لِكَيْ لا يُباغِتَني

خاص- ثقافات

عبد العالي النميلي*

  لِكَيْ لا يُباغِتَني ،

أَرْتَدي مُنْذُ عادَيْتُ الزَّمَن

آخِرَ أَثْوابي ،

وَخَوْفاً عَلى نَصيبي مِنَ التُّرابِ

قَدْ حِكْتُ مِنْهُ جَرَّةً

عَلى مَقاسِ انْسِكابي ،

وَلأَسْحَبُ مِنْهُ فُرْصَةَ الْمَنِّ

أَتَعَمَّدُ تَرْكَ بابي الْوَحيدِ مُوارَباً

وَنَوافِذي السّاعِلَةِ فاغِرَةً ،

وَكُلَّما غَيَّرْتُ الْمَكانَ

سَلَّمْتُ عَلى الْغَريبِ

الذي يُحَدِّقُ فِيَ

مِنْ غَوْرِ الْمِرْآةِ الموحِشِ ،

في الصَّباحِ سَلامَ الْوَداعِ ،

وَإِذا ما اكتَظَّتِ الطُرُقُ بالْهارِبين

سِرْتُ بِعَكْسِ اتِّجاهِهِم ،

مُجَهَّزاً بِكُلِّ أَوْراقي وَحَقائِبي ،

مُصَرِّحاً بِكُلِّ خَيْباتي وَمَتاعِبي .

وَذاتَ مَساءٍ خَريفِيٍّ

اسْتَدْعَيْتُ حَسَراتي وَتَطَلُّعاتي ،

وَشَرِبْنا سَوِيّاً نَخْبَ الْغِيابِ .

وَلِكَيْ أَحْرِمَهُ

مِنْ ذَريعَةِ اللَّوْمِ والْغَضَبِ

بِحُجَّةِ الْبَحْثِ وَالـتَّعَبِ ،

عَلَّقْتُ عَلى رَأْسِ كُلِّ قُبَّرَةٍ

سَهْماً بِاتِّجاهِ قوارِبي .

____

 أكادير ( المغرب )-. 18 مارس 2016 –

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *