الكتابة بلغة أخرى.. لعنة اللغة الأم



*كتابة وترجمة: ميادة خليل


“أريد أن أسبح إلى الضفة الأخرى من البحيرة الصغيرة. إنها ليست كبيرة حقاً، مع هذا يبدو لي الشاطئ بعيد جداً، لا يمكنني الوصول إليه. أعرف أن وسط البحيرة عميق جداً، مع أني أستطيع السباحة، أخاف أن أبقى في المياه لوحدي، دون أي مساعدة”.
جومبا لاهيري
ما هي مشاعر الكاتب وهو يكتب بلغة أخرى غير لغته الأم؟ لغة تعلمها في الكبر، باختياره أو مجبراً على ذلك، هل يشعر بالغربة أيضاً وهو يحوّل الكلمات من لغته الأم الى لغة أجنبية؟ أم أنه لا يحتاج الى هذا التصور لتمكنه من اللغة الجديدة!. هل كان يكتب من قلبه أم من عقله؟ حسب تعبير أليف شافاك التي قالت إنها “تكتب بقلبها عندما تكتب بالتركية، وبعقلها عندما تكتب بالإنكليزية”. هل هو كاتب ساذج أم حساس؟ حسب تصنيف أورهان باموك..؟

على مدى صفحات كتاب جومبا لاهيري الأخير “بكلمات أخرى” الصادر عام 2015 اتضحت لي الصورة أكثر. وأنت تقرأ هذا الكتاب تشعر بصراع لغة الأم مع عدوها الجديد، “اللغة العدو” كما أطلقت عليها أغوتا كريستوف في كتابها “الأمية”. صراع ما هو جديد متغيّر مع ما هو قديم وراسخ. اللغة الجديدة العدوة للغة الأم.

الكتاب الأول الذي اشترته باللغة الإيطالية كان القاموس، كان ذلك في عام 1994 من محل “ريزولي” للكتب في بوسطن تمهيداً لزيارتها الاولى الى فلورنس مع أختها، كانت لاتزال طالبة ولديها القليل من المال. ظل هذا القاموس الصغير ــ بحجم صابونة كما تصفه الكاتبة ــ في حقيبتها دائماً، أو على طاولة سريرها حتى انتقالها للسكن في روما. تفككت أوراقه وتلف غلافه الأخضر من الاستخدام: “أشعر مع القاموس كما لو أني مع أخي أو أختي أكثر من أمي وأبي […] لايزال مليئاً بالألغاز. هذا الكاتب الصغير ظل أكبر مني دائماً”.
عشرون عاماً في دراسة اللغة الإيطالية وصفتها لاهيري بأنها “كما لو كنت أسبح في تلك البحيرة”. تسبح في بحيرة اللغة التي عشقتها وتعلمتها بحب، وبصبر وإصرار وهدف محدد: أن تكتب باللغة الإيطالية. كانت تحمل معها دفترها الذي تدون فيه الكلمات الجديدة أينما تذهب. تقرأ الكتب الإيطالية، الأدب الإيطالي لعشرين عاماً، كانت تفعل هذا كل يوم. “عندما تحب تريد أن تظل حياً الى الابد […] القراءة باللغة الإيطالية منحتني شغفاً مماثلاً. لا أريد الموت، لأن الموت يعني أن هناك نهاية قادمة لاكتشافي اللغة. لأني سوف أتعلم كل يوم كلمة جديدة. وبهذا سوف يظل الحب الحقيقي الى الأبد”. وبدأت الكتابة باللغة الإيطالية، من دفتر يوميات عادي تدون فيه جمل قصيرة الى كتابة القصص القصيرة.

قبل أن تنتقل للعيش في روما بستة أشهر تخلت عن الكتابة والقراءة باللغة الإنكليزية. تكتب باللغة الإيطالية فقط في محاولة كتابة رسالة الى صديقة في مدريد، أو رسالة إلكترونية إلى مدرسة اللغة الإيطالية. أعدت هذه الخطوة “انفصال رسمي” من لغتها الأساسية. كان ذلك في عام 2003. “أكتب باللغة الإيطالية بلا أسلوب، بطريقة بدائية. عن كل شيء يقلقني. لا أملك سوى النية، مع ثقة عمياء لكن مخلصة لأكون مفهومة وأفهم نفسي”.

تعلمت الإيطالية في أمريكا على يد ثلاث مدرسات خاصات، كن يأتين إلى منزلها وتكونت معهن ـــ خاصة مدرستها الفينيسية آخر من علمها الإيطالية في بوسطن ــ علاقة صداقة ظلت حتى بعد انتقالها بشكل نهائي الى إيطاليا. لكن ما هو الدافع الذي جعلها تترك لغتها الإنكليزية التي تشعر من دونها “بالضعف” كما قالت؟ “قبل أن أصبح كاتبة كنت أفتقد الى هوية واضحة ومفهومة. عن طريق الكتابة شعرت أني قد نجحت. لكن عندما أكتب بالإيطالية لا أشعر بذلك”. ورغم ذلك اختارت هذا الطريق الصعب المرهق “ربما لأني مع الإيطالية لدي الحرية في أن أكون غير مثالية”.
فكرت لاهيري كثيراً في العلاقة بين الحرية والقيود، وهي ذات العلاقة مع الكتابة بلغة لا تتقنها، مغامرة قررت خوضها حتى النهاية “أدركت أن رغبة الكتابة بلغة جديدة نشأت من نوع من اليأس. أشعر أني معذبة مثل راهب جيوفاني فيرغا”. ظلت تبحث عن جواب لسؤالها الذي تكرر على صفحات الكتاب: لماذا أكتب بالإيطالية؟ أظن أن هذا السؤال هو مفتاح هذا الكتاب بأكمله، والدافع لكتابته. “منذ طفولتي وأنا أنتمي الى الكلمات. ليس لدي ثقافة واضحة أو وطن. لو لم أكتب، لو لم أتعامل مع الكلمات، سوف أشعر أني غير موجودة على الأرض”.

المستحيل
“أكتب عند أطراف اللغة، مثلما كنت دائماً عند أطراف الثقافة والبلد الذي أعيش فيه”. الكثير من المفردات ظلت صعبة بالنسبة لها، مع صعوبات اللغة الأخرى، حروف الجر، الأزمنة، استخدام الاسماء وغيرها. ناقشت في الكتاب بعض المفردات وصعوباتها. “أعرف أن من المستحيل السيطرة بشكل كامل على لغة أجنبية”. المستحيل الذي كانت في موازاة معه طوال حياتها. بنت لمهاجرين بنغاليين، في المنزل كان عليها إتقان اللغة البنغالية دون لكنة أجنبية حتى ترضي والديها وقبل كل شيء لكي تشعر أنها ابنتهما تماماً. لكن هذا كان مستحيلاً، لأنها كانت تريد أن ينظر لها والداها على أنها أمريكية. “لم أكن متجذرة في الأرض، كنت أسبح في الهواء. لدي جانبين كلاهما غامض. القلق الذي شعرت به، والذي لازلت أشعر به منشأه فكرة أني غير مناسبة، أني محبطة”. وأن تكون مثالية نقيضها هو الكتابة “أكتب منذ طفولتي لأنسى عيوبي، لأختبأ وراء خلفية الحياة”.

في مهرجان الأدب في كابري ترجمت كلمتها إلى الايطالية بنفسها، وألقتها بكل ثقة على الحضور، رغم أن منظمي المهرجان اقترحوا عليها إلقاء كلمتها بالإنكليزية. على يسارها كان النص الإنكليزي وعلى يمينها الإيطالي. وبعد ذلك كان لها حديث بحضور مترجم مع كاتبيين إيطاليين، لكنها ظلت تتحدث بالإيطالية. “أريد أن أحمي لغتي الإيطالية، أضمها بين ذراعي كطفل رضيع. أريد أن أدللها”.

بعد عام على سكنها في إيطاليا عادت الى أمريكا في زيارة وشعرت أن اللغة الإنكليزية التي تعلمت بها الكتابة والقراءة أصبحت غريبة عنها. “من لا ينتمي الى مكان محدد، لا يمكنه العودة الى أي مكان. مفاهيم المنفى والعودة تفترض ضمناً مكان النشأة، الوطن. بلا وطن ولا لغةِ أم حقيقية تجولت في جميع أنحاء العالم، حتى وأنا أجلس خلف مكتبي. أدركت في النهاية أن لا وجود لمنفى حقيقي، بل على العكس من ذلك. حتى أنا نفسي منفية من تعريف المنفى”. عادت من رحلتها الى أمريكا بشوق الى روما “للتغزل” باللغة الإيطالية من جديد.
الجدار
في عامها الثاني في روما ذهبت مع عائلتها الى ساليرنو، وفي مركز قديم وجدت ملابس مناسبة لأطفالها، دخلت مع ابنتها المحل، وتحدثت مع البائعة طويلاً بالإيطالية، إيطالية جيدة جداً، بعد بعض الوقت دخل زوج لاهيري المحل، زوجها أمريكي ملامحه توحي بأنه إيطالي، تبادلا بعض الكلمات بالإيطالية، زوجها لم يقل إلا بعض الكلمات: “نعم، جميل، سنرى”، زوجها يتحدث الإسبانية بطلاقة، لذا تميل لكنته الى الإسبانية، لكنه على أي حال لا يتحدث الإيطالية مثلها. عند دفع ثمن الملابس التي اشتروها من المحل سألتها البائعة: “من أين أنتم؟” فشرحت لها لاهيري أنهم من نيويورك ويسكنون روما. عندها قالت البائعة: “لكن زوجك إيطالي بالتأكيد. إنه يتحدث بطلاقة، دون أي لكنة”. وعند هذه الحادثة توقفت لاهيري طويلاً؟ وتوقفت معها أنا أيضاً، كم تغيّر ملامحك نظرة الناس لك؟ كيف يمكن أن تتغير هذه النظرة لمجرد اللون والمظهر؟ البائعة لم تسمع لاهيري، رأتها فقط. “هذه هي الحدود التي لن أستطيع تخطيها أبداً. الجدار الذي ظل قائماً بيني وبين الإيطالية، مهما تمكنت من تعلمها بشكل جيد. مظهري”. كانت تريد أن تصرخ في وجه البائعة وتقول لها: “أنا من يتحدث الإيطالية، أنا من تعلم لغتكم لعشرين عاماً، أنا من أحببت بلدكم ولغتكم وقرأت أدبكم، أنا، ليس زوجي”. حتى عندما تسأل أي سؤال بسيط بإيطالية ممتازة يكون الرد غالباً: “Non ho capito” (لا أفهمك). “هم لا يفهمونني لأنهم لايريدون أن يفهموني. لا يريدون أن يفهوني لأنهم لا يسمعونني، لا يتقبلونني. هذا هو عمل الجدار. إذا لم يفهمني أحد يمكنه تجاهلي، عندها لا يحتاج أن ينظر لي. هؤلاء الناس ينظرون لي، لكنهم لا يرونني”. هم لايقدرون المجهود الذي بذلته في تعلم لغتهم، بل يزعجهم ذلك، على حد تعبيرها. “هذا الجدار سوف يظل قائماً الى الأبد”.
حتى في كالكوتا، بلد والديها، كان هذا الجدار موجوداً بينها وبين أفراد عائلتها. ينظر لها هناك على أنها أجنبية. “أنا أكتب لأحطم هذا الجدار، لأعبر عن نفسي بطريقة نقية. عندما أكتب، اسمي وشكلي غير مهمين […] عندها أكون غير مرئية. أصبح كلماتي، وكلماتي تصبح أنا”.
المثلث، الشكل الذي يربط اللغات الثلاث التي تعرفها مع بعضها، بدا واضحاً لها مع اللغة الإيطالية. في المدرسة كان عليها أن تترك البنغالية في المنزل، ومنذ دخولها المدرسة بدأ الصراع بين لغتها الأم والإنكليزية، لغة المجتمع الذي تعيش فيه. عندما تتحدث الإنكليزية تشعر بضياعها عن والديها والانفصال عنهما. اللغة الإنكليزية بالنسبة لهما كانت لغة أجنبية، دخيلة على حياتهما وحياة أبناءهما. “عندما أتكلم بالإنكليزية، أجد لنفسي مساحة أشعر فيها بالانعزال، حيث لا أتمتع بحمايتهما”. عندما كانت طفلة كانت تترجم لوالديها الكثير من الكلمات كأنها بالغة، وتدافع عنهما أحياناً عندما يتعامل معهما الاخرين على أنهما لا يستطيعان التكلم بالإنكليزية بسبب لكنتهما الواضحة “أريد أن احميهما” تحميهما من الغرباء، من يقفون دائماً على الجانب الآخر من الجدار. تعلمها الإيطالية أكمل هذا المثلث، البنغالية والإيطالية ضلعين ضعيفين في المثلث ولغنكليزية هي الضلع الأقوى. لغتها الأولى هي المنشأ، ولغتها الأخيرة هي الغاية، الهدف، النهاية. “أرى المثلث كما لو أنه إطار صورة. وهذا الإطار فيه صورتي. هذا الإطار يُعرّفني، لكن ماذا في داخله؟ طوال حياتي أردت أن أرى شيء ملموس داخل هذا الإطار”. بسبب هويتها المزدوجة كانت ترى الصورة غير واضحة، ما تراه كان صورة ضبابية، فراغ. “جئت من هذا الفراغ، من عدم الثقة. أظن أن هذا الفراغ كان منشأي وقدري في نفس الوقت. من هذا الفراغ وانعدام الثقة خرجت رغبتي في الإبداع. الرغبة في ملأ إطار الصورة”.
التحوّل
كانت في لندن مع خمسة كتّاب عندما وجه لها السؤال التالي: ما هو كتابك المفضل؟ عادة كانت تتردد في الإجابة عن هذا السؤال ولكن ظهر في مخيلتها كتاب أوفيديوس “التحولات” الذي تعده من أعظم النصوص الأدبية، وقرأته بالإيطالية بالطبع “القراءة بلغة أجنبية هي الطريقة الأكثر حميمية في القراءة”. والكتابة بلغة أجنبية كانت بمثابة هروب من تحولاتها اللغوية، الاستعارات الأولى، كانت تريد أن تنفصل عنها، وتحرر نفسها. “عن ماذا نبحث عندما نقرأ رواية، نشاهد فيلماً، نستمع الى الموسيقى؟ نحن نبحث عن شيء ينقلنا من مكان الى آخر، شيء لم ندركه من قبل. نريد تحويل أنفسنا، مثلما حولتني تحفة أوفيديوس الى شخص آخر”. الكتابة منحتها فرصة أن تختبئ في شخصياتها، لتتغير من شخصية الى أخرى. “أنا ابنة أم لا تريد تغيير نفسها أبداً”.
التحول الكامل كان مستحيلاً، يمكنها أن تكتب بالإيطالية، لكنها لن تصبح كاتبة إيطالية. “أشعر أني في أمان أكثر عندما أكتب بالإيطالية، مع أني أصبح مكشوفة أكثر”.
رغم أن كتابتها بالإيطالية تشبه “الخبز بلا ملح” لكنها كتبت بهذه اللغة وواجهت كل الانتقادات التي توجهت لها حول كتابتها بالإيطالية. القصة الأولى التي كتبتها بالإيطالية ــ وهي من ضمن فصول الكتاب مع قصة أخرى “الشفق” ــ اسمها “التغيّر” عن مترجمة تريد أن تصبح شخصاً آخر، أن تصنع نسخة أخرى منها كما تغير النص من لغة الى أخرى. وذكرت لاهيري في نهاية الكتاب أن القصتين عنها، عن تجربتها مع اللغة، الهوية والانتماء. تجربتها مع التحولات في حياتها.

في السنوات الأولى لها في إيطاليا كانت تُدعى إلى مهرجانات أدبية وقراءات لكتبها، كانت تتحدث بلغتها الإنكليزية بالطبع، والتقت هناك بناشرها الإيطالي الأول، لصاحبيها ماركو وكلاوديا، دار نشر ماركوس ي ماركوس في مهرجان الأدب في مانتوفا، حيث تُرجم وصدر كتابها بالإيطالية. ماركو وكلاوديا ساعداها في ما بعد في تحسين لغتها الإيطالية “ماركو وكلاوديا هما من ترجما كتابي الاول الى الايطالية ونشراه، واستقبلاني للمرة الاولى ككاتبة في إيطاليا”.
بكلمات أخرى
بدأت في كتابة كتابها في مكتبة في روما، منذ حوالي عشر سنوات، وكانت تأخذ معها كتاب رسائل وأشعار إيميلي ديكنسون. النسخة الأولى من المسودة ارسلتها الى مدرسها الايطالي. وعملت معه على تصحيح وتغيير الكثير من العبارات. وتحقق الحلم.

بيكيت كتب بالفرنسية، كونراد بالإنكليزية، أغوتا كريستوف بالفرنسية بعد سنوات على العيش في فرنسا، إنكلترا وسويسرا. لكن لاهيري بعد سنة على انتقالها للعيش في إيطاليا قررت الكتابة بالإيطالية “الكتابة بلغة أخرى تشبه الهدم، البداية الجديدة”. تدريجياً تحولت الكلمات التي خربشتها في دفترها الى جمل، جمل في سطور.
“بكلمات أخرى” هو الكتاب الخامس للكاتبة. النقد لكتبها السابقة كان متشابهاً: لاهيري تكتب عن حياتها، عن هويتها، وكانت تؤكد في البداية بأن هذا غير صحيح، لكنها تركت الشرح حول كتبها تماماً، فالتجربة أثبتت لها أن هذا غير نافع. الجدار سيظل قائماً. لكن مع هذا الكتاب أكدت أنها تكتب هنا عنها، عن الهوية، الغربة، الانتماء الى مكان ما. عرّفت الكتاب على أنه: “سيرة ذاتية لغوية” سيرة الكتابة بلغة جديدة. عندما قررت أن تصبح كاتبة كانت تريد بذلك العبور الى الآخر وتجاوز الخوف. مع الكتابة بالإيطالية حققت ذلك. شبهت تجربتها بتجربة الفنان هنري ماتيس مع قصاصات الورق في السبعينات من عمره ومع مرضه وأواخر حياته “الرسم بالمقص” أو التحليق “الآن عندما أكتب بالإيطالية، لا أشعر أن قدميّ تلامسان الأرض”. وضعت لاهيري قصاصات من حياتها، هويتها، لغتها، خوفها وبحثها الدائم عن الحرية مع بعضها، لتشكل هذه اللوحة الجميلة الهادئة، هذا الكتاب. لكن الإيطالية تتطور لديها، وسوف تظل “أجنبية” في إيطاليا. جاءت الى إيطاليا لتحصل على مفهوم أفضل عن شخصياتها، ووالديها. ولم تتوقع أبداً أنها ستكون “غريبة” ككاتبة أيضاً. “عندما اقرأ بالإيطالية أشعر أني ضيفة، مسافرة”.

شعرتُ بقلق لاهيري وأنا أقرأ كتابها، ترددها، محاولتها أن تبقى هادئة وأن تفكر طويلاً عند كل كلمة. قلق الحديث بلغة أجنبية، قلق التخلي عن اللغة الأم، وقلق الكاتبة. حتى وهي تكتب كانت تبحث، تبحث عن تلك المنطقة الآمنة، المكان الذي يجعلها مفهومة، واضحة، بلا انتماء، ولا لون، ولا اسم. الكلمات هي انتماؤها الوحيد.
ـــــــــــــــــــــــــــ
روائية ومترجمة عراقية
*الرواية نت

شاهد أيضاً

أبورياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع لإنارة الطريق

الأديب موسى أبو رياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *