خاص- ثقافات
*محيي الدين كانون
1
كم من دمعة سُكِبتْ ،،،
كم من أهةٍ و غُصّةٍ ذهبت أدراج الرّيَاحِ …
و دِبَبَةُ النَّهْرِ غيرَ مباليةٍ
إلا برنين الفخامة و المعالي والبدلة الزرقاء..
2
استعرت من الناي حنجرته …
ومن الحزن تباريح أجنحته ..
حلقتُ و سافرتُ لها فوقَ الأعمدةِ الخرسانيةِ
و فوق روابي ضواحيها …
و على مسمع من نخلاتها الباسقات..
وأشجار الليمون واللوز …
وحين أتعبني الطواف بين مآذن التاريخ
الآن أبكيكِ يا طرابلس .،
3
مدينتي في هذا العيد حزينة ..
تبدو كسيدةٍ ثَكْلى …
نالت منها تجاعيدُ …
ترنو لأطفال في السماء بين سحابات بيضاء …
مبتهجين بقطيع من الحملان السعيدة …
4
جاء الخريف راقصاً …
يغني مطراً … مطرً ..
وعلى مرماه موجة صيف تودع طرابلس …
5
بعينين دبقتين يجوس فيهما طائر متمكن من سمائه…
ينده …
سأبرح مرفئكِ … ..
وأغادر قلبك…
وداعاً …يامدينتي ..
ففي الهجرة وقت متسع ..
لحبْ جديدْ …
في مدينة جديدةٍ ..
6
ها أنا الثم عيون السحر
وأبكي ….
وأسهر الليلَ بطوله …
وانتشي خمر حضورها …
وأقول …
سبحان من حط كل المعاني في الدواة
والهمني حبها …
أن أطير فوق السحاب ..
كيف صار لي أن أرقص في عينيها ..
وأقرأ الأنوثة الصافية من معين حلاوة صوتها..
صوت الماء
أنا بإنتظارها
بقية العمر …
تمرُّ من ضفة الرَّصيفِ الآخر ..
7
في كَهْفِ الليل ..
تَمَّ الحُكْمَ على قَلْبي بالإقامةِ الجَبْرّية …
فقد أحرقت كل زوارقي …!!
8
اتفقدكِ مع بُهْرةِ كل صباح ..
كما اتفقدُ زهر اللوز في بياضه المشعشع ..
قلبي لم يعد يسع …
فقد فاض كلَّ ضمأي وكلَّ وحنيني …
9
بلادي – و إن تقطعت بيننا السبل …
أحملك كرضيعة ..
10
عيناكِ كتابي …
اتهجى فيهما حروفي الصعبة
أفك الخط …
وأحرر المعنى ..
ثم استذكر كل أسراري …
و قبل امتحان اللقاء الأول …
يوم التعبير الشفوي …
اتهيب أن أبوحَ لكِ بحبي ….
ويبقى سرّي بيْنَ عينيك و قلبي …
دون تمتمة ..
و دون أخطاء
وبغير كلمات مبهمة ..
11
واستجلي نطق اسمك بتمعن …
وأفكك بهاء حروفك حين يقبل المساء ..
وأظل أقرأ وأقرأ دروسي معكِ ،…
يثقل جفنيّ ..
ويصير رأسي كرمية البولنج ..
وحين يداهمني طيفكِ أنام ….
12
للْغِوايةِ سُلْطةًُ العَسَل..
و شَمْعَةُ الانتظارِ …