ترجمة: أحمد كاظم سعدون*
خاص ( ثقافات )
الصِفر، ذلك الذي لم نفهمهُ في المدرسة
حاصلُ ضربهُ في أيّ شيء
سيكون لاشيء.
حينما سألتُ صديقي
عالِم الرياضيات والبلاغة
إن كان الصِفر رَقماً ، وأجاب بـ : نعم
شعرتُ بارتياح كبير.
فإذا كان ثمّة ريف
سيصيرُ صحراء.
وإن كان له علاقة بالتشريح
فسيكون فماً ناقصاً،
أو عضواً مفقوداً.
يحفرُ الصِفر طريقهُ
بين الواحدِ والواحد
يُغيِّركُلّ شيء
وينزلقُ داخل الأبجديّة.
هو الصوتُ في لسانٍ أخرس،
البؤبؤ في عين الأعمى،
صورة الوجه التي يَمسكها بأطراف أصابعه.
حينما تُحدِّقُ من أسفل حفرة مجاري
فالصِفر ماستراه
وزرقتهُ الفظيعة.
إنه الحَبلُ إذ تعقدهُ حول حنجرتكَ
حين تَحُكُّكَ كَعبيكَ لتصيرَ أجنحةً.
إيكاروس عرف الصِفر
حين شَمَّ اِحتراق الريش
وسقط في البحر.
إذا ما دَحرجتَ الصِفر من أعلى تلّ
فلسوف ينمو ، مُبتلعاً القُرى،
المزارع والناس حول مناضدهم
وهم يلعبون
حين يُوقِّع زعماء القبائل معاهداتهم حول السهول
لِصقاً لأسمائهمx يكتبون
x يُساوي صِفراً في الإنكليزية
سألتُ صديقي
عالم البلاغة والرياضيات:
ما الذي يفعلهُ الصِفر ليحتفظ ببساطته؟
لاشيء ، أجاب.
الصِفر هو الرقم الداعِر
كان قد طَلبهُ عَبر البريد تحت إسم زائف.
هو رقم آخرِ رَجُلٍ محكومٍ عليه بالإعدام،
رقم المرأة التي قفزت من الطابق الثالث
لِتُجهَضْ.
يبدأ الصِفر وينتهي عند المكان نفسه.
يُشَبِّههُ البعض بسياقةٍ عبر الهضاب طيلة اليوم
مع إحساسٍ بأنك لستَ مُتَّجِهاً إلى أيّ مكان.
في البدءِ خلق الله الصفر.
__________
*مترجم عراقي.