النص الشعري، الثورة المصرية، أوهام الاستقرار، القراءة الثقافية ومو يان
حرصت (الكلمة)، التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، على أن يأتي العدد الجديد (العدد 113 سبتمبر/ أيلول 2016) مواكبا لما يدور في الواقع العربي الذي تتوجه له بموادها المختلفة. فتفتح العدد بمقال يبدد بعض أوهام الاستقرار والتحقق التي تعتمد عليها كثير من النظم العربية، وآخر يتناول التحديات التي واجهت مطامح الشعب السوداني في العدالة والحرية، وثالث عن الوحدة المراوغة بين الكنائس المصرية. ويحتفي العدد بإنجاز ثلاثة من الشعراء الفلسطينيين الكبار الذين رحلوا، ولكن ليس قبل أن يحفروا اسم فلسطين كقضية العرب الأساسية في الضمير العربي؛ كما يهتم بإنجاز كاتب فلسطيني كبير رحل هو الآخر، ولكن ليس قبل أن يوثق معاناة شعبه تحت عبء الاستيطان الصهيوني البغيض. ويتسم هذا العدد بوفرة دراسات الشعر والنقد والرواية فيه، فينشر دراسة عن متاهة العنوان وتشتت الدلالة الناجمة عنها، ومقالا عن تفكيك النص الشعري، وآخر عن تحول الكومبارس بطلا في روايات مابعد الثورة المصرية المغدورة، ومقالا عن اهتمامات الرواية النسائية في الجزائر، وآخر عن تغلغل حراكية الواقع الافتراضي في النص الأدبي. ويهتم العدد أيضا بالدراسات النقدية، ويتناول عددا من كتب النقد المغربية، دون أن يغفل الاهتمام بما يدور في ساحة الأدب الأوسع في العالم فيقدم قراءة لأحد كتب الفائزة بجائزة نوبل للآداب هذا العام، وهو «صلاة تشيرنوبل» .
فضلا عن احتفاء العدد كالعادة بالمواد النقدية والنصوص الإبداعية ومراجعات الكتب، حيث قدم رواية جديدة من السودان هي الجزء الأول من ثلاثية روائية للكاتب السوداني المقيم في أمريكا، مع قصص من مختلف البلدان العربية. وباب شعر الذي قدم فيه عددا من الشعراء من مختلف البلدان العربية. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص ونقد وكتب ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.
وهكذا تفتتح الباحثة خديجة صفوت باب دراسات، بالبحث عن “التحديات التي تواجه الاشتراكية وأساليب النضال الشعبي” على ضوء المتغيرات التي انتابت عالمنا، فيما سعى الناقد باقر جاسم محمد الى تناول “متاهة العنوان وتشتت الدلالة” في واحدة من الروايات التي تموضع اهتمامها في سياق الكتابة النسوية، ويكتب الناقد شوقي عبدالحميد يحيى عن رواية “الكومبارس” في دور البطولة، وهو العمل الروائي الذي سعى للحفاظ على الجانب الإنساني، ويسعى الباحث بليغ حمدي اسماعيل الى تقديم قراءة تفكيكية لبعض نصوص صلاح عبدالصبور في دراسته “تفكيك النص الشعري”، ويكشف الناقد عبدالعظيم حماد في مقاله “الذين إذا حكموا دولة أفسدوها” الأوهام التي يتعلل بها نظام يوليو الفاشل في التشبث بحكم مصر، وتتوقف الباحثة بديعة الطاهري في دراستها “القراءة الثقافية للنص الروائي” سمات اقتراحية سردية تهتم بالجانب الثقافي للأعمال الروائية، ويسلط الباحث مجد بن رمضان في “مظاهر التوثيق في رواية إخطية لاميل حبيبي” ظاهرة التقاطع بين التاريخي والمتخيل في الرواية العربية.
في باب شعر نقرأ نصا شعريا جديدا للشاعر عبدالحق ميفراني “إنهم يقتلون الشمس”، كما يحتفي العدد بقصائد الشعراء: نجمة خليل حبيب، نمر سعدي، غمكين مراد، حسن العاصي، عبدالحق دهشي. ويحتفي باب سرد بنص جديد للكاتب سلام ابراهيم “الرفيق” يكشف فيه خبرته الأليمة في الحرب، كما نقرأ في رواية العدد “لاوطن في الحنين” للروائي أحمد ضحية رصد للتاريخ السوداني من خلال شخصيات معاصرة تعاني من صراعات أثنية ودينية. وتقدم الكلمة في هذا العدد نصوصا قصصية للمبدعين: حسن بارتي، حميد العقابي، ماهر طلبة، حسن بولهويشات، كاظم الحلاق.
في باب النقد نقرأ للشاعر نمر سعدي “قيثارة الوجع الإنساني” في تقديمه لبورتريهات تستعيد ثلاث هامات سامقة في الشعر العربي، ويقدم الناقد محمد الدوهو تحليلا لديوان شعري مغربي حيث تتجلى تيمة “كتابة الحضور والغياب”، ويكشف الباحث أحمد بلخيري عن “الكوميديا الصادمة والبحث عن الديمقراطية” في تقديمه للعمل الابداعي الجديد للمسرحي لحسن قناني، ويكتب الناقد ممدوح فراج النابي عن “الصبي سارق الفجل سيزيف صيني ساخر” وهو أحدث عمل ترجم للمتوج بجائزة نوبل مو يان، ويتناول الكاتب عيد أسطفانوس “الوحدة المسيحية.. الشعار المراوغ” مقاربا موضوع الوحدة بين أصحاب المسيحية المذاهب المختلفة في مصر، ويستعرض الكاتب الكبير الداديسي واقع “الرواية الجزائرية النسائية” وأهم موضوعاتها وعوالمها التخييلية، ويقدم الباحث عبدالإله محرير في مقاله “بين الثقافة والفكر واللغة” تأملاته حول العلاقة المعقدة بين الثقافة والفكر والهوية، ويتناول الكاتب عمر عتيق الكتاب الجديد الطالع من تجربة الكتابة عن العالم الافتراضي من خلال إطلالته النقدية على نصوص كتاب “فصول”.
في باب كتب، تقدم الناقدة شيرين أبو النجا “عزالدين نجيب يدمج اللوحة بالكلمة في إنجاز قصصي” وهي مجموعة تظهر مسحة السيرة الذاتية، ويكتب الشاعر محمد بودويك عن “قراءات للملتقي واسع التأويل إزاء النص الشعري” من خلال عتبات العناوين، فيما يراجع الكاتب محمود عبدالشكور “صلاة تشرنوبيل عندما توقف الزمن ليفكر” وهو الكتاب التي استخدم الواقع كي ينسج حكاية طويلة، وتقدم الكاتبة حفصة حريقة مراجعة لرواية “مسيح دارفور لعبدالعزيز بركة ساكن” النص الذي يأخذ القارئ الى عوالم ومواضيع لم يتطرف لها كثيرون، ويكتب الناقد خالد غزال عن مفهوم “آرند ليبهارت الديمقراطية التوافقية” متتبعا وصفه النموذج الأفضل لممارسة المجموعات الحق في المشاركة في السلطة، وتعود سارة ضاهر الى “مروان الغفوري وهو يروي ذاكرة اليمن حتى 1980” حيث شكّلت أحداث اليمن الّتي امتدّت بين عامي 1955 و1975 وصولاً حتى عام 1980، أو حرب «الجبهة»، زمن الرواية والسّرد في آن.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و”أنشطة ثقافية”، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net