*الشاعر الفلسطيني فادي جودة/ترجمة: نزار سرطاوي
مكتب مصنوع من الزجاج
في غرفة جدرانها من زجاج
وفيها سجادةٌ حمراء من سجاد المطارات،
طلب ضابطٌ
من والدي بصماتِ أصابعه
لكنّ والدي رفض،
قدّم إليه ضابطٌ آخر شاياً
فشربه. كوبُ الشاي
قالبٌ لبصمات الأصابع.
يقول والدي إنّه كان سوى
ماءٍ حارّ فيه كيس.
يقول والدي، لأن الأرض
في بلده تعرف
عبق التاريخ،
منَحَت الناس المريمية.
أحِبّ أن أشربَ الشايَ بالمريمية
من حديقة والدتي،
إلى جانب أزهار أنف العجل
التي تسميها فم السمكة
لأنّها تخرج لاستنشاق الهواء. علاج
لأوجاع البطن تحتفظ به
في المطبخ حيث
تغني دائماً.
أولاً هي هاجر
تغلي الماء
حيث يتحللّ الشاي.
ثم تُسقِط
فيه حفنةً من المريمية
وتتركه يركد قليلاً
وتحكي حكاية:
العريس يصل
إلى حفلِ زفافِه متأخراً
مرتدياً فردة حذاء واحدة
تسأله العروس
عن فردة الحذاء. يخبرها أنه
فقدها وهو يقفز
من فوق جدار أحد البيوت
أثناء فراره من الجنود.
تسأل:
شاي بالمريمية
أم شاي بالنعناع؟
يقول: بالمريمية،
رائحةٌ حلوةٌ ومذاقٌ مرّ.
تُعِدّه له، ويشرب.
The Tea and Sage Poem
Fady Joudah
At a desk made of glass,
In a glass walled-room
With red airport carpet,
An officer asked
My father for fingerprints,
And my father refused,
So another offered him tea
And he sipped it. The teacup
Template for fingerprints.
My father says, it was just
Hot water with a bag.
My father says, in his country,
Because the earth knows
The scent of history,
It gave the people sage.
I like my tea with sage
From my mother’s garden,
Next to the snapdragons
She calls fishmouths
Coming out for air. A remedy
For stomach pains she keeps
In the kitchen where
She always sings.
First, she is Hagar
Boiling water
Where tea is loosened.
Then she drops
In it a pinch of sage
And lets it sit a while.
She tells a story:
The groom arrives late
To his wedding
Wearing only one shoe.
The bride asks him
About the shoe. He tells her
He lost it while jumping
Over a house-wall.
Breaking away from soldiers.
She asks:
Tea with sage
Or tea with mint?
With sage, he says,
Sweet scent, bitter tongue.
She makes it, he drinks.
—————————————-
الشاعر والمترجم فادي جودة هو واحد من فلسطيني المهجر الذين أتيحت لهم فرصة الاطلاع العميق على ثقافتين متباينتين، العربية والأمريكية. ولعل ذلك واحدٌ من مصادر ذلك الثراء الذي يتميز به شعره من حيث “المؤثرات والأساليب” المستقاة من الشعر العربي والأمريكي، كما يقول ديفد بيكر محرر المجلة الأدبية “كينيون ريفيو.”
ولد جودة في مدينة أوستن بولاية تكساس الأمريكية عام 1971 لأبوين فلسطينيْيَن مهاجرَيْن. عاش أيام طفولته وبواكير شبابه في كلٍّ من ليبيا والسعودية. ثمّ عاد إلى الولايات المتحدة ليحقق حلم طفولته بدراسة الطب، حيث التحق بجامعة جورجيا قي أثينا، ثمّ بكلية جورجيا الطبية، لينهي تدريبه في الطب الباطني في جامعة تكساس.
في عام 2007 فاز جودة في مسايقة سلسلة ييل للشعراء الشباب وذلك عن مجموعته الشعرية “الأرضفيالعلّية.” وقد طبعت المجموعة في عام 2008.
ينشط جودة أيضاً في مجال ترجمة الشعر العربي إلى الإنجليزية. فقد قام بترجمة العديد من دواوينالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. وصدرت ترجماته في مجموعتين: الأولى “عبء الفراشة”(2006)، وقد رُشّحت لجائزة القلم الأدبية لعام 2008 ووصلت إلى القائمة النهائية، كما فازت بجائزة “سيف غباش – بانيبال” للترجمة من العربية الى الانكليزية لعام 2008؛ المجموعة الثانية “لو كنت غيري”(2009)، وقد فازتبجائزة القلم الأدبية لعام 2010. كذلك ترجم جودة مجموعةً شعرية للشاعر الفلسطينيغسانزقطان بعنوان “كطير من القشيتبعني” (2012).
يعيش جودة حالياً في مدينة هيوستن بولاية تكساس، حيث يعمل كطبيب. وقد سبق له أن عمل كطبيب ميداني متطوع لدى منظمة أطباء بلا حدود في كلٍّ من زامبيا ودارفور.
________
*المصدر: واتا /الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب