إبراهيم نصرالله يُوقّع “الحب شرير” في عمّان

يُوقع الشاعر والروائيّ إبراهيم نصرالله (1954…) ديوانه الجديد “الحبُّ شريرٌ.. طوق الذئبة في الألفة والاستذئاب” في عمّان، الخميس 27 تموز/يوليو الجاري، ضمن احتفاليّة تُقيمها مؤسسة عبد الحميد شومان.

وتتضمن الاحتفاليّة قراءات لنصرالله من ديوانه الجديد، الصادر حديثاً عن الدار العربيّة للعلوم – ناشرون، تُرافقه موسيقى على العود للموسيقار طارق الجندي، وعازف الكمان يعرب سميرات، وعبدالحليم الخطيب على القانون، وناصر سلامة على الإيقاع، فيما سيُوقع نصرالله نسخاً من ديوانه بعد انتهاء الاحتفاليّة.

يُشار إلى أنَّ نصرالله بدأ النشر عام 1978، أصدر الكثير من المجموعات الشعريّة منها: الخيول على مشارف المدينة 1980، نعمان يسترد لونه 1984، الفتى والنهر والجنرال 1987، عواصف القلب 1989، فضيحة الثعلب 1993، إلى جانب ذلك نشر الكثير من الروايات لعلّ أبرزها سلسلة الملهاة الفلسطينيّة التي تُغطي ما يقرب 250 سنة من تاريخ فلسطين، وتشمل الروايات التالية: مجرد 2 فقط 1992، طيور الحذر 1996، طفل الممحاة 2000، زيتون الشوارع 2002، أعراس آمنة 2004، تحت شمس الضُحى 2004، زمن الخيول البيضاء 2007. والأخيرة وصلت إلى اللائحة القصيرة لجائزة البوكر عام 2009.

نُشرت مختارات من قصائده بالإنجليزية، الإيطالية، والروسية، والأسبانية، البولندية، والتركية، والفرنسية، والألمانية. ترجم عدد من رواياته إلى الإنجليزية، الإيطالية، الدنماركية والتركية. كما وصدر له كتب أخرى؛ هزائم المنتصرين.. السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق. 2000، السيرة الطائرة- أقل من عدوّ أكثر من صديق 2006.

من قصائد الديوان الجديد

الحبُّ شرّيرٌ يلوكُ القلبَ

يسحَقُهُ بألفِ حديقةٍ

يُلقيهِ للأعلى

ولا يتلقَّفُ المكسورَ إذ يهوي على حجرٍ من الصُّوانِ

يُطعِمُهُ لذئبِ الرِّيحِ في صحرائهِ الحُبلى بطعْمِ الجوعِ والحرمانِ

يأتي حسبَ موعدِهِ كسُلطانٍ وطاغيةٍ

ومثلَ الموتِ يأتي.. والمرضْ!

لا أفْقُهُ للقلبِ مفتوحٌ

ولا للطَّيرِ أرضْ

في أيِّ جمرٍ أينعتْ أقواسُهُ ونِبالهُ

ورمتْ وحيدَ الرُّوح بالحُمَّى وغرَّبتِ المطرْ

أو بارتعاشِ فراشَةٍ في النارِ أو برْدٍ قمرْ

الحبُّ يمشي في الطريقِ ولحمِنا

يختارُ منّا من يريدْ

ويقولُ للأزهارِ كوني في الحديدْ

ويُزوِّجُ النارَ العنيدةَ للشّجرْ

لا شيءَ فيهِ سوى غيابِ حضورِنا

ومرورِنا في صخرةٍ، وصعودِنا في المُنحدَرْ

أسماؤه سحبٌ، وعودتُهُ سفرْ

والحبُّ قتّالٌ وجوّالٌ

رحيمٌ مثلَ سكينٍ بحدٍّ ساطعٍ

مسنونةٍ بالجرح في أقصى الكواكبْ

والحبُّ أخجلُ من تفتُّحِ بُرعُمٍ والحبُّ عائبْ

قتَلَ القتيلَ على مِـخَدَّةِ حُلْمِهِ

والعاشقَ المُلقى على دمِ قلبِهِ

إن كان قربَكَ قاتلٌ.. أو كانَ غائبْ

والحبُّ لا يحنو على أحدٍ

يراوغُ، ينثني، يعلو، ويكذِبُ

جارحٌ كبراءةِ النّسيانِ

مصقولٌ كرأسِ الرُّمحِ

مجنونٌ له قلبٌ بلا عقلٍ

له عقلٌ بلا قلبٍ

وأغنيةٌ بلحنَيْنِ،

اشتعالٌ في جليدٍ

طعنةٌ عطشانةٌ في قلبِ تائبْ

والحبُّ زنديقٌ وراهبْ

في إسْمهِ نَمِرٌ على الغِزْلانِ واثبْ

عرّابُ كلِّ دمٍ يسيلُ على الأَسِرَّةِ في المدائنِ

والقلاعِ وفي الحدائقِ والخرائِبْ

فيهِ انتظرْنا موتَنا وحياتَنا

ورجوعَنا لشقائِنا ونحولِنا

وعلى شواهِدِنا كَتَبْنا: الله غالبْ

في كفِّهِ سيفٌ رهيفٌ عاصفٌ

يجتاحُنا فنموتُ لكن لا مُطالِبْ!

عطشى إلى نيرانِهِ نحنُ، احتراقِ جلودِنا بأظافرِ البِلَّوْرِ

نركضُ نحوَهُ ليُصيْبَنا

ويرُدَّنا لهوائِنا قتْلى

ونبحثُ في الوجوهِ هنا،

هناك، عن الجمالِ،

وعن ملامحِ قاتلٍ يختارُنا من بين كلِّ الناسِ،

يسرقُ قلبَنا،

نمشي على خُطواتِهِ

يا ضبْعُ خُذْنا للمغارةْ

يا ضبْعُ ما لَكَ صاحبٌ

يا ضبْعُ ما للحبِّ صاحبْ

خُذْنا بمنقارِ النُّحاسِ

وأَلقِنا يا نَسْرُ في الودْيانِ

قربَ جداولِ النّسيانِ

وانثُرْنا على كَرْم العنبْ.

لا الناسُ عادتْ من خمورِ غيابها

أو عادتِ الناياتُ ثانيةً قصَبْ

خُذْ ما تشاءُ: الرُّوحَ قابضةً على نعليْكَ في سربِ الحمامْ

وخُذِ العيونَ

خُذِ النّجومَ

خُذِ الخَواءَ

خُذِ الزِّحامْ

واترُكْ ذئابكَ في أَسرَّتِنا تنامْ

خذنا إليكَ وضُمَّنا واطعنْ هنا في القلبِ:

طعنتَكَ/الحريقَ القاتِلَةْ

واخرجْ أمامَ الناسِ مسنونًا

فلا خوفٌ عليكَ ولا…

وقُلْ للسَّابِلَةْ

ها قد قَتَلْتُ فتى القصيدةِ في القصيدةِ..

وابتهجْ

إنَّ الجريمةَ كامِلَةْ!

 _______
*ضفة ثالثة.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *