“المسلمون في مهب الإرهاب” للإماراتي عبد العزيز المطوع



خاص ( ثقافات )
صدر حديثا كتاب فكري جديد للباحث الإماراتي عبد العزيز المطوع الذي سبق له أن أصدر عدة مؤلفات فكرية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نذكر منها : ” العولمة والمسيح الدجال ” ، و” الخليج بعد النفط ” ، و” الربيع الأسود ” ، ” صهيل الخندق الأخير”.
عن كتابه الأخير يقول المؤلف المطوع :
في المسافة الواقعة بين نظرية المؤامرة وبين مبدأ القابلية للاستعمار، يكاد الهمُّ الإسلامي يختزل كل مبرراته ومسبباته ونتائجه ، بكل جدارةٍ ، داخل نطاق هذه المسافة المتخمة بالمتنافرات والمتجاذبات؛ وبقدر ما في النظرية و المبدأ من الحقيقة أو الوهم، وما فيهما من المبالغة أو المعقول، و من الوقتية أو الديمومة، فإن ما يشهده الواقع الإسلامي هو نتيجةٌ طبيعيةٌ ومحصِّلةٌ منطقيةٌ لهزلية هذه الجدلية التي تؤيدها معطيات الجمود والتطرف والانفعال الفكري أكثر مما تؤيدها معطيات المنهجية والموضوعية العلمية والعمل الانتاجي؛ ولذلك فإنه كلما أنكر أنصار نظرية المؤامرة وقوعهم تحت تأثير مبدأ القابلية للاستعمار، أو أنكر أنصار مبدأ القابلية للاستعمار وقوعهم تحت تأثير نظرية المؤامرة، تفاقم المأزق، و تضاءلت فرص الخلاص والخروج ، و تباعدت مسافة الهدف، واستطال زمن التيه؛ وتحت تداعيات هذه المضاهاة العبثية ،فإنه دون التحلي بالشجاعة وبالمصداقية لإزالة هذا الغبش الفكري والنفسي، فإن الأمة الاسلامية لن تدرك لحظة التمكن من إتمام عملية التضافر والتوليف بين طاقة الإيمان وطاقة المعرفة وطاقة العمل كشرطٍ من شروط النهوض.
لهذا كان المسلمون في مهب الارهاب مطالعةً نازفةً لتأزُّم المشهد الإسلامي بين التسطيح والتعقيد في معركة الكينونة، وهو يتأرجح بين مصير البقاء بالأحلام والتقوقع، وبين مصير الانصهار في بوتقة الاستسلام والتقليد؛ وكان هذا الكتاب محاولةً لمحاكمة الواقع قبل التعامل معه، بالتوازي مع استكشاف القدرات الكامنة في المنهج الإسلامي على التأثير في الجماهير الإسلامية؛ وكان هذا الكتاب مناقشةً متحشرجةٍ لاستنهاض الهوية الاسلامية للتخلص من تأثيرات التيارات الفكرية والإيديولوجية والثقافية التي تساقطت كل أقنعتها التجميلية، من خلال الانفتاح على حقيقة التأثيرات التضليلية الخادعة التي حوَّلت اهتمامات أجيال هذه الأمة وطاقاتها من الرباني إلى البشري ومن الجوهري إلى الشكلي ومن العلمي إلى المعلوماتي؛ وكان هذا الكتاب فرصةً لتمرير فكرة القابلية التجددية للمنهج والقابلية التواؤمية مع امتدادات الواقع، والقابلية الابداعية لصياغة الحلول والتطبيقات المستنبطة منه بطريقة ٍمتناغمة مع معطيات العصر، وبطريقة فعالةٍ لمعالجة أزمات المجتمع الإسلامي.
وبهذا يكون المسلمون في مهب الارهاب محاولةً تذكيريةً بفكرة البرنامج التغييري، أو إعادة تنشيطٍ للذاكرة الإسلامية بفكرة المشروع الحضاري من خلال إلقاء شيءٍ من الإضاءة على أشرس تحديات المشهد التاريخي؛ وهو محاولةٌ استفزازيةٌ لتحفيز الإرادة الإسلامية الخامدة باتجاه الخروج من مأزق السكون والضياع ببصيرةٍ أكثر استشرافًا للمستقبل، وهم ايضا محاولة لتفعيل مهارات التفكير في آليات الخروج من مأزق الحركة العبثية بحركةٍ أكثر إنتاجيةً في فضاءٍ أوسع من الحرية.
المسلمون في مهب الإرهاب هو مشروع استثارةٍ للتخلُّص من الثقوب الثقافية والفكرية والأخلاقية الكثيرة التي تستنزف طاقات المجتمعات والجماهير الإسلامية، وتشتت رؤيتها المستقبلية، وتعطل حركتها باتجاه تقمُّص روح التحرر والتغيير والتجديد والأصالة والنهوض، والتي تحول بينها وبين كل محاولاتها الجادة لإثبات الذات من خلال استرداد الهوية والثقافة والجذور الإسلامية، مثلما نجحت هذه الأمة من قبل في التفوق على مشكلاتها وأزماتها ، وفي ابتكار وجوهها وتجاربها الحضارية المتميزة على امتداد التاريخ.
يقع المجلد في 600 صفحة من القطع الكبير.

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *