محمد فتحي*
قالت في تقديمها لصفحات كتابها «كيمياء الثورة العاطفية» إنها تسعى لفك طلاسم العلاقة الأبدية الحية بين الرجل والمرأة من أجل عودة الابتسامة الهاربة والدفء العائلي والاستقرار النفسي.
وأكدت دعاء السنجري مؤلفة الكتاب أنها تدعو في صفحاتها إلى أن يبقي الحب غايتنا والزواج وسيلتنا والهدوء طابعنا حتى لا يستطيع أحد من كان أن يحيد بالمجتمع عن تحقيق السعادة الممكنة. يقع الكتاب في 184 صفحة من القطع المتوسط ويتكون من خمس محاور، كان عنوان الأول هو «بعد ثورتين.. الحب والزواج داخل الكرة الزجاجية» حيث أكدت المؤلفة أن المقبلين على الزواج أو الهاربين منه لابد أن يدركوا ارتباط مستقبل الأسرة بمستقبل مصر، ودعت إلى الاهتمام بإعداد مراكز للإرشاد الزوجي ليتدرب فيها الزوجان قبل الزواج وليس بعده، خاصة وأن مصر الجديدة تأمل فيها القيادة السياسية التقدم في كل المجالات وربطت «السنجري» ما وصلت إليه الأسرة المصرية من خيانة وعنف وقتل وطلاق بما كان موجودا في المناخ العام من مشكلات سياسية واقتصادية أصبحت لها درجة من التأثير غير الإيجابي على العلاقة، وطالبت بأن تظل الثورة مستمرة على كل ما يعود بنا إلى مظاهر الظلم والقهر والاستبداد وأكد المحور الثاني أن عمر الحب أطول من عمر صاحبيه حيث استشهدت بقصيدة الأطلال للشاعر الكبير إبراهيم ناجي، مؤكدة أن الأسباب وقفت بينه وبين حبه، لافتة أيضاً إلى أن الشاعر مهما بلغت شاعريته وتمكنه لن يسطر بيتا واحدا في قصيدة كالأطلال إلا عن تجربة لوعته وحرمان أطاح بآماله وتطرقت المؤلفة لتأكيد باولو كويلو وتحذيره من تجاهل دعوة الحب حيث قال: «الكنز الشخصي لكل إنسان إذا ما دقق الإدراك والشعور موجود داخل عقله ووجدانه وأن الحب قادم لا محالة» فيما تطرق هذا الفصل للتحذير من الوسواس العاطفي ووجهت الكاتبة الدعوة للقراء لأن يسعوا لتحقيق الحلم السهل والبعد عن اللهث وراء المستحيل حتى لا يتسلل الشعور بالاضطراب أو فقدان الأمان وقياس ذلك على كل شيء، مؤكدة أن ذلك دعوة إلى بداية جديدة قد تكون في الحب أو في العمل أو في العلاقات الأسرية أو في صلة الرحم أو في عهد صداقة قديم وتطرقت المؤلفة أيضاً للعلاقة بين الحب والسياسة مؤكدة أن التاريخ حفظ قصصا لسياسيين هزمهم الحب وأخرى لمحبين أطاحت بقلوبهم السياسة، فحين خضع لويس السادس عشر ملك فرنسا لزوجته ماري أنطوانيت وترك الكلمة العليا لقراراتها في مقابل تراجع قناعاته وقراراته بالتبعية انتهي الأمر بهما إلى قطع رأسيهما فوق المقصلة وفي المحور الرابع تناولت «دعاء السنجري» الزواج كعلاقة استثنائية جداً، داعية إلى أن يقيم كل طرف نفسه ويقوم بدوره دون مبالغة أو تراخ والمصارحة بمواطن الضعف وأوجه التقصير وقالت: «إن الرجل كالطفل ويجب على المرأة أن تستوعيه وتدلـله وتستجيب لأوامره وتتأكد من راحة باله وصفاء ذهنه قبل أن تقتحم خلوته بأسئلتها المستفزة وغير المهمة» وألقت اللوم أيضاً على كل زوجة تأخذها العزة وتأبي على عقلها ادعاء عدم الفهم ويفقدها الوقوف على الحقيقة هدوءها واتزانها. وانتقلت إلى ما سمته بانسحاب الحب حيث أكدت أن فكرة الحب والزواج هي الأمل الوحيد في الخلاص من إحباطات فترة المراهقة، إلا أنه سرعان ما تتحول ذكري أيام ما قبل الزواج بكل ما تخيلته الفتاة وقتها على أنها ممارسات ضاغطة وقيود إلى لحظات جميلة، وانتقدت قيام بعض الآباء والأمهات بدور كبير في حياة أبنائهما وعدم ترك الفرصة لهما للاندماج في تحمل المسؤوليات معا. وفي المحور الرابع استعرضت المؤلفة علاقات خلدها الزواج، وتوصلت من حديثها مع زوجة الفيلسوف زكي نجيب محمود إلى تأكيد الأخير على أهمية القراءة وضرورة الحرص على هذه العادة، وانتقلت للقرار الأصعب في الحياة الزوجية في المحور الخامس والذي أسمته «الطلاق إنقاذا للزواج» حيث أشارت إلى أن الثقافات تعددت والطلاق واحد، ودعت لأن يكون هذا القرار سعيدا إذا ما الزواج لم يكن كذلك خاصة أنه لم يعد من المفيد بالنسبة للمجتمعات التي حققت فيها النساء استقلالية اقتصادية أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء. وأشارت إلى أن قرار الخروج من علاقة الزواج ليس بالأمر الهين، وفي السياق ذاته أكدت أن الطلاق صدمة يمكن تجاوزها حيث يظهر الحزن على شكل أعراض جسدية أو عاطفية أو سلوكية والبعض يحتاج للوحدة والآخر للخصوصية أو البقاء داخل المنزل بينما يري آخرون أن الراحة في صحبة الأصدقاء والأقارب فلا طريقة صائبة أو خاطئة في التعامل مع هذا الموقف.
الكتاب: كيمياء الثورة العاطفية
المؤلف: دعاء السنجري
الناشر: دار الكتاب العربي 2016
* الأهرام..