعبور الزمن والمكان… إذن؛ ذاك هو حال الفنان حسن علوي، في عزلته مع لوحته المتخمة بجغرافية وتاريخ فاس، وبهويتها، يرافقها وترافقه في سفر إشراقي، يبدأ من حيث الأشياء، وينتهي إليها. غير أن البدء ليس هو هو، والنهاية ليست هي هي. ينطلق الفنان من مدينته “الفاسية”، معشوقته، مسافرا منها ليعود إليها من جديد نهاية… هو الجزء منها وهي الأصل الكل له. فطالما الجزء تشوف شوقا لأصله الأم: إنه الجمع واستكمال الذات. والمستقر والاستقرار.
قد لا نبالغ ولا نجازف إذ ما قلنا: أن صور حسن العلوي -قاطبة- في بعد ما، وعلى نحو ما، نجدها عابقة بكثافة، حد الفيض، بذاك الإحساس الغامر بالغربة الجامحة والوحدانية. والفراغ والفزع والتيه الإنساني، والعزلة العاطفية. وتكوم الذات على الذات… صور مفعمة بالإفصاح ومغمورة بالعبارة عن الكون “الإنساني المتوحد” المعاصر، المسكون بالخوف والهلع، وعن ضراوة وقسوة الصدع والتمزق السيكولوجي والأخلاقي الهائل، الذي ينشطر ويتشظى تحت سندانه الفرد كما الجمع… في بوتقة الكون الافتراضي الرقمي المطبق، والعولمة المستَلِبة للهويات والكينونات… إنه الكون الحديث.
مدينة “فاس” ملهمة حسن العلوى، هي الكون الحاوي للوجود كله. تمده بالحياة، وهي له معدن الجمال والكمال، ومنها يستمد جوهر فنه وإبداعه… هي ذاك الكل الذي لا يعرف رسم شيء سواه، وفيه يتم جمعه. هي المرآة له وهو المرآة لها. يرى فيها ذاته كما ترى هي فيه ذاتها…الرسام والمرسوم.
ما من شك في ذلك، فإن الفنان حسن العلوي. يؤمن بوثوق ثابت، بما يسكنه، وبما لأجله هو هنا، يكابد ويتنسك، ويتوحد “في فنه ومعه” عَلَّه يبدع ذات مرة، حلما ناعما جميلا، أو يفجر صرخة ابتهاج مع انتشاء ولذة وانبهار، أو يهدي زهرة شفيفة، طرية غضة، من ربيع الألوان، تكون في يوم ما، أملا صغيرا، تتدفق عبره ابتسامة دافئة، تحتضن بحرارة طفلا حزينا…