” ماكبث” و” ثلجتين بليز”.. في مونودراما الفجيرة





خاص ( ثقافات )
عرض مساء يوم الاثنين 22 فبراير على مسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح ضمن عروض المونودراما بمهرجان الفجيرة الدولي للفنون عرض منغوليا بعنوان ” ليدي ماكبث ” مستوحاة من مسرحية ” ماكبث” لوليام شكسبير من إنتاج وتمثيل اس سارانتويا، وإخراج بي منكدورج ودي ساينشي ميغ، وسيناريو دي ميند ساي خان.
العرض كان تراجيديا تاريخية تكمن عقدتها في الصراع والنزاع للحصول على المزيد من القوة والسلطة، ولكن في الواقع فإن المحرض والدافع المستفز لكل هذه الأفعال ما هي إلا شخصية “السيدة ماكبث ” نفسها. 
تدور المسرحية حول الأفعال والدوافع الكامنة للسيدة ماكبث وطموحها الطاغي لنيل السلطة والقوة، حيث تستعرض كيف حلمت وصارعت حتى سقطت في النهاية. رغم أن الكاتبة أضافت على النص لتتمكن من توضيح وجهة نظرها، إلا أن المسرحية قد احتفظت بالمعنى الذي صاغه شكسبير، وفي نهاية حياتها ” وهي تتحدث لرأس ماكبث ” وقبل أن تصاب بالجنون ، ظهرت الحقيقة كاملة أمام عينيها بعد أن حصلت على كل ما سعت إليه وصارت من أجله ، وحين واجهت نتائج أفعالها وطموحاتها اكتشفت حقيقة الحياة المؤلمة. 
وتضمن العرض ثلاثة مشاهد متتالية؛ الأول عندما تتلقى السيدة ماكبث رسالة من زوجها السيد ماكبث وهو متحفز للحصول على كل السلطة والثروة لنفسه فقط بعدما تقابل مع الساحرات الثلاث، وبعدها سلمت كل أفكارها وسخرت جميع طاقتها إلى الشيطان الذي زادها شرا وطعما ووضعت السيدة ماكبث الحيل والأفخاخ لقتل الملك ” دنكان “؛ لاأها تعتقد أنه قد يعيق تملكها للسطة التي سوف تكون سلطة مدى حياتها. 
أما المشهد الثاني تحصل السيدة ماكبث على السلطة ، حيث دعت الملك “دنكان ” وجعلته يشرب ” الخمر” مع حرسه، ثم تقوم هي بقتل الملك وتلفق التهمة للحارسين، ورغم ذلك أدركت أن يانكو وفليانس قد يعرقلان خطتها وهما على مشارف القلعة. 
بينما المشهد الثالث من العرض تتحقق فيه رغبة السيدة ماكبث وتتوج على أنها ملكة وزوجها الملك ولكن السيد ماكبث مات في الحرب ، حينها لم تحتمل السيدة ماكبث وأصبحت تعاني من صراعات وهواجس جنونية ، واقتنعت بأن السلطة والثورة أودتا بحياة زوجها وولدها الذي لم يولد حين تسقط إلى قاع الجحيم. 
أما العرض المسرحي الثاني فكان بعنوان «ثلجتين بليز» من لبنان للفنانة روان حلاوي مؤلفة العمل وممثلته ومخرجته والذي أقيم على مسرح بيت المونودراما.
تروي بطلة العمل حكاية امرأةٍ غابت طويلاً، لتعود بحثاً عن حلمٍ مفقود اعتقدت أنها لن تستطيع تحقيقه، لكنها تجد طريقتها في الخروج من واقعها الراهن بعد استعراض حياتها عبر محطات من الذاكرة ، حيث يكون مكانها المفضل ، عبارة عن كرسي بار في حانة ، تعودت أن ترتادها وحيدة ، فتتعامل مع الكرسي بمثابة كرسي اعترافها ، لتسرد ذكرياتها التي تبدأ في عمر 12 عاماً بعد أن اكتشفت أنوثتها وتعرضها للتحرش من قبل أشخاص ، على مسار حياتها ،الذين لم تعرهم أي اهتمام ، لتجد في نفسها المرأة التي تملك الحرية فيما تفعل ، وتجد في وحدتها حريتها وفي فرديتها حريتها ، رغم أن زواجها لم يعقها ، لتعود إلى الأماكن نفسها التي تركتها سعياً وراء الحلم نفسه.
لا تشبه روان حلاوي في مسرحيتها إلا نفسها، فهي جسدت تجربتها الشخصية بطريقة سلسة وممتعة وصلت إلى المشاهد بعيداً عن أي حواجز.
كما أقيمت على هامش عروض المونودراما عروض فنية لفرقة المجد للفنون الشعبية من سلطنة عمان مساء يوم الاثنين 22 فبراير على مسرح القرية التراثية بجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح لوحات فنية وغنائية متنوعة تميزت بالزي العماني الأصيل .
حيث قدمت الفرقة العديد من الفنون الشعبية العمانية منها فن العيّالة، والميدان، والبرعة التي تميزت بالرقصات والإغاني والإيقاعات العمانية التراثية التي تعبر عن التراث العماني الأصيل. 
كما قدمت فرقة سوهاج للفنون الشعبية المصرية عروضا راقصة مثلت التراث الصعيدي المصري، فتناولت رقصة “رنة الخلخال” والتي تشكل تراثا مصريا إذ تتمايل فيه الفتاة الصعيدية مبرزة قوامها بحركات أدائية راقصة، كما قدمت الفرقة أيضا عرض “الربابة” جاء كلوحة متكاملة أضيف إليها المديح النبوي، ومن عمق العادات والتقاليد التراثية تضمنت العروض لعبة “التحطيب”. 

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *