اليمن للعام الثاني بلا صُحف ومجلات وكُتب

صنعاء –  للعام الثاني مازال اليمن بلد بلا صحف ومجلات؛ فبعدما كان يصدر في اليمن أكثر من مئة إصدار صحافي دوري، ويتم توزيع مثله من الإصدارات الصحافية العربية والدولية؛ لم يعد يصدر سوى بضعة إصدارات بينما لم يعد يدخل البلد أي إصدار صحافي عربي.

كما توقفت طباعة الكتاب بنسبة كبيرة؛ فالناشر الوحيد في البلاد الذي ازدهرت على يديه طباعة الكتب الإبداعية في العقدين الأخيرين (دار عبادي للنشر) توقف عن الإصدار منذ انطلاق الحرب في مارس/آذار 2015.
ويؤكد نبيل عبادي مدير الدار لـ«القدس العربي»: «لم نصدر كتاباً واحداً لأن الوضع في البلد يجعلنا غير قادرين على مواجهة تداعياته».

وبناء على ذلك جاء العامان الأخيران ليشكلا أسوأ الأعوام في تاريخ الكتاب اليمني مقارنة بما شهده في العشر السنوات الأخيرة، ليقتصر حالياً على ما تتم طباعته خارج البلاد في دور نشر عربية آخرها رواية «مسامرة الموتى» للروائي الغربي عمران والصادرة ضمن سلسلة روايات الهلال. على الصعيد الصحافي توقفت كل الإصدارات الصحافية الحكومية والحزبية والأهلية وكذا توقف توزيع الإصدارات الصحافية الخارجية، ولم يعد يصدر من كل الإصدارات المحلية سوى بضعة إصدارات تعبر عن سلطات الأمر الواقع؛ وبالتالي انقطعت صلة القارئ اليمني بالصحافة باستثناء علاقة (غير موثوقة) بالصحافة الإلكترونية المحلية لاعتماد معظمها على الشائعات والتسريبات السياسية الموجهة في أخبارها بهدف اجتذاب القارئ أو خدمة طرف سياسي معين، ويعيب عليها القارئ، هنا، عدم التزام الحيادية فيما تنقله، وانقسامها بين أطراف النزاع بتطرف إلى حد ما. وعلاوة على ذلك فإن سلطة الأمر الواقع بصنعاءعملت على حظر معظم المواقع المحلية والعربية والأجنبية التي تختلف معها؛ ما جعل القارئ على (علاقة جيدة) بما يعرف بـ«بروكسيات» كسر الحظر. وبمقارنةُ وضع المشهد الصحافي قبل الحرب وخلالها نجد بوناً شاسعاً تردت فيه حرية التعبير وتراجعت إلى هامش ضيق جداً تسبب باعتقالات واسعة لعدد من الكُتّاب والصحافيين وملاحقة وتهديد عددٍ آخر وهجرة آخرين، فيما توقف نشاط معظم المؤسسات الصحافية الحكومية والبقية لم يُعد منها سوى مواقع إلكترونية حيث توقف أكثر من عشرين أصدار صحافي حكومي في صنعاء وتعز وعدن والمكلا ومحافظات أخرى كانت تصدر إصدارات أسبوعية أو شهرية بأسماء المحافظات. كما توقفت كل الإصدارات الصحافية الحزبية باستثناء صحف المؤتمر الشعبي العام وحركة الحوثيين، بالإضافة إلى توقف كل إصدارات الصحافة الأهلية باستثناء أربع صحف تابعة لمقربين من أصحاب النفوذ في صنعاء وعدن وذلك من أصل عشرات الإصدارات الصحافية اليـومية والأسبوعية والشهرية والفصـلية.

كما توقفت كل الإصدارات الصحافية والكتابية التي كانت تصدر عن الجامعات والجمعيات والمنظمات المدنية والمراكز البحثية وبناء عليه تراجع نشاط المطابع ودخلها. وتراجعت أنشطة المكتبات والأكشاك والباعة الجائلين الذين كانوا يعتمدون في دخـولهم على بيع الصحف والمجلات والكتب، وقبل ذاك تـراجعت دخول الصحافيين والكٌتَّاب وانتشر الفقر في أوساطهم بدرجة لافتة. كما تسبب هذا الوضع في توقف نشاط كل شركات ودور التوزيع التي كانت تعتمد في نشاطها على توزيع الإصدارات الصحافية والكتب الخارجية وما بقي منها اضطر إلى إعادة توزيع الإصدارات القديـمة من الـكتب والمـجلات وبيعها بأثمان مخفضة.
_____
*القدس العربي

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *