أثقل من رضوى.. مقاطع من سيرة ذاتية


*منى الموجي

يمثل كتاب ” أثقل من رضوى.. مقاطع من سيرة ذاتية”، لمؤلفته رضوى عاشور، لمحات مهمة وشيقة من سيرة الكاتبة، إذ استطاعت فيه رضوى، الروائية والكاتبة صاحبة (ثلاثية غرناطة) و(الطنطورية) ، أن تمزج بين مشاهد وذكريات من سيرتها الذاتية ومشاهد من الثورة والتطورات التي تشهدها مصر.

وصورت جميع مفاصل ومحطات حياتها في هذا الكتاب، باسلوب رشيق وانسيابية واضحة في كلماتها وتعبيراتها، ولغتها الرصينة التي تعكس جوانب هامة من شخصيتها الحقيقية. ويروي الكتاب، مقاطع من يوميات الكاتبة، بشكل غير متصل، بداية من العام 2010 وحتى 2013، وكذا بعضاً من ذكرياتها كأستاذة جامعية، متناولة ثورة يناير 2011 في مصر.. وغير ذلك.
تبين رضوى أنها بدأت كتابة مقاطع من سيرتها الذاتية، عقب أن بلغت الرابعة والستين من عمرها، وجاء قرارها متصلاً بمرض أخيها الذي رحل في سبتمبر 2010؛ لتلحق به والدتها بعد خمسة أسابيع.
وتحكي في مدخل الكتاب كيف جاءت تسميتها، إذ اختار لها جدها لأمها اسم جبل يقع بالقرب من المدينة المنورة، تضرب به العرب المثل في الرسوخ فيقولون “أثقل من رضوى”، لأن الجبل سلسلة من الجبال الممتدة إلى الشرق من ينبُع. وتتحدث رضوى في الفصل الثاني، عن واقعة رفض أساتذة الجامعات الطعن المُقدم من وزير التعليم العالي والداخلية، على حكم سابق بإنشاء وحدات للأمن الجامعي لا تتبع وزارة الداخلية، بل إدارة الجامعة. وكانت الواقعة في نوفمبر من العام 2010، بعد أن قضت المحكمة أن وجود وزارة الداخلية في الجامعات ينافي الدستور وقانون تنظيم الجامعات.
ويمثل انتقاصاً من استقلال الجامعة وحرية الأساتذة والطلاب والباحثين. وتسرد كيف كادت تتحول الواقعة مشهدا للعنف داخل الحرم يفتعله البلطجية. وتتناول المؤلفة في الفصل الثالث ضمن الكتاب، والذي يحمل عنوان “دراما مُركبة”، معاناتها مع المرض.
أما الفصل الخامس “تونس.. إذا الشعب يوماً”. فتتحدث فيه الكاتبة عن الثورة التونسية والتي علمت بها في اليوم التالي لخروجها من المستشفى، بعد إجرائها للجراحة، ولكن من دون أن تعلم بأنها ثورة. فما وصلها أن هناك تظاهرات حاشدة في تونس. ثم تنتقل في فصلها التالي الى “مصر التي …”، متحدثة عن الثورة المصرية: ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. وتقول في الخصوص: “بدا غريباً أنها ثورة أُعلن موعدها على الملأ، ونُشر على المواقع الالكترونية مُسبقاً مع دعوة للناس للمشاركة”.
المؤلف في سطور
رضوى عاشور. روائية وناقدة وأستاذة جامعية مصرية. ولدت في القاهرة عام 1946. درست الأدب الإنجليزي في جامعة القاهرة.. حصلت على الماجستير في الأدب المقارن عام 1972، وعلى الدكتوراه في الأدب الإفريقي الأميركي من جامعة ماساتشوستس عام 1975. ومن أعمالها الروائية: سراج، ثلاثية غرناطة.
الكتاب: أثقل من رضوى.. سيرة ذاتية
تأليف: رضوى عاشور
الناشر: دار الشروق- القاهرة 2013
الصفحات: 393 صفحة
القطع: المتوسط
__________
*البيان

شاهد أيضاً

العتبات والفكر الهندسي في رواية “المهندس” للأردني سامر المجالي

(ثقافات) العتبات والفكر الهندسي في رواية «المهندس» للأردني سامر المجالي موسى أبو رياش   المتعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *