يحيى القيسي يزلزل الطمأنينة التي تبدو راسخة في مجتمعاتنا



عمّان – عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، في عمّان وبيروت، صدرت رواية بعنوان “الفردوس المحرّم” للأديب والإعلامي الأردني يحيى القيسي، وهي رواية يتوقع أن تثير الكثير من الجدل حول نصها السردي المفخخ بالدلالات والأسرار، ولا سيما ما يتقاطع من ذلك مع الجانب المخفي والمسكوت عنه في العلم والدين.

وكتب الناشر على غلافها الأخير يقول: تحتفي “الفردوس المحرّم” بعوالم وشخصيات تبدو للكثيرين قادمة من الخيال، لكنها كما يحاول الروائي أن يقدمها مغرقة في واقعيتها وتعيش بيننا دون أن نقوى على استيعابها، فالواقعية السحرية ليست حكرا على أدب أميركا اللاتينية، بل لها بعد عميق في التراث العربي القديم، وأيضا في تفاصيل حياتنا المعاصرة، وتحتاج فقط إلى من ينتبه إليها.
ربما تكون هذه الرواية بما فيها من غريب وعجيب مصدر قلق للقارئ والمؤلف معا، فهي تسعى إلى زلزلة الطمأنينة التي تبدو راسخة في مجتمعاتنا تجاه العديد من القضايا، وتواجه التضليل الكبير الذي حدث للبشر، والأكاذيب التي يقتاتونها صباحا ومساء، وهي أيضا من جهة أخرى تناقش رواية سبقتها وتحاول تصحيح مسارها، فشخصيات روايته السابقة “أبناء السماء” تطارد مؤلفها في هذا العمل الجديد وتتغلغل بشكل مفرط في ثنايا شخصيات “الفردوس المحرم”. رواية يمكن أن نقول عنها باختصار أنها تكشف الكثير من الأسرار، وتضيء الكثير من الأنوار، ولا سيما في هذا الزمن المعتم.
من أجواء الرواية نقرأ: لم أكن أعرف حجم الحضور الهائل لكلّ ما هو خفي وماورائي في حياتنا اليومية، حتى اكتشفت ذلك بنفسي، إذ كلّ إنسان على ما بدا لي لديه جانب باطني، يكاد لا يظهره لأحد حتى يأتي أوان من ينبشه من أعماقه ويخرجه إلى العلن ولا سيما حين يصطدم بموت عزيز، أو بحدث مدوٍ يتركه غارقا في دوامة الحيرة.
حتى أصدقائي الذين يتبجحون بأنهم ملاحدة لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون، ولا بتدبير محكم له، ويتندرون على المؤمنين “المتخلّفين” كما يطلقون عليهم، تمرّ عليهم لحظات كثيرة، ينكصون فيها إلى البئر السرّي العميق في ذواتهم كي ينقذهم ولو قليلا من الحيرة التي تنتابهم، والأحداث التي تعصف بهم، وتجعل الحليم فيهم حيران لا يلوي على شيء.
يُذكر أنّ القيسي من مواليد قرية حرثا شمال الأردن في العام 1963، وقد عمل في الإعلام الثقافي وفي الإدارة الثقافية صحفيا ومحررا ومديرا في الأردن وتونس والإمارات منذ العام 1990 ويعمل حاليا نائبا لمدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام. أما إصداراته الأدبية في القصة والرواية فهي “أبناء السماء”، و“باب الحيرة”، و“رغبات مشروخة”، و“الولوج في الزمن الماء”، و”حمّى الكتابة” وهو عبارة عن حوارات أدبية.
___
*العرب اللندنية

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *