خاص ( ثقافات )
صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- عمان للكاتبة صابرين فرعون رواية بعنوان” قلقلة في حقائب سفر” ، وتقع في 76 صفحة من القطع المتوسط، كما وصدر لها كتاب نصوص بعنوان مرايا المطر ويقع في 150 صفحة من القطع المتوسط ويذكر أن لوحة غلاف ” قلقلة في حقائب سفر” للفنان الفلسطيني طالب دويك.
يشتبك الأحساس المرهف المعجبون بتراب الأرض ورائحتها بالمفردة لدى صابرين فرعون فهي تكتب بروح انتماءها للتراب والحياة والوطن الفلسطيني الذي ترسمه بخصوصية العاشق كما تحب أن تراه وتلبسه مثالية الأم ليكون عالمها الخاص.
رواية قلقلة في حقائب سفر:
سردية تتحدث عن زوجة شهيد ، تسترجع ذكريات الحب، حب الوطن وحب الآخر.
تتحدث الساردة “زوجة الشهيد” عن هوية الوطن الذي تراه في قريتها المهجرة “يالو”، إحدى القرى الفلسطينية التي دُمرت وهُجر أهلها عام 1967م ، وعن بساطة العيش في القرية، برغم مضي الأعوام إلا أن رائحة خبز “الطابون” في القرية لا تفارق أنفها ..
الحب لا يستأذن ، أو يطرق أبوابنا ، وإنما يجيء بلمح البرق وقد تسحبه يد القدر فلا يدوم، تهتم المرأة بالتاريخ والسياسة وتتعرف على رجلها في هذا المجال ، يتزوجان وينجبان طفلاً وطفلة “وطن ورؤى”، تتحدث في هذه المرحلة عن مخاوف الزواج والانغلاق على الذات بحكم الخوف من أن يكون نصيبها العبودية المحتمة على من تجيء من بيت عاش على العادات والتقاليد، وتسلط الضوء على عقلية عدم التكافؤ في مجتمع ينادي بذكورة الرجل ، الآمر الناهي في بيته ، وأن فحولته تكمن في حقوقه الزوجية التي يطلبها ضارباً واجباته في المقابل بعرض الحائط .
بعد استشهاده تبدأ رحلة الذكريات، حيث تنضج المرأة بأمومتها، ما يعمق نزعة التمرد لديها لانتهاج المقاومة بغريزة الأنثى أولاً وعقلية المفكر ثانياً . تتحدث عن مشاعر تمر بها العلاقة الزوجية كالغيرة والقلق على الشريك ، لتكون النهاية مغايرة ، فما يسلبها حياة زوجها هو التضحية والدفاع عن حقوق الوطن .
تتحدث تالياً عن المجتمع الذي لا يرحم بألسنته وتوجيه الاتهامات والتشكيك بتوجهات الزوج .
مرايا المطر- نصوص
فقد جاء في تقديم: الشاعر والقاص حسن أبو دية لا أحد قادرٌ على التنبّؤ أي إبداع قد ينتج من التقاء قلم مبدع، ولغة جزلة أنيقة، وخيال محلّق، وقضايا وطنيّة عامة وشخصيّة، يعيشها الكاتب ويتفاعل معها بكل ذرات حواسّه فيتماهى الخاص والعام، سيّما إن صاحب ذلك كلّه تجربة عميقة، وثقافة واسعة، ونفس حرّة توّاقة للخروج من قضبان المعاناة المفروضة للتحليق عالياً في آفاق سرمديّة لا سقف يغطيها. صابرين فرعون (عنات)، اسم يخطو بثقة في عالم الأدب، وتضع بين أيدينا كتابها الثاني ( مرايا المطر )، وهو بشكلٍ أو آخر امتداد لكتابها الأول (ظلال قلب)، من حيث الهمّ الذي يحمله، ويعبّر عنه، وإن كان برمزيةٍ خفّت حدتها، فازداد توهّج النصوص. (ظلال قلب) ليس قلباً، إنما ظلال، و(مرايا المطر) ليس مطراً مباشراً نراه ونلمسه، بل هي مرايا نرى انعكاسه فيها، وانعكاسنا فيه، في إشارة للّهفة الكامنة في الأعماق لمطر غزير ( بكل دلالات المطر الإيجابية ) نستحم فيه مما علق بنا، روحاً، جسداً، وطناً، ألماً، حلماً، وبسمة حالمين.. مطر ننتظره ليعيد لنا، ولمن حولنا، وما حولنا، الصفاء والنقاء، وينشر فوق رؤوسنا فَرِحاً بنا قوسَه القزحيّ. هي نصوص نثريّة قاربت حدّ الشاعرية، ولامست سرديّة شفّافة، غموضها شفاف يدفع القارئ للتأمل، والتفكير في محاولة الولوج لما وراء الكلمة المقروءة، وصولاً إلى الرسالة العميقة التي تسعى الكاتبة إلى إيصالها له، متدثّرة بصور فنيّة، ملؤها الدهشة، ولغة مجازيّة وغموض شفيف لا يقف سدّاً بين المتلقي والمعنى. وأزعم أن النص الذي افتتحت به الكاتبة نزفها في (مرايا المطر)، يشكّل مدخلاً مهمّاً لما بعده، حيث تقول: باذخٌ العناق وهو يحتفي بخطوات الانتظار يتمرغ القلب بأنات الروح ونكتفي بإدانة الماء بصدى الصوت كي لا يفسد قضم التفاح لعله يراودنا الظل قرباً فنمتلك الحكايات في صرخةٍ تذوي في حنجرة الورد… وأزعم كذلك، أنّنا أمام اسم تنقشه صاحبته بقوة في عالم الإبداع، وأن الأدب الفلسطينيّ المقدسيّ محظوظ بها، وبنتاجها المحلّق، و أنّنا على موعد مع مطر أدبيّ ستزجيه ( صابرين ) سحاباً بقلمها المتألق.