ميلانو (ايطاليا) – أصدرت منشورات المتوسط في ايطاليا للمترجم الفلسطيني سامر أبو هواش ترجمة لثلاثة كتب للكاتب الأميركي الشهير بول اوستر بالعناوين “رحلات في حجرة الكتابة” ورواية “صانست بارك” وكتاب “اختراع العزلة ـ بورتريه لرجل غير مرئي متبوعاً بكتاب الذاكرة”.
في “رحلات في حجرة الكتابة” كما جاء عن الناشر “يحتفي أوستر برفق بقوة الخيال، ويُعجب بطبيعة العقل المَتَاهيّة في إجلال فلسفي بارع وماكر، للقصص المتفوقة” وفقا لموقع “بوك ليست أونلاين”. عن الرواية.
ومن أجواء الكتاب الذي جاء في 152 صفحة “أنا إنسان، ولستُ ملاكاً، وإذا كان الأسى الذي استولى عليّ قد شوّش رؤيتي، وأدّى إلى بعض السقطات، فإن هذا لا يجدر به أن يُلقي أيّ شكّ على صِدْق حكايتي. قبل أن يحاول أحد أن يُجرّدني من الصِّدْقيّة من خلال الإشارة إلى تلك العلامات السود في سجلّي، فإنني سوف أعترف بذنبي، وبكل انفتاح للعالم. هذه أزمنة خؤونة، وأعرف مدى سهولة تشويه الحقائق بكلمة واحدة، تهمس للأذن الخطأ. اطعن في شخصية رجل، وكل شيء يفعله هذا الرجل يبدو خَفياً، مشكوكاً به، مزيّفاً، وله دوافع مزدوجة. في حالتي، فإن العيوب المطروحة نبعتْ من الألم، لا الحقد؛ من الارتباك، لا المكر”.
وفي رواية “صانست بارك، وهو حي حقيقي في بروكلين بولاية نيويورك الأميركية إشارة محورية إلى ما يريد بول أوستر قوله في هذه الرواية.
فهذا الحي وفقا للناشر يضم عالمين متناقضين كل التناقض ظاهريا على الأقل مقبرة غرينوود الذي يرسمها الكاتب كمدينة موازية، تضم عبر مساحات شاسعة من الأرض آلاف الذين عاشوا أو ماتوا في المدينة، وبعضهم نجوم سياسة وأدب وعلم وفن وفي الوقت نفسه، تضم ذلك البيت المتهالك الذي سيضمّ مجموعة من الشباب الرافض معظمه لما آلت إليه الأمور في الولايات المتحدة والباحث عن هويّته الفردية والجماعية في خضمّ التحولات التي تشهدها البلاد، ولاسيما الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ألقت بظلالها الثقيلة بداية من العام الذي تبدأ به أحداث الرواية، أي العام 2008.
وفي الرواية التي صدرت في 188 صفحة: “أولئك الغائبون يغادرون جميعاً على عجالة من أمرهم، في حال من الخزي والارتباك، ومن المؤكّد أنهم، أينما انتهى بهم المطاف الآن إذا كانوا قد وجدوا مكاناً يعيشون فيه، وليسوا يستظلّون خيمة ما في العراء، فإن مساكنهم الجديدة أضيق مساحة من تلك التي فقدوها. كلّ منزل هو كناية عن قصّة فشل، عنوانها الإفلاس والتّخلّف عن السداد، الدَّيْن وحبس الرَّهْن – وقد أخذ على عاتقه أن يُوثّق الآثار الأخيرة المتبقّية من تلك الحيوات المتلاشية، لكي يُثبتَ أن تلك العائلات المختفية عاشت هنا ذات يوم، وأن أطياف أولئك الذين لن يراهم أو يعرفهم يوماً، ما تزال تلبث في الأشياء المهجورة المتناثرة في تلك المنازل الشاغرة”.