«المعلمة الفقيرة» تستعيد مرتبة الأعلى أجراً عالمياً

استعادت الكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ صاحبة «ملحمة هاري بوتر» المرتبة الأولى بين الكتّاب الأعلى أجراً في العالم، بعد مرور تسع سنوات على فقدانها إياها. هذا ما أوردته قبل أيام مجلة «فوربس» الأميركية التي أدرجتها في طليعة الكتّاب الأكثر رواجاً، بعدما تخطّت خلال هذه السنة منافسيها العالميين من أمثال جيمس باترسون، ودان براون، وحتى ستيفن كينغ.

في الثانية والخمسين من عمرها، استرجعت المعلمة «الفقيرة» التي كانت تدرّس الأدب الإنكليزي في المدارس وتقيم لدى شقيقتها في أدنبره مكانتها وخطفت الأضواء ثانية بعدما سجلت أرقاماً هائلة في المبيع لم يبلغها أحد قبلها. فبين الأول من حزيران (يونيو) 2016 و31 أيار( مايو) 2017، حقّقت الكاتبة دخلاً مقداره 95 مليون دولار، أي ما يعني 180 دولاراً في الدقيقة الواحدة. هذه أرقام خرافية حقاً. أي كاتب استطاع أن يجني ثروة في هذا الحجم خلال بضعة أشهر؟ طوال عشرين عاماً، أصدرت ج. ك. رولينغ (اسمها الأصلي جوان رولينغ) سبعة أجزاء من «ملحمة هاري بوتر».

يمكن تفسير استعادة رولينغ مكانتها هذه عبر النجاح الذي حقّقته مسرحية «هاري بوتر والطفل الملعون» التي بيع منها 4.5 مليون نسخة في بريطانيا فقط، ناهيك عن العائدات التي تم حصدها من متنزه ملاهي هاري بوتر في كاليفورنيا ومن فيلم «الحيوانات الخيالية»… وقد حقّقت هذه المسرحية نجاحاً هائلاً عندما قدّمت على خشبة المسرح. وحقّق نص المسرحية الذي صدر في موازاة عرضها في تموز (يوليو) 2016، نجاحاً مدوّياً في الولايات المتّحدة، فبيع منه مليون نسخة في ثلاثة أيام فقط. ويمكن تفسير النتائج الجيّدة التي حقّقتها الروائية البريطانية أيضاً من خلال صدور فيلم «الحيوانات الخيالية» عام 2016 أيضاً.

لم تعد «ملحمة هاري بوتر» مجرد مجموعة روايات توفّق بين المغامرة والحكاية الخرافية، بل أصبحت أيضاً امتيازاً ببلايين الدولارات! فالعالم السحري الذي يملأه المشعوذون أو السحرة في الروايات، انبثقت منه مجموعة كبيرة من الدمى والألعاب والمجسّمات المستوحاة من الحكايات ووقائعها وشخصياتها، وهي تباع في أرجاء العالم الذي تروّج فيه الروايات التي ترجمت إلى أكثر من أربعين لغة. أما عربياً فلم تلقَ ترجمة بعض أجزاء «هاري بوتر» إلى العربية نجاحاً على رغم صدورها في سلسلة شعبية في القاهرة، فالترجمة كانت أشبه بالاقتباس والتلخيص وعانت مشكلات كثيرة في المصطلحات والتركيب اللغوي.

ومع احتفالها بالذكرى العشرين لانطلاق الجزء الأول من السلسلة، تثبت رولينغ اليوم مكانتها كاتبة لامعة نجحت في تحقيق ما يشبه الأسطورة في سوق النشر من غير أن تقع في الإسفاف أو المجانية، بل حافظت على أسلوبها الحكائي المشرق وعلى قوّة مخيّلتها المبدعة. ويا له من طريق سلكته منذ عام 1997، مع أول كتاب لها وهو «هاري بوتر في مدرسة المشعوذين» الذي لم تتخط طبعته آنذاك خمسة آلاف نسخة! واليوم، بيع من هذا الكتاب أكثر من 450 مليون نسخة، وحقّقت الرواية المقدار ذاته من الأرباح، مع الترجمات إلى لغات عالمية، ما عدا حقوق التأليف.

وبالعودة إلى تصنيف مجلة «فوربس»، فقد حلّ في المرتبة الثانية الكاتب الأميركي جيمس باترسون الذي يناهز أجره 87 مليون دولار. وقد تمّ تحويل عدد من رواياته إلى أفلام سينمائية، ومنها مثلاً «هاوي التجميع» و «قناع العنكبوت». ويليهما جيف كيني (21 مليون دولار)، ودان براون صاحب «شيفرة دافنشي» (20 مليون دولار)، وستيفن كينغ (15 مليون دولار «فقط»). أمّا جورج ر.ر. مارتن، مؤلّف ملحمة «صراع العروش»، فغادر المرتبة العاشرة من التصنيف.

من جهة أخرى، تبوّأت رولينغ المرتبة الثالثة في تصنيف المشاهير الصادر عن مجلة «فوربس» أيضاً، وقد تلت مغنّي الراب ب. ديدي (116.6 مليون) والمغنية بيونسيه (94 مليوناً).
_____
*الحياة

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *