عزيزي علي.. أقبلك قبلة حارة وأشكرك على خطابك البديع المؤرخ في 5 مارس، فقد سررت به أشد السرور، وحوى كل ما كنت أود أن أسألك عنه! والغريب يا على أن آرائي هي صدي لآرائك.. وأن تفكيرك هو تفكيري! وقد صدقت المدام روزاليوسف لما قالت إنك النصف الأول وأنا النصف الثاني.. فأنت ترى في مقالاتي التي أكتبها أنني أستعين بإرشادك وذوقك السليم، حتى أصبحت أعتقد في قرارة نفسي أنك ألزم لي من اليد التي أكتب بها، وأنك لست النصف فقط كما تقول المدام، بل الثلاثة أرباع!
مستقبلك.. لا أستطيع أن أقدر لك مبلغ غبطتي وسروري وفرحي لما علمت أنك تفكر أن تكون صحفيا، وبذلك يتحد مستقبلنا، كما اتحد ماضينا وحاضرنا، وبذلك يكون لنا دار للنشر اسمها (دار زغلول) كدار الهلال. ويكون صاحباها علي ومصطفى أمين كإميل شكري وزيدان!
فأنت تشرف على مالية الصحيفة وتبويبها وترتيب الصور والماكينات وهندسة الصفحات.
وأنا أشرف على التحرير.. ولن نجد أحن على أنفسنا من أنفسنا.. وأنا أعتقد – لا مغرورا – أن ولادتنا خارقة للعادة، فقد اعتادت كل أم أن تلد طفلا كل مرة، ووالدتي ولدتنا طفلين مرة واحدة!
وأنا أعتقد أن المستقبل لنا.. والنصر لنا.. إنني واثق من الذي أقوله وثوقي من أنني حي!.. إن الحظ يبتسم لنا.. والله ينقذنا من كل مصيبة والأخرى.
وأنا عن نفسي أعتقد أنني أسعد من على الأرض.. وأني حتى الآن نلت كل الأماني أو أغلبها.. وكل يوم أسجل لنفسي نصرا، كان حلما وأمنية في الماضي!!
أما برنامجي الصحفي فسيكون التجنيد الإجباري لكل من بلغ العشرين، ومدة التجنيد سنة واحدة، وإلغاء الامتيازات الأجنبية والمحاكم المختلطة، ووضع ضريبة على الإيراد وإلغاء الإقطاع وتجنيد كل من يصلح للتجنيد أو إلغاء الأوقاف وتخفيض الضريبة التي يدفعها الفلاح إلى النصف والاستغناء عن كل موظف أجنبي في الحكومة وتحريم الزواج من أكثر من واحدة، وتوحيد الزي، فكل مصري يجب أن يرتدي الطربوش ما عدا رجال الدين الذي يصرح لهم بارتداء العمم! وإصدار قانون يوجب على كل شركة أن يكون أربعة أخماس موظفيها مصريين.
هي أحلام.. أرجو أن تتحقق، إن لم تكن على يدي فعلى يديك أنت.
* أخبار اليوم.