المغرب- استعمل المترجم ريجنالد هوراس بلايث عبارة “هايكو العالم” في وقت مبكر للتعبير عن إمكانية كتابة هذا النمط الشعري بلغات غير اليابانية، ورصد تردداته في شعريات عالمية مختلفة. ترددات أخذت أشكالا وأساليب في كل شعر عالمي وفق خصوصيته الفنية ورهانات شعرائه في سياق تطور مدارهم الشعري اللغوي والتاريخي والجمالي.
ويأتي كتاب “مختارات من هايكو العالم” الذي أعده عبدالقادر الجموسي بمشاركة كل من إدريس عيسى، وبانيا ناتسويشي، وديبوراه كابشان، ومي مظفر، ورجاء مرجا، وأحمد لوغليمي، وجمال الجزيري، ومراد الخطيبي، وزيلفي سيميونديس، إسهاما في تقارب ثقافي أكبر، بين كتاب الهايكو من مختلف الجنسيات، فيقدم مختارات من نصوص لشعراء ينتمون إلى جغرافيات شعرية مختلفة، لكنها تتكلم جميعها بصوت الشعر الذي لا توقفه حدود الجغرافيا ولا التميزات اللغوية أوالمرجعيات الفكرية المتباينة جدا أمامه.
تضم هذه الأنطولوجيا الصادرة عن مؤسسة الموكب الأدبي بوجدة المغربية، نصوصا لشعراء وشاعرات من اليابان والمغرب والبرتغال والعراق وإيطاليا وبلغاريا والأردن ولتوانيا والدنمارك وتونس. أصوات تعكس مدى حضور الهايكو وتردداته في شعريات العالم المتعددة، وتبرز قدرة هذا النمط الشعري، المفرط في الدقة والرهافة، على التعبير عن خصوصيات الشعراء وفرادة رؤاهم وأساليبهم الشعرية.
والشعراء المشاركون في هذا الكتاب بقصائدهم هم بانيا ناتسويشي وبول ليل وعبدالكريم كاصد وسامح درويش وسايومي كاماكورا وروماني تزيراسيسكي وإدريس عيسى ومحمود الرجبي وزلاتاكا تيمينوفا ويوليوس كليراس وكازيمورو دو بيرتو وهدى حاجي وبشرى البستاني وعبدالقادر الجموسي. قدموا مختارات من نصوصهم مختلفة الجنسيات والتي توحدها راية الهايكو كشعر عالمي قادر على جمع كل اللغات والشعريات في اتجاه واحد هو عالمية أو كونية الشعر.
وفي المحصلة النهائية، يظل هذا العمل منجزا جماعيا ساهم فيه العديد من الشعراء والمترجمين والباحثين الذين تعهدوا نصوصه بالترجمة والمراجعة والتدقيق والتعديل، غايتهم المشتركة هي تقديم أفضل ما لديهم من ملكات، متحيزين للكلمة الجميلة وجدوى الشعر في صوغ وجدان الإنسان وشرعية الحلم المشترك بعالم أفضل.
_____
*العرب