“باليرينا” (2016): تصميم فرنسي-كندي مدهش وتفاعلي لشخصيات كرتونية

خاص- ثقافات

*مهند النابلسي

ينتقل هذا الشريط الشيق ليتحدث عن الفتاة فيليسي (اللي فاننغ) اليتيمة-الفقيرة التي تحلم بأن تصبح راقصة باليه (باليرينا)، لكنها تفتقد لأي نوع من التدريب والمهارة، ولكنها تصر على تحقيق حلمها بعد أن تهرب من الميتم في ريف “بريتانيا”، وتنطلق إلى باريس مع صديقها الفتى المخترع فيكتور (دان ديهان)، ولكنهما يفترقان فور وصولهما، حيث يصبح فيكتور عامل مكتب في مشغل “جوستاف ايفيل”.

11

ثم تحظى فيليسي بفرصة نادرة في مدرسة الباليه الباريسية، عندما تنجح بتقمص شخصية الفتاة المدللة الاستعراضية اللئيمة كاميلا لي هاوت (مادي زيغلر)، هكذا بلا نقود ولا تدريب ولا خبرة بالرقص، تسعى جاهدة هذه الفتاة المثابرة ذات الـ11 ربيعا للحصول على التدريب الملائم بأي طريقة، كما تنجح بعقد صداقات مع زميلاتها الراقصات، وتحظى بدعم امراة عرجاء غامضة تعمل كمنظفة لمبنى الاوبرا وتدعى اوديت، وهذه كانت ذات يوم راقصة باليه ثم طردت.

_315x420_40e6435ee4da2303b9d51e58a0aa0de8be6a9914f2986a8d317d892175124cf0

وتستمر فيليسي مع القليل من التقنيات وبعزم كبير جارف، وبمساعدة كل من اوديت وفيكتور، متحدية الصعوبات والمعيقات وكثرة الأخطاء، كما تواجه مدربا قاسيا ميرانتي ( بصوت تيرانس سكاميل) الذي يطرد دائما أسوأ الراقصات في كل حصة، هكذا تواجه تحديا مصيريا لكي تحسن من ادائها الراقص لتجنب الطرد، متقمصة دور “كلارا” الشهير في اوبرا كسارة البندق الشهيرة…ثم نراها تتحلى بالشجاعة لملاحقة شغفها والعمل بجد وكد لكي تحول أحلامها لحقيقة.

صور هذا الفيلم التحريكي اللافت الطريف في كندا، وتم استخدام التشكيل الحركي الأصلي لراقصتي باليه مشهورتين هما “دوبونت وجيرمي بيلنغارد” في اوبرا باريس بغرض ترجمة الحركات الراقصة لتحريك كارتوني مطابق، وقد نال هذا الفيلم تقييما جيدا يتجاوز ال70% في موقع الطماطم الفاسدة استنادا لمجمل المراجعات النقدية، وتم وصفه بالمغامرة العاطفية الحميمة، وتم الثناء على أسلوب مضاهاة التحريك لأناقة حركات رقص الباليه وخفتها وبراعتها، كما تم التنويه بعزيمة الفتاة الفقيرة واصرارها اللافت مع الإشادة للطرافة والظرافة التي جعلت هذا التحريك جذابا للأطفال والبالغين على حد سواء، ولعب التصميم المتقن للناس  والمباني المختلفة والحركات الراقصة المعقدة والمناظر الطبيعية في إيصال رسالة الفيلم السردية المعبرة لباريس أواخر القرن التاسع عشر، وربما قصد المخرج بأن تكون متواليات الرقص حماسية وهزلية في آن، لتصب في مصلحة “الميلودراما” الخفية في السرد، وقد بدا إعجاب معلم الباليه الصارم بها منذ البداية عندما اخبرها بوجود طاقة حركية كالرصاص ولكن بلا تركيز وتقنية، وربما يتجلى ضعف الفيلم في حركات الشخصيات التائهة ما بين ايقاعات الرقص الكلاسيكي المدروسة والحركات “الرقمية” للرسوم المتحركة.

 

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *