▪تابعت مؤخرا (فيديو) لإحدى بنات بلادي المستنيرات وهو صغير في مدته عظيم في محتواه ومدلولاته ويلخص كثير من المجلدات والمحاضرات والحروف الأبجدية.
▪الأخت (أمينة) في تجربتها الشخصية والتي أحسنت في قرارها فيها أن تكون مشاركة مع محيطها ومعارفها، وهي بفعلها هذا تكون قد قدمت
أعظم خدمه إنابة عن أبناء وبنات جيلها في الجهاد الفكري والعلمي المستنير الذي يهدف إلى تبديد (الوهم) الذي تعيشه الجماهير والنخب السودانية في صراع قديم متجدد في وجوه مختلفة.
▪الأخت أمينة قامت بفحص ال ( دي ان اي) الخاص بها والذي هو الآن بفضل العلم صار يقدم معلومات تعود إلى أجيال وأجيال سبقت من الأسلاف لألوف ماضية من السنوات وبذكاء شاركت عرض النتيجة الخاصة بها كأول سودانية تعلن ذلك للرأي العام والتي أوضحت فيها جذورها المرتبطة بهذه الأرض بنسبة كاسحة واختفاء اثر (مساحيق) الثقافة بطريقة تؤكد بروز فصيلة دم الهوية (السوداناوية ) الجامعه لكل الشعوب والمجموعات والمتميزة سمتا وأخلاقا ومزاجا، وهو فعل متنام وقطعا إن تعدت (كرومزومات) السودانية بعض المساحات التي تتجاوز افريقيا جنوب الصحراء إلى شمال غرب القارة الافريقية وغرب افريقيا فهو من آثار هذه الحضارات القديمة التي قبلة لكل الشعوب وصارت هي الأخرى تحمل جيناتها الوراثية أخلاقا ومزاجا.
▪أجيال هذه البلاد صاحبة الحضارات القديمة في مناطق مختلفة من جغرافيا هذه المساحة الشاسعة جنوب الصحراء شمالا وشرقا وغربا وجنوبا ووسطا، ومنذ أن انقطع الوصل بها مع ممسكات هذه الحضارات القديمة ظلت تدور في ساقية الوهم وادعاءات الشمال والجنوب،العربية والأفريقانية ، الوسط والهامش وغيرها من سمات التصنيف والعنصر والتي هي بكل تاكيد منقطعة ومجافية لمنهج مرجعية الأخلاق وجمال التنوع الإلهي البديع في الخلق والذي هو عند العارفين كثرة في واحدية.
▪لذا كان التاكيد المستمر لخير الخلق صاحب الدين التام سيدي رسول الله عليه ووالديه وآله أعطر الصلوات وأتم البركات حديثا وتجسيدا مستمرا في ( الدين المعاملة ) و ( بعثت لأتمّم صالح الأخلاق ) و ( أقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا) و ( إن المرء ليبلغ بحسن الخلق مرتبة الصائم القائم ) ونهيه عن عصبية العنصر ( دعوها فإنها منتنة ) وجمال الهدي في ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم) وما كان الضياع إلا بسبب مجافاتنا لهذه المرجعية المعصومة والممدوحة بالأخلاق وهدي الأخلاق في كل الرسالات السماوية التي كانت لأجل المجتمع الفاضل.
▪شهدنا منذ أن وعينا في افريقيا جنوب الصحراء (موطننا المقدس ) ميلا مؤكدا ومزاجية لمنهج الأخلاق لذا كنّا حضورا مع كل نسخ الهدي السماوي المتتالية في طواعية وسلاسة في كنف القيم وقامت الحضارات والمجتمعات علي هدي الأخلاق الفاضلة والتي يمثلها ما بين أيدينا من موروث الفضيلة وما سبق من حاكمية الرأفة وحسن الظن والطوية
والتداخل والتمازج العفوي الطبيعي الذي حدث منذ القدم للمجموعات البشرية في هذه الجغرافيا وثقافة وارث كبير في حالات الاختلاف أيضا ، فالإنسان هو الانسان خيرا كان أم غير ذلك لكن الضابط الأكبر لإيقاع الحياة كان عَلى الدوام هو الأخلاق أساس كل حضارة وفي تغييبها خسران كل جهد وعمل.
▪لا يساورني أدنى شك بالايمان بخصوصية هذه المنطقة وإنسانها وقدسية هذه الجغرافيا قديما أو في ما ستلعبه في مستقبل الأيام، فالكتاب الذي لم يفرط الله فيه من شيء سمي هذه المنطقة (بالوادي المقدس ) في قصة سيدنا موسي عليه السلام والنيل هو من أنهار الجنة ، وتأكيد حديثي عن أصالة أخلاق إنسان هذه المنطقة أكده قول من لاينطق عن الهوي سيدي رسول الله القائل (بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) عندما أشار لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة وكما هو معلوم فإنها نفس الجغرافيا وقوله صلوات ربي وبركاته عليه ووالديه وآله ( ان فيها مليكا لايظلم عنده احد ).
▪ كل هدي أو دعوة أو جهد مخالف لهذه القيم الأصيلة هو بالتأكد (وافد) وغير (أصيل) في هذه المنطقة وزائل لا محالة ولن ينبت في أرض هذا الوادي المخصب بالأخلاق فسرعان ما سيلفظه فيضان هذا (النهر المقدس) ولا شك أن العدد المهول من أبناء السودان والذين يقدرون بالملايين من اضطرهم ضغط الظروف الاقتصادية العمل في مجال التعدين الأهلي قد أتيح لهم ولمعارفهم وأهليهم وهم يمارسون هذا (التمشيط) اليومي بحثا عن المعدن النفيس في كل رمال وسهول هذا الوادي المقدس ، قد عرفوا وتيقنوا كم هي غنية هذه الجغرافيا بموروثها الأثري والمادي الحضاري، وهذا الفعل هو من أقدار الله سبحانه و هو كذلك نداء هذا (الوادي المقدس) لكل النفوس أن انتبهوا وتهيأوا للقادم الأصيل وهذا هو ما سمعته من بين ثنايا حروف (أمينة) وهي تعلن بروز الأصالة القديمة المتجددة وبشريات ظهور الروح.