خاص إلى الكتّاب الجدد


*غسان حمدان


خاص ( ثقافات )
قبل زيارتي إلى مصر للمشاركة في حفل توقيع روايتي هناك، رأيت منظراً جعلني أغير رأيي القائل باحتضار الكتاب.. كان هناك الكثير من الكتّاب الشباب في معرض القاهرة يوقعون أعمالهم ما يبشر بظهور جيل جديد من الأدباء.. ومع هذا أود أن أنقل بعض الملاحظات:
الكتابة هي عمل صعب، وقلة يمكنها أن تكتب كتاباً أو عمل أدبي؛ ولكن لا يعني هذا أن تتكبر وتقعد في بيتك متوقعا أن تأتيك الصحافة العالمية لتكتب عنك مقالاً تنشره وتمدح أسلوبك الفني. 
لقد قمت بالخطوة الأولى وهناك خطوات أخرى لتصل إلى الشهرة، وبناء على هذا قم بإرسال نسخ من كتابك إلى الصحف المحلية أو الملاحق الأدبية، فهذا هو عملهم وسوف يقومون بكتابة خبر عن كتابك أو حتى يكتبون نقداً أو مراجعة لكتابك. وأن تعطي كتابك إلى الصحافة ليس بعمل قبيح لتخجل منه؛ ومن يمنعك نسي أمراً مهماً: الكتابة ليست عمل خير لتكتمه! لذلك لا يجب أن نشعر بالإحراج من إعطاء الكتب إلى الصحافة ؟ فالانطواء والاختفاء لا يجعلان منك أسطورة، والقراء ليسوا بحاجة إلى ذلك بل بحاجة إلى معرفة ما تفكر به وما تفعله لتخلق هذا الكتاب… صحيح أن أي كتاب جيد يصل إلى مبيعات عالية ولكن لا يفعل ذلك بمفرده لأنه لا يملك قدمين ليصل إلى أي مكان! بل هناك تواصل بين القراء والكاتب والناشر.. والدعاية الجيدة تسهل أمر شهرة الكتاب. 
عند إرسالك كتابك إلى الصحف حاول ألا تكتف بذلك بل اكتب عنه في صفحة كي تسهل عمل الصحفي لكتابة خبر أو إيقاظ حس الفضول عندهم لقراءة الرواية. فالصحفيون عادة لديهم تقارير ومقالات أخرى وسيضعون كتابك في الانتظار؛ ولا تنس أن كتاب آخرين بعثوا كتبهم أيضا.. بمعنى آخر، تريد تسويق منتجك لذلك يجب أن تدخل عالم المنافسة!.
هناك موضوع آخر، إذا دخلت باب النجاح وجاء أحدهم يعمل مقابلة معك لا تمدح نفسك أو كتابك فأنت أمام قراء لا يعرفونك وليس في حضور أصدقائك ليصدقوا أوهامك! فلا تغلق باب المقابلة الثانية بيديك.. وقبل اللقاء خذ الأسئلة وفكر فيها جيداً، حتى لا تتلعثم وتفكر كثيرا قبل الإجابة.
إن لم يقرأ النقاد كتبك لا تنزعج ولا تفقد صبرك. فأنت لست جابريـل جارسيا ماركيز ولا فيكتور هيغو. كما أن النجاح لا يأتي على طبق من ذهب.. وإن انتقدك أحدهم في مقال وعدد الأخطاء لا تنزعج… إن كان محقاً في نقده سوف تتعلم من الأخطاء ولن تكررها في كتابك الثاني. ولكن إن كان مخطئا فسوف يضره مقاله، ولم تعد الصحف تثق فيه أو تعول عليه.
وهنا نصل إلى أهم موضوع، وهو أن أغلب الأدباء لديهم حلقة من الأصدقاء تعمل لهم دعاية بطرق مختلفة؛ مثلا يذكرونهم في مقابلاتهم. حاول أن تجد حلقتك من الأدباء وكون صداقات قوية معهم! ولا تنس أنك ستواجه غيرة من قبل البعض أو تصاب أنت بنفسك بداء الغيرة الخفية. 

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *