خاص- ثقافات
*محمد بنقدور الوهراني
لماذا، كلما مشيت
بعيدا، في اتجاه الحريق
لأبحث عن شرفة
أو ضفة أخبئ فيها
أسرار الطريق،
تستيقظ الهزائم باكرا
في صدري ؟
لماذا، كلما اقترب
مني الخريف،
أرى النجوم تسقط في البحر
من أعلى صخرة العمر،
وأرى الوردة والقمر وأشجاري
بين الريح والموت والطريق
تبحث عن حقيقتها
وتستجدي أشعاري؟
لماذا، كلما مشيت وحدي،
في اتجاهي
أو في اتجاه هواي
أو في اتجاه البريق،
تضيع ملامحي مني
ويضيع عني الخطو
والفكرة والطريق؟
لماذا، كلما مسكت
بطرف خيط الحقيقة
يفلت مني بياض صُبحها
ويقذف بي زيغها
أو لبسها أو زيفها
في آخر الصفّ
بين الجدار والجدار
وفي أول الطريق؟
لماذا، كلما مشيت وحدي
بلا خطيئة أو حجر
بلا طريق
لا تسعفني عصاي
لكي أسرق من الوطن حلمه
ومن البحر لونه،
ثم أخلق الأشياء
من جديد؟
لماذا، كلمات مشيت
بعيدا، في اتجاه الطريق
لأبحث عن قبس من قلق،
أو لأبعث رسالتي إلى الله
يسقط العنوان دائما
من رأسي؟
لماذا، كلما آنست نورا
في عزّ الانطفاءات
لا أرى غير أصابعي
تعُدّ جريان الماء
في أرض تسكن في رأسي،
لا نهر فيها،
لا سراب لا بريق
لا حجر لا شجر
لا طريق؟
لماذا، كلما مشيت وحدي
خلفي أو في اتجاهي
يراودني الشكّ عن نفسي
وأنسى أن اليقين
مثله مثل المنارة
ينتهي مع التراب
في أول الليل
وفِي آخر الطريق؟