خاص ( ثقافات )
مهرجان أفنيون، أين اختفى المثقفون؟، والموت والآخرة من منظور أنثروبولوجي
لندن- تستهل (الكلمة)، والتي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، عددها 102 لشهر أكتوبر/تشرين الثاني 2015 بتغطيتها السنوية المعهودة لمهرجان أفينيون المسرحي، وهي متابعة راصدة وشاملة بعين ناقدها ومحررها، مع التركيز على ما يخاطب عالمنا العربي فيه من ناحية، وعلى الإسهامات العربية التي نجحت في العرض به من ناحية أخرى. ويستقصي الباحث المغربي المرموق مآل المثقف اليوم في ظل التحولات المتسارعة التي شهدها العالم العربي، بينما تنهي الباحثة السودانية دراستها هذه المرة بتخصيص حيز مهم للصوص الأدب وزرايتهم بالسودان. ويقترح العدد الجديد من “الكلمة” حوارا مع أحد أبرز الانثروبولوجيين الذين اهتموا بموضوع الموت والآخرة، موريس غودوليي”. هذا الى جانب مقالات ودراسات عن القصة والرواية والصحافة الساخرة والمسرح، فضلا عن احتفائه كالعادة بالمواد النقدية والنصوص الإبداعية، حيث قدم رواية جديدة من العراق، وديوان شعري لشاعر فلسطيني. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي من شعر وقص؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.
في باب دراسات، يفتتح العدد الناقد الدكتور صبري حافظ، وضمن مشاهداته هذه السنة، بدراسة “أنا الآخر وسعي المهرجان الى الجمهورية الفاضلة” حيث يتابع محرر (الكلمة) تقاريره السنوية عن مشاهداته في مهرجان أفينيون المسرحي، وتأمل ما تطرحه علينا استقصاءاته من قضايا وكشوف يستفيد من إضاءاتها عالمنا العربي، وقد وقعت الكثير من أحلام حراكه العربي في أحابيل ألاعيب الثورة المضادة، وعاد من جديد للمعاناة من القهر وانسداد الأفق أمام أجياله الشابة، وتكشف الناقد العراقية بشرى البستاني في “شعرية التجريب بالتداخل” كيف أصبح التجريب بين اللغات والتناصات أداة التجسيد الشعري، وتؤكد الباحثة الفلسطينية نجمة خليل حبيب في دراستها “الفلسطينيون في استراليا” أن فكرة فلسطين التي صاغها الفلسطينيون من تجربة الاقتلاع والنفي أبقت فلسطين حية، فيما يرصد الباحث المغربي يحيى بن الوليد، في دراسته “أين اختفى المثقفون؟”، عددا من الأسئلة الجوهرية حول الثورة والثورة المضادة فيما يجرى للحراك العربي، يموضعها في سياق منهجي وإطار نظري جدير بالتأمل تبدأ من سؤال العنوان ولا تنتهي بالأسئلة الختامية المفتوحة، في القسم الثاني والأخير “لص الأدب المحترف بامتياز” تكمل الباحثة السودانية خديجة صفوت دراستها كاشفة عن أحد أنماط لصوص الأدب وزرايتهم بالسودان وثقافته، ويكتب الباحث محمد رشيد السعيدي عن “الشكل باعتباره موضوعا”، فيما يكشف الناقد محمود قاسم عن “أدباء ضد الطغاة” ودور نصوصهم في الأدب المعاصر.
وتقدم الكلمة في عددها الجديد ديوانا جديدا من فلسطين للشاعر نمر سعدي موسوم بـ”أوجاع نثرية: حبق مضاف للقلب”، وهو أقرب الى نصوص قصيرة وتأملات في الكتابة الشعرية، ونقرأ في العدد قصائد للشعراء: محمد عيد ابراهيم، عبدالله سرمد الجميل، صالح لبريني، سليم صيفي، كريم بلال، عصمت العصمان. ويقترح باب السرد رواية أخرى من العراق “متاهة آدم” للروائي برهان شاوي، حيث يبحر في متاهة الحياة والأسئلة الفلسفية، كما نقرأ نصوصا للمبدعين: لؤي عبدالإله، محسن الرملي، ميسلون هادي، عبدالهادي سعدون، ضياء جبيلي، مرتضي كزاز، صلاح زنكنة.
ويفتتح باب النقد الناقد محمد أنقار يقتفي خلالها “صورة الكاتب في شبابه”، ويفكك سلامة كيلة تكوين الإخوان المسلمين الطبقي في “عن طبيعة الإخوان المسلمين والتحالف معهم”، ويحاول سعيد بوخليط الإجابة على سؤال “سلمان رشدي: هل اغتالته “رمزيا” آيات شيطانية؟”، ويتناول حمزة رستناوي “مفهوم المصلحة من البرغماتية الى المنطق الحيوي”، ويترصد بليغ حمدي اسماعيل “التاريخ الإسلامي: في انتظار كونشرتو غائب”، ويكتب كريم الطيبي “مقدمة في المذهب الرومانسي الغربي” وفضله في فتح باب التجديد، أما تامر فايز فيتناول “فلسفة النقد: قراءة في التمثل الثقافي وتلقي الأنواع الأدبية الحديثة” في قراءة لمنجز سامي سليمان، ويستقرأ صالح لبريني تجربة صلاح بوسريف الشعرية في “أفق الكتابة: قراءة في ديوان “شرفة يتيمة”، وفي “فاصل ونعود” ينشد الكاتب عيد أسطفانوس فاصلا ليأوي إليه بعيدا عن شظف اليومي، ويرى الكبير الداديسي أن الصورة أضحت وسيلة تعبير فعالة في مقاله “صورة الطفل في الحرب أيلان نموذجا”، ويؤكد سامي الجمعان على أهمية التوصيات في المؤتمرات الثقافية لكن، الكارثة هي “مابعد التوصيات!”، ويلملم ابراهيم عثمونة في “كان يساريا على ساحل المتوسط” “نعوة اليسار”، فيما يكتب خليل مزهر الغالبي على “القصيدة الجادة وسيمياء طقوسها الشعرية”.
ويتناول الباحث السوري محمد عيد الخربوطلي في باب علامات، “الصحافة الهزلية الساخرة في دمشق”، تاريخها وأثر امتداد الغرب نحو البلاد العربية في ظهورها، إضافة لأثر انفتاح الشرق العربي نحو الغرب في انتشارها. وتحت عنوان “الموت والآخرة من منظور أنثروبولوجي” يستضيف باب مواجهات “موريس غودوليي” أحد أبرز الانثروبولوجيين الذين اهتموا بموضوع الموت والآخرة. وأنجز بخصوصه أبحاثا ميدانية هامة. ويفتتح شوقي عبدالحميد يحيى باب كتب بتتبع “الثورة المصرية في “تاكسي أبيض”، بينما يرصد عبدالعزيز ابراهيم “بنية السرد في رواية حياة ثقيلة”، ويقارب محرر الكلمة عبدالحق ميفراني ديوان “كمائن الود”، فيما يكتب محمد عبدالوهاب الشيباني عن “ستيمر بوينت” أو حين تساوت رائحة البارود بالكحول”، وتقرأ صونيا عامر رواية “زحف الأزقة”، بينما يذكرنا خالد التوزاني ب”الرحلة المقدسة في كتاب إكسير الحقيقة”، وينهي محسن صالح باب كتب بقراءة “الزخم الإبداعي في “النوم مع الغرباء”.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و”أنشطة ثقافية”، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.