يمثل الشاعران الكبيران أبو القاسم الشابي وبدر شاكر السياب علامتين فارقتين في أدبنا الحديث فقد حققا من النجاح وأحرزا من التفوق مالم يحرزه شاعر آخر على الرغم من حياتهما القصيرة فقد ولد الشابي بقرية الشابية ناحية توزر عام 1906 وتوفي عام 1934، بينما ولد بدر شاكر السياب في جيكور قرب البصرة عام 1926 وتوفي بالكويت عام1964 .
وكأن الرسالة التي بدأها الشابي منضويا تحت جناح جماعة ” أبولو ” التي أسسها الدكتور أحمد زكي أبو شادي، كانت تلك الرسالة تحمل هم التجديد وقلق الإحياء وهاجس البعث لأدبنا العربي بعد أن نام أحقابا طويلة في مغارات التاريخ مغمضا جفنيه عن مباهج الحياة، مخلصا ضميره من هم النهضة والتقدم مكتفيا بالإجترار والتقليد والرياء والتصنع وفي تصيد الولائم والمناسبات ومباركة السلاطين والأمراء.
كان شعر الشابي الذي يوحي عنوان ديوانه بالحركة والنماء والخصوبة” أغاني الحياة ” كما يوحي بالبهجة والفرح والتبشير بقيام طائر العنقاء من رماده صحيحا معافى.
فالشابي إذا شاعر رائد مجدد مطبوع على قول الشعر، رحب الخيال، حار العاطفة صادق النبرة ، مستملك أدوات الشعر من سلامة المبنى وسلاسته ومستوفي عناصر ومقومات الصورة الشعرية، وهو إن لم يتثقف بثقافة أروبية عن طريق إتقان لغة أجنبية، لم يعقه ذلك عن الاطلاع على ماعرب من آداب الغرب وثقافته.
وإذ كان الشاعر يهم بمغادرة الدنيا في نضارة الصبا ويفاعة الشباب بعد أن أعجزه داء تضخم القلب، وعجزت خلايا جسده عن تجديد نفسها ومواصلة مشوار الحياة الذي كان مليئا بالتوهج والبريق والطموح كان في جيكور يولد شاعرآخر هو السياب، جاء إلى الدنيا ليواصل البشارة وكأنه أحد حواريي المسيح، وفي إصحاحه وثبة جديدة وقفزة عملاقة، تجعل شعرنا الحديث كشعر الدنيا حيا فاعلا خليقا بأن يقرأ، وأن يؤثر في الناس بمضامينه الفكرية وقيمه الجمالية.
لئن كان الشابي قد ألقى بالشعر في أحضان الحياة، بعد أن كان في أجداث الماضي، ولئن كانت نزعته الرومنطيقية برحابة خيالها واستلهامها من الطبيعة وروعة الجرس الموسيقي المنبعث من استخدام الأبحر القصيرة التفاعيل واستعمال المجزوء من تلك الأبحر إمعانا في الثورة على الماضي ونبذا لروح التقليد وتماشيا مع روح العصر وفلسفته، فقد دفع السياب بالشعر دفعة قوية هي أشبه بالطفرة التي يحدثنا عنها علماء الأحياء، فقد كان إبداعه شعر التفعيلة تذليلا لدروب الشعر واستأصالا لكل الفطريات التي تعيش على حساب الصورة الشعرية وتشوه معالمها، وقد ساعد السياب في ذلك انتماؤه لبلد معروف بروح الثورة والتمرد الكامنين في أبنائه من جهة وتأثره الواضح بالثقافة الغربية خاصة الإنجليزية حيث كان يقرأ بها مباشرة شعر ت.س إليوت، ولاشك أنه أدرك الفرق بين شعرنا وشعرهم ونمط تفكيرهم ونمط تفكيرنا، وهوفرق كبير يوضح حجم المعاناة وجسامة المهمة، وثقل الرسالة .
وفي الواقع لم يكن الشابي وحده في حلبة الصراع فجماعة الديوان، وشعراء “أبولو” و”الرابطة القلمية” كلهم تعاونوا على إقامة صرح أدب جديد، وكذلك الشأن بالنسبة للسياب فقدكان إلى جانبه يؤدي نفس المهمة نازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وأحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور وغيرهم، ولكن ذلك لا يمنع أن يكون الشابي رائدا والسياب كذلك وإنما هي مقارنة بينهما في أسلوب تصوير المعاناة وبناء الصورة الشعرية التي تسكنها روح الاحساس بالرحيل عن الدنيا ، وانتهاء المهمة بعد أن جاء كل منهما بخيال شاعر وحلم طفل في كونه أوتي أعمار نسور لقمان بن عاد ، وأن المشوار طويل وفي العمر ما يكفي للإبداع والتغني بمباهج الحياة والاستمتاع بطيبات الدنيا ولاشك أن المرأة درتها ، غير أن القدر أطفأ جذوة الحياة في الشاعرين ، وحكم على خلايا جسد يهما بالتلف والإنحلال لولا أن شعرهما اكتسى برداء الخلود، وبريق البقاء ، وإشعاع الدوام .وفي قصيدة الشابي ” الصباح الجديد” قناعة بالرحيل المبكر، واستشعار بالنهاية الوشيكة وليس لديه الكثير مما يريد أن يقوله لذا استخدم الشاعر هنا المجزوء، لتجئ الأبيات خطفات فكر وومضات نفس تستعد للعبور إلى شاطئ العدمية ولكن الأنا يسكن من روعها – وهي مفطورة على حب البقاء – ما في اللاوعي من إحساس باستمرار الحياة وتوالد الحياة من الموت وكأنها الفكرة القائلة بتناسخ الأرواح ولقد كان عنوان القصيدة رمزيا يوحي بالبدء فالصباح هو بداية اليوم:
وأطل الصبــــــاح من وراء الــــقرون
وفي القصيدة ما يؤكد اطمئنان الشاعر إلى أن موته هو ميلاد جديد وحياة أخرى استنسلت من رحم الموت ذاته إلى الأبد:
إن سحر الحيــــاة خــــــــالد لا يزول
فعــــــلام الشكاة من ظلام يحــــول؟
ثم يأتي الصباح وتمـــــــر الفصول
سوف يأتي ربيع إن تقضى ربيـــــع
والشاعر كعادته في بناء صورته الشعرية يستلهم الطبيعة ويستوحي من عناصرها على عادة شعراء الرومنطيقية، فالصباح والفصول والربيع ماهي إلا ايحاءات بالبعث والميلاد من جديد، لأن الحياة في عقيدة الشاعر خالدة والإنسان يحياها في أشكال وألوان شتى ولكن من غير عدمية واضمحلال.
وفي هذه القصيدة حضور قوي لمعاناة الشاعر من المرض وتباريحه وأوجاع أعراضه وما يستتبع ذلك من سهاد وآهات وعذاب نفسي يشعر الأنا بالدونية:
أسكني يا جراح واسكتي يا شجون
مات عهد النواح وزمان الــجــنـون
في فجــاج الردى قد دفـنـت الألــــم
ونثرت الدمــــوع لريـــاح الــعـــدم
وأذبــــت الأســـى في جمال الوجود
والكلمات هنا على بساطتها وتلقائيتها موحية بمرارة الألم، وقسوة العذاب والصورة الشعرية تستكمل تفاصيلها بمفردات الطبيعة التي كان الشاعر يحاول الإندغام فيها اندغاما وليس جعلها موضوعا . وفي هذه القصيدة تأتي الصورة الشعرية فريدة دالة على عبقرية الشاعر في الخلق والإبتكار وكونه يحرث في أرض بكر ويحلق في سماوات جديدة.
وخيال القارئ يستجيب هنا لخيال الشاعر ويمعن في الإبحار معه إلى ضفة الموت والصورة الشعرية هنا فيها الحركة كجري الزورق ، ونشر القلاع، فضلا عن دلالة الخضم العظيم على رحابة الأفق أفق الحياة والموت على السواء :
من وراء الظلام وهديــــر الــميــــاه
قد دعاني الصباح وربــيــع الــحيـــاه
قد جرى زورقـي في الخضــم العظيم
ونشرت القــــلاع فالـــوداع الــــوداع
أما السياب ففي قصيدته ” دار جدي” وهي من أجمل قصائده وأشدها إيحاء بسلطان صاحب الجلالة الزمن وما يفعله في الموجودات حية وجامدة فينخرها ويذروها هباء منثورا.
إنها قصيدة التذكار والحنين ، وهي حالة سكنت في وعي الشاعر وفي لاوعيه وهو كصاحبه الشابي يعاني أوجاع الألم وتباريح الداء العضال، وشبح الفناء ماثل له في كل زاوية وحيثما قلب بصره، لقد كان الموت يسكن في روح الشاعر ولا شك أنه كان مدركا أن رحيله بات وشيكا، غير أن السياب يتميز عن الشابي بقلقه الوجودي واضطرابه العقائدي وتردده بين الشك واليقين ، والإيمان والإلحاد فقد بدأ شيوعيا وانتهى قوميا وقبل رحيله أسلم نفسه للوحدة يبكي شبابه ويرثي عمره الفاني كأنه بروميثيوس وقد بقر بطنه واستخرجت كبده ينهشها النسر، وهو يتحسر على طيبات الدنيا وفي صميمها المرأة التي اشتهاها الشاعر وتمنى لو تشمم عطرها وسحقها بأسنانه أو مصها فذابت كلها في دمه،إنه الحب بالحواس الذي كان حاضرا في شعر الشاعر دائما.
وفي قصيدته ” دار جدي” وهي قصيدة توحي بحنين الشاعر إلى طفولته وفي الصميم إلى صحته وعافيته حيث كان يلهو ويمرح في صحة وعافية ، لا يتمثل له الموت في زاوية من زوايا دار جده، لكن القصيدة تبدأ موحية بالأسى وعطالة الحياة وتهدم حيويتها ورثاثة كينونتها، إنه الزمن قاهر الموجودات والذي سيقهر الشاعر بعد أن قهره الداء العضال:
مطفأة هي النوافذ الكثار
وباب جدي موصد وبيته انتظار
وأطرق الباب فمن يجيب يفتح
تجيبني الطفولة ، الشباب منذ صار
تجيبني الجرار جف ماؤها فليس تنضح
“بويب” غير أنها تذرذر الغبار
مطفأة هي الشموس فيه والنجوم
إنه مطلع يرثي بشكل غير مباشر الوجود الحي، وتأتي دلالة الغبار تثير في النفس الإحساس بالعبثية، فالزمن قاهر الوجود هو علة الفناء والسيف المسلط على رقاب الجميع:
فنحن لا نلم بالردى من القبور
فأوجه العجائز
أفصح في الحديث عن مناجل العصور
من القبور فيه والجنائز
وحين تقفر البيوت من بناتها
وساكنيها، من أغانيها ومن شكاتها
تحس كيف يسحق الزمان إذ يدور
!
ولأن الشاعر على الرغم من تصارع الحياة والموت في بدنه وعلى الرغم من كونه يحس إحساسا غريزيا أن الموت هو المنتصر فإن غريزة البقاء وقلق الأنا وتشبث اللاوعي بالحياة حيث تقبع الشهوة ، على الرغم من كل ذلك فإن الشاعر لديه مايقوله ويتشبث به ولذا استخدم تفعيلة سباعية “مستفعلن” ، وجاء السطر طويلا عكس قصيدة الصباح الجديد حيث استسلم الشاعر للموت لأنه نقلة إلى حياة جديدة وفجر ليوم جديد، فجاء البيت قصيرا جدا في القصيدة ومن المجزوء.
وفي قصيدة السياب حلولية كونية لقد حل هو في دار جده وأصبح الموضوع والذات واحدا فجسده متهدم كتهدم دار جده والفناء القار في تلك الدار قار في خلايا بدنه، وعفونة الزوايا ورائحة التراب في السقف وعلى الجدران لها ما يماثلها في بدن الشاعر من رائحة الدواء الذي لم يجد نفعا ورائحة المرض ذاته إنه الفناء يستدرج الشاعر إلى قرار العدم:
وهل بكيت أن تضعضع البناء
وأقفر الفناء أم بكيت ساكنيه؟
أم أنني رأيت في خرابك الفناء
محدقا إلي منك ، من دمي
مكشرا من الحجار؟ آه أي برعم
يرب فيك ؟ برعم الردى غدا ،أموت
ولن يظل من قواي ما يظل من خرائب البيوت
لا أنشق الضياء، لا أعضعض الهواء
لا أعصر النهار ، أو يمصني المساء.
ولكأن الشاعر بغريزة البقاء المتأصلة فيه وتشبث وعيه ولا وعيه بالوجود واشتهاء حواسه للحياة ولطيباتها وهو في طور الشباب لكأنه يحسد خرائب البيوت على ما تبقى منها من أطلال أما هو فسيتعفن ثم يتحلل بدنه ويصيرهباء أو عدما ولا تبقى منه ذرة تستنشق الهواء أو ترى صخب الحياة.
وقد عرف ولع الشاعر بالأساطير خاصة الإغريقية التي قرأ عنها في الأدب الغربي ورأى كيف يوظفها شعراء الإنجليز لأنها تكثف المعنى ويظل ايحاؤها مستمرا فضلا عن فعلها في الوعي واللاوعي الإنسانيين، والسياب في توظيفه أساطير الإغريق بين قدرة الشعر العربي الحديث على مواكبة الشعر الغربي، شكلا ومضمونا وعلى أن الأدب في النهاية تلاقح العقول وتماهي الأحاسيس، وهو موقف إنساني واحد على الرغم من اختلاف اللغة والحضارة وهو يوظف تلك الأساطير بلا إسفاف أو حشو ليدلل على غزارة ثقافته ، ولكن بوعي واقتصاد، وفي هذه القصيدة تحديدا وظف أسطوراة من أساطيرالإغريق أسطورة الشاعر الغنائي ” أورفيوس” وهو من شعراء ملحمة هوميروس الذي نزل إلى عالم الموتى ليستعيد زوجته فسحر الآلهة بروعة إنشاده ولما فشل في تحقيق رغبات الآلهة فقد زوجته إلى الأبد.
غير أن السياب القلق الشاك يدرك أنه لن تحدث المعجزة التي تعيد إليه صحته وتستأصل مرضه ولكن الأنا قلقة خائفة واللاوعي مرعوب من فكرة الموت الحتمي لولا أن بعض هدوئه يعود إليه لأن عروسه التي افتقدها أورفيوس في عالم الموتى وفشل في استردادها على الرغم من روعة إنشاده سيظل هذا الإنشاد مقابلا موضوعيا للفناء وهو بديمومته وسرمديته يتعالى على الموت ذاته ويدحضه. وما عروس السياب إلا خلود فنه وبقاء اسمه، لئن قضى عليه الزمن وهم الموت بالإجهاز عليه ، فقد قضى هو على الزمن ، وهزم الموت بخلود شعره الذي يبقى بقاء الكلمة وخلود الحرف:
وبالغناء يا صباي، يا عظام ، يا رميم
كسوتك الرواء والضياء
وقد أمعن الشاعر في مخاصمة الزمن وانتهى إلى أنه مجرد ظاهرة شكلية وطلاء على حقيقة الوجود وماهية الموجودات، فالأرض لا تدور والشمس بغيابها تستريح فقط والمرء لا يقتله الزمن، لأن الحس خالد والشعور أبدي والحياة وجدان حي وقلب مشبع برغبة الحياة والإحساس بها وهذه أشياء لا يطالها الزمن:
وكل ضاحك فمن فؤاده، وكل ناطق فمن فؤاده
وكل نائح فمن فؤاده، والأرض لا تدور
والمرء لا يموت إن لم يفترسه في الظلام ذيب
أو يختطفه مارد، والمرء لا يشيب
فهكذا الشيوخ منذ يولدون
الشعر الأبيض والعصي والذقون
وإذا كانت هذه هي الصورة التي ينتهي إليها الوليد، الذي تمثله الشاعر شيخا بذقن وعصا وكانت حقيقة لا مراء فيها تشعرنا بسطوة الزمن وسلطانه، كان المعادل الموضوعي لهذا المأزق الوجودي هو الحياة الشاعرة المنفعلة التي تسري كالنهر خالدة وما الضحك والنواح إلا مظاهر لها وهذه لا تشيب ولا يطالها الزمن.
لكأن الشاعر أقام القيامة على الزمن خصمه اللدود ، وأدخله قفص الإتهام ثم حكم عليه في النهاية بالبراءة لا بالإعدام فجريرته مفتعلة لا حقيقية و المقطع الأخير في القصيدة هو المؤثر وهو المقطع الذي يتقاطع مع بعض مقاطع ” الصباح الجديد” لأبي القاسم الشابي، إنه مقطع عاد فيه الشاعر إلى الحديث عن علته ومعاناته وعجزه البدني وعطالته الحركية، وما أشد ايحاد ” السعال” و “الهزال” بالضمور والدبيب نحو قعر الهاوية ، ولئن كان السهاد هو سهاد المرض وتباريح الداء، فإن خيال الشاعر مازال يعمل وغريزة البقاء فيه تصارع موج الفناء بجهد وإصرار عظيمين ولعله آمن بمقولة أبقراط ” الطبيعة هي الشافية من الأمراض” فلم لا يجمع قطرات الندى من أوراق الشجر ويشربها لتزيل السعال وتبعث الشاعر كطائر العنقاء من رماده صحيحا معافى بعد أن فشل الطب في مداواته؟
وفي ليالي الصيف حين ينعس القمر
وتذبل النجوم في أوائل السحر
أفيق أجمع الندى من الشجر
في قدح ليقتل السعال والهزال
وها هو خيال الشاعر يجنح به إلى الآفاق وينسيه نوعاما عاهته ويسكن من روع الأنا وفجيعة اللاوعي بالفناء ، ها هو الشاعر قد صار سندبادا في حل وترحال ليس على الأرض وفي غياهب البحار ولكن في السماء وفي آفاق الفضاء الرحبة:
وفي المساء كنت أستحم بالنجوم
عيناي تلتقطاهن نجمة فنجمة وأركب الهلال
سفينة كأني سندباد في ارتحال
شراعي الغيوم ومرفئي المحال
وأخيرا سيستسلم الشاعر لحقيقته الموضوعية ويصدع بقرب موته، لقد صار كالشجرة التي ذبلت أوراقها وجفت أغصانها والميت فيها أكثر من الحي:
أهكذا السنون تذهب؟
أهكذا الحياة تنضب؟
أحس أنني أذوب، أتعب
أموت كالشجر !
إن في قصيدة الشابي يقين واطمئنان وتلقائية ومعاني فطرية بسيطة كما فيها معاناة وتباريح تؤثر في وجدان القارىء، وفي قصيدة السياب ثورة ، وتردد وشك ومعاني فلسفية مركبة، وفيها كذلك حديث عن الداء وتباريحه والفرق بينهما هو الفرق في عمر الأدب العربي وفي نضجه بين عهد “أبولو” وعهد شعر التفعيلة وما أحدثه من ثورة في أدبنا الحديث.