صدر حديثًا.. المجموعة القصصية “نُواسٌ” للمغربي محمد الهجابي



خاص ( ثقافات )
صدر للروائي والقاص المغربي محمد الهجابي برسم سنة 2015، في نحو مئة صفحة من القطع المتوسط، وعن دار النشر “ديهيا” بالمغرب، مجموعة قصصية جديدة تحمل عنوان: نُواسٌ. وقد سبق للكاتب أن أصدر مجموعتين قصصيتين موسومتين ب”كأنّما غفوتُ” (2007) عن المطبعة السريعة بالقنيطرة، و”قليلٌ أو كثيرٌ أو لا شيءٌ” (2013) عن منشورات اتحاد كتاب المغرب بالرباط. هذا عدا إصداره لأربع روايات: بوح القصبة (2004) و”زمان كأهله” (2004) و”موت الفوات” (2005) و”إناث الدار” (2011) و”بيضة العقر” (2015)، فضلاً عن أعمال أخرى. ونقتطف من مجموعته الجديدة “نُواسٌ”، وبالضبط من قصة “حذاء Russo Gianni !” (ماي 2013)، ما يلي: «سدّدتُ ثمن الفنجان وزايلتُ المقهى. لم أرُمْ ورشة المطالة رأساً، فكّرت في جولة إلى المكتب أولاً. يوم سبت من كل أسبوع تقريباً أطلّ على المكتب. إطلالة خفيفة، لا تحرج أحداً، ولا سيما من حراس وشرطة الباب الرئيس للبناية. أجري مكالماتٍ من هاتف المكتب، واهتمّ بأمر حذائي. في نيّتي، هذه المرة، أن ألمعَ عنق الحذاء بكريم فازلين متميّز، اقتنيتُه من زنقة كاستيغليون بقلبِ باريس. لا أترك الحذاءَ لفراشي ماسحي المقاهي تعبثُ بنعومة جلده. أغتنمُ لحظات في المكتب وأُخرجُ الأدوات منْ سفَط المكتب، ثمّ أشرع في دهنه وتلميعه ومسحه بمحرمة من قماش صوفي رطب. وقد أرشّه بالورنيش. أفعل ذلك بحرصٍ وانتظامٍ. في المنزل، وقت المساء، أرشّه بقدر من البيكينج صودا. ولا أتوانى في استعمال مواد أحذية نسائية، جلبتُها من باريس كذلك لفائدة امرأتي، كي أطردَ من حذائي الروائح الحامزة التي قد تنكمي فيها، وأنعّمه وألطّفه. وأفعلُ ذلك في الفيلا من غير أن أعيرَ كبيرَ انتباه للتعاليق، فهذا الحذاء مفخرتي بامتياز. أجدُ المتعة، كلّ المتعة، في هذا التّماس الجسدي مع الحذاء. ولكُم أنتم أن تأوّلوا هذا التصريح كما تبغون، فلست معنٍ بالتأويلات التي قد تتفصّد من عقولكم. وأجهرُ القول أيضاً إنّني لو أستطيعُ لكنت كتبت يوميات حذائي من لحظتما رمقه بصري في قدم بطلي القدير Gianni Russo.».

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *