بيروت- أثار قرار لجنة تحكيم جائزة وزارة الثقافة اللبنانية للرواية حجب الجائزة هذا العام 2016، سجالاً في الأوساط الأدبية والإعلامية، وهو سجال تحتاج إليه بيروت اليوم وكذلك الحركة الروائية الراهنة. وبدا قرار لجنة التحكيم جريئاً ولافتاً، فهو حسم الأمر ولم يغض النظر عن ضعف الروايات التي تقدّمت للجائزة. ولعل هذا ما منح الجائزة مزيداً من الصدقية. الجائزة حجبت عن فئة الروائيين المكرّسين الذين بلغ عددهم السنة العشرين، لكنها منحت في فئة الروائيين الناشئين وفازت بها الكاتبة الشابة باسكال صوما عن روايتها المخطوطة «أسبوع في أمعاء المدينة»، وتبلغ قيمة الجائزة خمسة ملايين ليرة لبنانية (3300 دولار)، وتضاف إليها ميدالية وشهادة من الوزارة علاوة على طبع الرواية في ألفي نسخة، توضع ألف منها في عهدة الوزارة لتوزيعها على المكتبات العامة والجامعات والمدارس.
أما من يطلع على أسماء الروائيين الذين ترشحوا لجائزة المكرسين هذه السنة، فهو سرعان ما يؤيد قرار حجب الجائزة. فمعظم الروائيين المرشحين ليسوا من المكرسين بتاتاً، بل يمكن اعتبارهم مبتدئين وهم غير معروفين في المعترك الروائي عموماً، ما خلا اسمين أو ثلاثة. غير أن الروائية فاتن المر التي رشحت روايتها «حدثني عن الخيام» الصادرة عن دار الآداب، كان ورد اسمها في اللائحة الطويلة لجائزة البوكر العربية عن روايتها «الخطايا الشائعة» عام 2011. ومن الأسماء المرشحة: عماد علي حمزة، رندلى جبور، غادة بو علوان، هند مطر، منى قيسي، مريم شمص، دريد عودة… أما لجنة التحكيم فمن أعضائها: يمنى العيد (الرئيسة)، ميشال معيكي (أمين السر)، جورج دورليان، لطيف زيتوني، ديزيره سقال، عبدالمجيد زراقط، سميرة أغاسي، ووجيه فانوس رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين.
أما الرواية المخطوطة الفائزة فتقول عنها صوما: «تدور أحداث الرواية في مكان اسمه «أمعاء المدينة»، له طقوسه وطريقة عيشه وجوّه الخاص. الشخصيات متعددة وغريبة جداً. الرواية محملة بالرموز، وتتأرجح بين الخيال الجامح والالتصاق الشديد بالواقع والحقيقة. تعبرالأحداث عن الحياة الداخلية لسكان المدن، أو الحياة غير المعلنة التي تحدث من دون ضجيج، في الداخل الذي ليس له شكل وهوية محددة، من هنا أتت التسمية «أمعاء المدينة». الرواية مثقلة بخيبات أبطالها ومجريات يومياتهم غير الاعتيادية. هو أسبوع كامل في هذا المكان المسمى «أمعاء المدينة». يبدأ الخميس وينتهي الخميس الذي بعده، أيام مليئة بالمفاجآت غير المتوقعة. فالمكان ونوع الشخصيات وطريقة الحياة، تبدو كلّها جديدة على القارئ. شخصيات الرواية ليست كلها من لحم ودم، إذ هناك عناصر كثيرة تلعب أدواراً وتعبّر عن نفسها ولها مكانتها في الحدث. لذلك الرواية من صنع الخيال بقدر ما هي وليدة الواقع، إذ تصنع من الخيال رمزاً للواقع».
______
*الحياة