خاص ( ثقافات )
صدر حديثاً عن “الآن ناشرون وموزعون” المجموعة القصصية “رجل يخطئ كثيراً” للقاص الأردني المقيم في عُمَان “رأفت خليل عبدالله”.
تضم المجموعة أربع عشرة قصة توزعت على (112) صفحة من القطع المتوسط، وحملت العناوين: ” اللقاء”، “جرحتَ نفسك”، ” اللحظة”، ” تربيةُ الحمام”، ” صباح الخير يا جدتي”، ” رجلٌ يحبُّ الشواء على السطح”، ” بطء”، ” رجلٌ يخطئُ كثيراً”، ” نفاقٌ أدبيٌّ طارئ”، “رأس وكرسي ورأس”، ” جوعٌ وحلقةٌ مفرغة”، ” كونتينتال”، ” النمور في اليوم الحادي عشر”، ” كـان يريد”.
يقول الكاتب في القصة التي حملت عنوان “النمور في اليوم الحادي عشر” المستوحى من قصة “النمور في اليوم العاشر” للكاتب الكبير “زكريا تامر”:
” قال العجوز: “لقد فقدنا كرامتنا أيها النمر القائد.. لقد فقدنا ماهيّتنا. أصبحنا حيوانات أليفة واجبها القيام بحركات بلهاء في سيرك العالم لإسعاد بني البشـر”.
قال النمر: “أيّ كرامة وماهيّة تتكلم عنها أيها العجوز؟ ألسنا نتمتّع بصحة جيدة.. نأكل ونشـرب.. ونحيا حياةً هادئةً بلا تعبٍ مُضنٍ. إنكَ لا تُدرك الأمر، هذا العالم لم يعد لنا.. لم نعد أسياد الغابات والبراري، إنه عالم البشـر الذي لا يمكننا تحدّيه أو الوقوف في وجهه. إنّ النمور المتمرِّدة في الغابات يتم إطلاق النار عليها واحداً تلو الآخر بحجج مختلفة، ويستعملون جلودها كمعاطف وحقائب زينة لنسائهم.. فلِمَ تريدون التمرُّد على الواقع الذي لا قدرة لنا عليه؟ إذا كان العالم لا يرانا إلا حيوانات أليفة في السيرك فليكن ذلك.. إننا بذلك نحظى بحياة جيدة ومريحة”.
وفي القصة التي أعطت المجموعة عنوانها “رجل يخطئ كثيراً” يقول الكاتب:
“إنني أبوح لكَ بذلك، لتساعدَني وتساعدَنا جميعاً.. فنحن لا نريد أن نخسـر أكثر ممّا خسـرنا، ونريدكَ أن تقرِّر ما هو أفضل لكَ ولنا؛ لأننا نحترمكَ ونتبعكَ لأسباب كثيرة، ربما ليس أقلها فارق العمر الذي بيننا.
أتمنى أن تعي هذا قبل فوات الأوان، وتقرِّر ما هو مناسب، وتصحِّح ما تراه خاطئ. إنّ جلّ ما أخشاه أنّ أصدقاءكَ قبل أعدائكَ سيقرِّرون أنكَ لم تعد مناسباً للقيادة.. لكنكَ لم تكن تستمع لما أقوله ويقوله أصدقاؤك المخلصين، أو على الأقل ربما بالنسبة لي، ربما أنني لم أقُلهُ بالصورة التي تلفتُ انتباهكَ.
لكننا كنا ما نزال نمشـي، وكنتُ أبدو كمن يحدِّث نفسه كالمجنون.. وكانت الأرض قد تصلَّبت تحت أقدامنا وازداد الظلام، وكانت هناك حجارة صغيرة مدبّبة أشعر بها تحت حذائي.
كنّا نهبط معاً في وادٍ مظلمٍ وسحيق، وكانت أضواء المدينة قد أصبحت خلفنا.. وكنتَ ما تزال تردِّد إنكَ تعرف المكان جيداً”.
تحمل قصص المجموعة الكثير من الدلالات والإسقاطات التي تسلط الضوء على التناقضات والإشكاليات المتراكمة في مجتمعنا، ويختط الكاتب لنفسه من خلالها مساراً بارزاً في حقل القصة العربية.
وستكون المجموعة من ضمن إصدارات “الآن ناشرون وموزعون” المشاركة في معرض جدة الدولي للكتاب، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب ومعرض الرباط الدولي للكتاب.