العلماء قد يتمكَّنون قريبًا من تخليق أجنة بشرية في المختبر
أبريل 28, 2017
يُمكن أن تزرع أجنة بشرية اصطناعية من الصفر في المختبر، وذلك بعدما نجح العلماء في تخليق جنين لحيوان ثديي فقط باستخدام الخلايا الجذعية.
تقرير نشرته صحيفة «التليجراف» البريطانية ذكر أنَّ باحثين بجامعة كامبريدج قاموا بخلط نوعين من الخلايا الجذعية لفأر ووضعوهما على حاملة ثلاثية الأبعاد. بعد أربعة أيام من النمو في خزان للمواد الكيميائية، والذي تم تصميمه لمحاكاة الأوضاع داخل الرحم، شكلت الخلايا هيكلًا لجنين لفأر حي.
وقد وصفت النتائج الناجحة بأنها «إنجاز» في الهندسة الحيوية، والذي يمكن أن يسمح في نهاية المطاف للعلماء بتخليق أجنة بشرية اصطناعية في المختبر دون الحاجة إلى وجود حيوانات منوية أو بويضة.
سوف تساعد الأجنة المزروعة الباحثين على دراسة المراحل المبكرة جدًا من حياة الإنسان حتى يتمكنوا من فهم سبب فشل العديد من حالات الحمل، ولكن من المرجح أن تكون هذه الخطوة مثيرة للجدل وتثير تساؤلات أخلاقية حول ماهية أو ما يشكل الحياة البشرية.
خلايا جذعية معدلة
حاليًا يمكن للعلماء إجراء التجارب على الأجنة المتبقية من تجارب التلقيح الاصطناعي، ولكنها ليست كافية، ويجب أن يتم تدميرها بعد 14 يومًا. يقول العلماء: إن القدرة على خلق عدد غير محدود من الأجنة الاصطناعية في المختبر يمكن أن يسرع من وتيرة الأبحاث، في حين قد يزيل بعض الحواجز الأخلاقية.
«نعتقد أنه سيكون من الممكن تقليد الكثير من صور وأشكال التطور التي حدثت قبل 14 يومًا باستخدام الخلايا الجذعية البشرية التي تستخدم نهجًا مماثلًا لتقنياتنا من خلال الاعتماد على خلايا الفأر الجذعية»، هكذا تقول البروفيسور «ماجدالينا جوتيز» من قسم علم وظائف الأعضاء والتطور وعلم الأعصاب في جامعة كامبريدج، والتي قادت فريق البحث.
وأضافت، بحسب ما نقل عنها تقرير الصحيفة البريطانية «إننا متفائلون جدًا بأن هذا سيسمح لنا بدراسة الأحداث الرئيسة في هذه المرحلة الحرجة من التطور البشري دون الحاجة فعلًا إلى العمل على تجارب التلقيح الاصطناعي للأجنة. معرفة كيفية حدوث التطور الطبيعي سوف تسمح لنا أن نفهم لماذا تمضي الأمور كثيرًا على نحو خاطئ».
تم تخليق الأجنة باستخدام الخلايا الجذعية المعدلة وراثيًا إلى جانب خلايا الأرومة الغاذية الجذعية (TSCs) التي تشكل المشيمة في الحمل الطبيعي.
المحاولات السابقة لنمو الأجنة باستخدام نوع واحد فقط من الخلايا الجذعية لم تنجح لأن الخلايا لم تتجمع في مواقعها الصحيحة.
ولكن العلماء اكتشفوا أنه عندما أضافوا الخلايا الجذعية «المشيمية» الثانية، بدأ النوعان في التحدث إلى بعضهما البعض، مُوجِّهين بعضهما البعض إلى الوجهة الصحيحة.
بشكل تعاوني، فقد خُلطوا معًا في نهاية المطاف لتشكيل هيكل جنيني، مع مجموعتين متميزتين من الخلايا، وتجويف في المنتصف، وهو التجويف الذي سيستمر الجنين فيه بالتطور. الجنين لن ينمو ليصبح فأرًا؛ لأنه يفتقد الخلايا الجذعية التي تصنع كيس الصفار أو الكيس الحملي.
تساؤلات أخلاقية
تعتبر بريطانيا حاليًا دولة رائدة في العالم في مجال أبحاث الخصوبة، والعام الماضي تم منح الإذن لمجموعة في معهد «فرانسيس كريك» لتعديل الأجنة البشرية وراثيًا، وهي المرة الأولى في العالم التي يوافق فيها على مثل هذا الإجراء من قبل المشرعين.
لكن مثل هذا العمل يثير تساؤلات أخلاقية مهمة حول قدسية الحياة البشرية، وما إذا كان ينبغي التلاعب بها أو تخليقها في المختبر.
النقاد يحذرون من أن السماح للأجنة للنمو للعلوم، يفتح الباب لأطفال مصنعين أو مبتكرين وبشر معدلين وراثيًا.
وقال الدكتور «ديفيد كينغ»، مدير مجموعة Human Genetics Alert: «ما يقلقني حول إمكانية وجود أجنة اصطناعية هو أن هذا قد يصبح طريقًا لخلق أجنة معدلة وراثيًا أو حتى أطفالًا مستنسخين».
وأضاف «كينغ»: «حتى يكون هناك حظر عالمي واجب النفاذ على تلك الاحتمالات، كما رأينا مع استبدال الميتوكندريا أو الطفل ثلاثي الأباء، فإن هذا النوع من الأبحاث ينطوي على مخاطر توفير الأساس العلمي لرواد الأعمال، الذين سيستخدمون التكنولوجيا في البلدان التي ليس فيها أي قوانين مشرعة».
يحتاج العلماء إلى الحصول على إذن من هيئة «الخصوبة البشرية وعلم الأجنة» البريطانية، قبل محاولة خلق أجنة بشرية باستخدام هذه التقنية، ودعا الخبراء إلى خلق حوار دولي قبل المضي قدمًا في استخدام هذه التقنية.
وقال البروفيسور «جيمس أدجاي»، رئيس أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي في جامعة هاينريش هاينه بألمانيا «إن الهيئة القانونية سوف تقرر في نهاية المطاف ما إذا كان يمكن توليد أجنة الخلايا الجذعية البشرية، وإلى متى يمكن أن تترك في طبق بتري لمزيد من التطور».
واضاف «أدجاي» «بالطبع، يجب أن يكون هناك حوار دولي بشأن تنظيم مثل هذه التجارب».
ولكن الدراسة قوبلت بترحيب من قبل المجتمع العلمي الذي وصفها بأنها انجاز هام.
وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة Science ومولت من قبل مؤسسة ويلكوم ترست والمجلس الأوروبي للبحوث.
___